الأحداث – أمير عبدالماجد
لاتستطيع وأنت تتجول بين صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أن تتجاهل الكم الهائل من رسائل الأسر التي تبحث عن مفقودين وأعزاء لهم اختفوا بعد دخول مليشيا الدعم السريع إلى مناطقهم خصوصاً في سنجة والدندر، أعداد كبيرة لأطفال انفصلوا عن عائلاتهم ولا يعرف لهم طريق حتى الآن ورجال ونساء كبار في السن اختفوا أيضاً ولا يعرف أحد شيئاً عن مصيرهم.
نهب وترويع
وخرج آلاف من المدن وتقطعت بهم السبل هنا وهناك بعد هطول الأمطار لايعرف مصيرهم مع حديث متواصل عن مجازر ترتكبها المليشيا في المنطقة كمجزرة قرى سنار وسنجة التي قتل فيها أكثر من 40 مواطناً وحوادث النهب والسرقة والترويع لإجبار المواطنين على إخلاء منازلهم كما حدث في مدينة سنجة التي تعرضت لنهب السوق الرئيسي والمنازل والمحال التجارية.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 55 ألف شخص فروا من سنجة ومن مناطق أبوحجار والدالي.
رحلة نزوح
ويروي أحد شهود العيان أنه شاهد في الجسر الذي يربط بين مدينة سنجة ومحلية الدندر عشرات الفتيات وهن يركضن أثناء انتظار دور السيارة التي تقلهم لعبور المكان في رحلة النزوح التي بدأت من مدينة سنجة للوصول إلى مدينة القضارف شرق البلاد، وغادر مئات المواطنين المدينة سيراً على الأقدام لوجود شح في المركبات والوقود.
وتقع مدينة القضارف على بعد (185) كيلو متر شمال شرق محلية الدندر، وتقع على بعد (200) كيلو متر من ذات الاتجاه عن مدينة سنجة. وكانت مليشيا الدعم السريع قد شنت هجوماً على الدندر ونهبت سيارات المواطنين. وكان الصحفي عبدالرؤوف طه قد ناشد المواطنين في القضارف خصوصاً من يملكون التراكترات والسيارات أن يتحركوا ويحملوا معهم الأكل والأدوية والأنسولين خصوصاً وحبال السلب والشاي والبرتقال والبلح وان يتجهوا إلى منطقة المقرح لاستقبال الأسر التي غادرت أم رخم الذين عانوا من رحلة مفزعة ومن جوع شديد ويحتاجون إلى كل شيء من ماء وخبز ولا توجد لديهم أموال لأن هواتفهم اما تعطلت او نهبت. وقال في نداء له لأهل القضارف “في ناس راكبين في عربات كاشفة محتاجين مشمعات لانو المطر نزل من أمس والدنيا بردت والجوع شديد وفي عربات اتعطلت في الطريق محتاجة يجروها”، وأضاف “الناس التعبانين أكتر ديل المنتشرين في الطريق بين كبري الدندر وأب رخم على الطرقات من أمس وأول أمس ومافي أكل لكن الترعة قريبة بيشربو منها.. الأطفال بيبكوا بأصوات تقطع القلب والله بسبب الجوع.. الرضع أمهاتهم ما فيهم لبن بسبب الجوع الشديد وماقادرين يشيلوا نفسهم، من نزحوا يقدر عددهم بأكثر من 50 ألف”، وتابع “والله الناس من أمس بعاينوا للسماء وخايفين المطر يارب حوالينا ولا علينا.. المطر بيقفل الطريق وبيزيد المعاناة والجو بيبرد والجوع بيشتد .. وفي ناس حتموت من الجوع.. نحنا كان معانا 31 بلحة أدينا مرضى السكري 5 بلحات وفضل 21 بلحة وزعناها على الأطفال بلحة بلحة.. والله فرحتهم بيها كانت لا توصف.. مافي حاجة أشد من بكاء الأطفال من الجوع”، وقال “في أب رخم اشتريت 2 عصير مازا لأمهات حوامل عشان جاهم هبوط وليومين يعانين من الجوع والعطش.. وقلت ليهم أشربوها بالدس لأنو الأطفال لو شافوها بقولوا عايزين ومافي قروش.. والله شايلات العصير وما قادرات يقيفن ولا قادرات يشربن ويخلن أطفالهن.. رجعت تاني اشتريت قارورتين لمرضى سكري وقارورة واحدة وزعناها سكتنا بيها الأطفال جرعة جرعة”.
مسارات نزوح
وكانت صفحة تجمع شباب سنار بـ(فيس بوك) قد قالت في منشور لها إن مليشيا الدعم السريع دخلت إلى منطقة ود العيس والقرى الأقرب لسنجة بينما شهدت منطقة الدالي نزوح كبير مع سرقات لكامل البيوت والمؤسسات، وأشارت إلى أن حركة النزوح تتم بالأرجل نحو المزموم، وأكد التجمع أن سنار حتى الآن آمنة وتشهد حركة نزوح كبيرة مستمرة لليوم الثالث مع مشاكل في الوقود وتوقف بعض الأقسام في المستشفي وانقطاع الكهرباء، وقالت إن الحركة تتم عبر خزان سنار باتجاه الشرق عبر كريمة واتخاذ المسار وصولاً لتخوم ولاية القضارف وأيضاً كوبري الشرق مروراً بود العباس من شرق سنار مروراً بالشمباتا ثم ود العباس والشقيلة إيد الوليد وابو رخم والمقرح والفاو حتى القضارف، وأضاف المنشور إن الطريق البديل لكوبري دوبا هو طريق أبورخم من شرق سنار بعد منطقة ايد الوليد، وأشارت إلى انه للوصول من سنجة للقضارف لابد من عبور ثلاثة أنهار هي النيل الأزرق ويتم العبور فى الأحوال العادية عن طريق كبري سنجة أو كبرى خزان سنار ونهر الدندر و يتم العبور في الأحوال العادية عن طريق كبرى الدندر على نهر الدندر أو كبرى دوبا شرق سنار ويتم العبور فى الأحوال العادية عن طريق كبرى الحواتة على نهر الرهد أو كبري خزان أبو رخم.
أعداد الفارين
وتشير تقارير موثوقة إلى نزوح غالبية الأسر من محليتي سنجة وأبو حجار حوالي (50,000) فرد إلى محلية الرهد بالقضارف في حين نزح حوالي 5,000 فرد إلى مواقع عبر محلية الدمازين بالنيل الأزرق، ونزح حوالي 440 فرداً عبر محلية الجبلين بولاية النيل الأبيض.
وأشارت التقارير إلى فرار ما يقرب من 1,455 فردًا من منطقة جبل مويه بمحلية سنار في الفترة ما بين 26 و29 يونيو 2024، بسبب الاشتباكات في جبل موية.