سر اهتمام المجتمع الدولي بمعركة الفاشر.. سياسيون وخبراء يجيبون

سر اهتمام المجتمع الدولي بمعركة الفاشر.. سياسيون وخبراء يجيبون

الشيوعي: العالم الإمبريالي يخطط لفصل دارفور

خبير في الشأن الدارفوري: حال سيطرت المليشيا على الفاشر ستكون المنطقة برمتها مهددة أمنياً

العدل والمساواة: سقوط الفاشر يشبع رغبة الإمارات في السيطرة عليها ونهب مواردها

خبير أمني: الدول الغربية لن تتحمل تمدد اللاجئين

الأحداث – آية إبراهيم

ارتفعت أصوات المجتمع الدولي خلال الأيام الماضية وهي تُحذر من خطر نشوب معركة كبرى بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها مليشيا الدعم السريع من جهة، وتقوم قوات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة بالتصدي لهجمات المليشيا وحماية المدينة.
يأتي ذلك وسط أنباء عن أوضاع إنسانية متدهورة ونقص الغذاء داخل الفاشر وتخوفات من انعكاسات ذلك على مئات الآلاف من المدنيين بمن فيهم النازحين من مناطق أخرى وسكان الفاشر الأصليين، (الأحداث) طرحت تساؤلات على سياسيين وخبراء بشأن تعالي أصوات دول غربية وعربية بشأن معركة الفاشر.

جلسة خاصة

وطرح اهتمام المجتمع الدولي الكبير ومخاوفه وتحذيراته من هجوم مليشيا الدعم السريع على الفاشر عدد من الإستفهامات إذ لم تجد عدد من المدن والمناطق التي هاجمتها المليشيا من قبل منذ تمردها اهتمام مماثل، ووضح الاهتمام بعقد مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين، جلسة مغلقة خصصت لبحث تصعيد العمليات العسكرية في الفاشر، بعد إرجاء الجلسة التي كانت مخصصة لشكوى السودان ضد الإمارات بشأن دعمها لمليشيا الدعم السريع.

تقاطع أجندة
وقال عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي كمال كرار إن ما يسمي بالمجتمع الدولي لا يأبه بالحرب التي تجاوزت العام بقدر ما ينظر لمصالحه في بلادنا والملاحظ أن الأمم المتحدة نفسها كانت أنهت مهمة بعثتها بعد الحرب واعتبرتها شأناً داخلياً.
وأضاف كرار لـ(الأحداث) “الآن تتغير النغمة تجاه الفاشر بحجة المدنيين، بتوصيف الحرب وكأنها بين أفارقة وعرب. وليس بين شعب يتوق للحرية وعسكر ومليشيا تسعى لتصفية الثورة وإعادة إنتاج الديكتاتورية”.
وتابع “الواقع أن هذا العالم نفسه لم يبذل جهداً لمعاقبة مجرمي الحرب في دارفور، قبل الثورة وبعدها، ولم يكن حريصاً على جلبهم للمحكمة الجنائية حتى بعد سقوط الإنقاذ، وأنهى بعثة اليوناميد دون توفير حماية للمدنيين
وعلى كل فالأجندة العالمية تتقاطع في دارفور، لا لثرواتها فقط بل لموقعها، وسط التنافس الغربي الروسي الصيني في غرب أفريقيا، وهذا العالم الإمبريالي يخطط لفصل دارفور عن بقية السودان منذ وقت طويل”.

تأكيد استعداد
وقال المتحدث الرسمي بإسم قوات حركة العدل والمساواة عضو الغرفة الإعلامية لقوات الكفاح المسلح العميد حامد حجر إن الفاشر عاصمة لدارفور وسقوطها رمزية لقيام كيان دولة كما في النموذج الليبي وأن هذا يشبع رغبة الإمارات في السيطرة عليها ونهب مواردها الغير ناضبة، فأساس الصراع من أجل تقسيم السودان ونهب مقدراته.
وأشار حجر لـ(الأحداث) إلى أن بعض النافذين في المجتمع الدولي موالي للإمارات التي تدفع وتشتري المواقف وبل حتى الفيتو من هنا جاءت تقديرات السودان للتوجه صوب روسيا تداركاً وحفاظاً على السودان، ولفت إلى أنه ليست هناك معارك كبيرة بالفاشر وإنما توجد مناوشات عبر تقدير موقف عملياتي ومعلومات ترد للاستخبارات بالتالي تقوم بعمليات إستباقية محدودة للردع، وأكد أن الجيش وقوات حركات الكفاح المسلح على أهبة الاستعداد لرد العدوان.

مجزرة وشيكة
وحذرت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد في تصريحات عقب انتهاء الجلسة الخاصة بمجلس الأمن بشأن الفاشر مما وصفته بمجزرة وشيكة في المدينة، وقالت “اجتمع مجلس الأمن لبحث الأزمة في الفاشر، التي توشك على وقوع مجزرة واسعة النطاق فيها، وأضافت: هذا ليس تحليلاً للوضع، بل حقيقة قاتمة تواجه ملايين الأشخاص، هناك بالفعل تقارير موثوقة تفيد بأن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قد داهمت عدداً من قرى غرب الفاشر وفي الوقت الحالي، تخطط قوات الدعم السريع لشن هجوم وشيك على الفاشر.

محاولات جادة
ويرى الخبير العسكري الفريق أول ركن محمد بشير سليمان أن الفاشر باعتباريتها التاريخية والتراثية ليس على مستوى دارفور وإنما على مستوى العالم تدفع في اتجاه الاهتمام، وأنها العاصمة الإدارية والاقتصادية بلا منافس لإقليم دارفور. وقال سليمان لـ(الأحداث) في الجانب الإنساني الماثل الآن لا شك أن العالم يدرك مدى حجم الكارثة الإنسانية التي قد تحدث بحسبان أن العدد السكاني للفاشر نتيجة لحجم النازحين الذين لاذوا للمدينة من كافة ولايات دارفور بسبب الفظائع والجرائم اللا إنسانية التي ارتكبتها وسترتكبها قوات الدعم السريع إذا نشب القتال بالفاشر، ولفت إلى المحاولات الجادة لئلا تقع الكارثة الإنسانية التي لن تزيد معاناة مواطن دارفور وحسب، ولكنها سوف تتمدد وصولاً إلى ولايات الشمالية وغرب كردفان وجواراً في كل من دول ليبيا، وتشاد وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان بل لما بعد هذه الدول داخلياً وإقليمياُ ودولياً وأن تمدد اللجوء لن تتحمله الدول الغربية على وجه الخصوص وذلك ما يزيد من ارتفاع صوتها صياحاً خوفاً من الكارثة الإنسانية.

تحذيرات متعددة
وتحوطاً لخطر ماسيفرزه الهجوم على الفاشر التي كانت بمنأى عن الحرب التي اشتعلت في عموم الإقليم طلبت الولايات المتحدة من طرفي القتال، وقفاً فورياً لإطلاق النار في الفاشر وحولها، وحثت كلاً من الجيش والدعم السريع على العودة إلى منبر جدة التفاوضي، فيما قالت الأمم المتحدة في بيان إن «الهجوم على المدينة ستكون له عواقب وخيمة» وسبق أن حذر أعضاء بمجلس الأمن من الهجوم على الفاشر بعد تزايد أعمال العنف خلال الآونة الأخيرة بالمدينة.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في بيان صحفي عن قلقهم إزاء تزايد أعمال العنف في الآونة الأخيرة بالفاشر، وحذروا من شن هجوم على المدينة التي تستضيف مئات الآلاف من الأشخاص، بدورها قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور إن هجوم الدعم السريع على مدينة الفاشر سيفاقم الوضع الإنساني الكارثي.

قلق عربي
في المحيط العربي أعربت وزارة الخارجية القطرية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد والعنف بمحيط مدينة الفاشر، ودعت كافة الأطراف إلى نزع فتيل التوتر وتجنب القتال.
وأكدت الخارجية في بيان ضرورة الحوار بين كافة الأطراف السودانية لإنهاء النزاع المسلح بشكل دائم تمهيداً لإطلاق مفاوضات تفضي إلى اتفاق شامل وسلام وجددت موقفها الثابت الداعم لوحدة واستقلال وسلامة أراضي السودان ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.
بدورها جددت المملكة العربية السعودية دعوتها للأطراف في السودان إلى الالتزام بمخرجات محادثات جدة الرامية إلى تحقيق مصلحة الشعب السوداني من خلال الإسراع في الإتفاق حول مشروع وقف الأعمال العدائية وحل الأزمة عبر الحوار السياسي للحفاظ على وحدة السودان وأمن شعبه ومقدراته.
وعبرت الخارجية السعودية في بيان عن قلقها البالغ جراء تصاعد التوترات العسكرية بمدينة الفاشر.

رد سوداني
وانتقدت وزارة الخارجية السودانية بياناً إماراتياً دعا فيه الجيش والدعم السريع إلى وقف القتال بمدينة الفاشر.
واتهمت الخارجية السودانية في بيان الإثنين، الإمارات بالالتفاف على حقيقة رعايتها لـ”المليشيا” التي ترتكب أفظع الإنتهاكات بحق المدنيين في السودان.
وأضافت “الإمارات راعية للمليشيا الإرهابية التي ارتكبت أسوأ الفظائع ضد المواطنين العزل، خاصة الفئات الضعيفة منهم”، ولفت البيان إلى أن هذا الدور الذي وثقه خبراء الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة والإعلام الدولي وصور الأقمار الصناعية.

مناوي يُعلق
وأعتبر حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان؛ مني أركو مناوي الهجوم على الفاشر مع إغلاق الطرق ومنع إنسياب السلع الغذائية “جريمة حرب”، معلناً العزم على تحرير الإقليم بأكمله من سيطرة الدعم السريع.
وقال مناوي بحسب” سودان تربيون“إن أهل دارفور يستعدون لتحرير أنفسهم من ”المليشيات“ في كل المدن وليس الفاشر فحسب.
ورحب مناوي بدعوات وقف التصعيد قائلاً ”نحن نرحب بدعوات الأمم المتحدة وأمريكا لكن المليشيات لا تعرف ذلك“.

مُهدد أمني
ويشير خبير في الشأن الدارفوري رفض كشف هويته لـ(الأحداث) إلى أن الفاشر ظلت منذ العام 2003م تستقبل آلاف النازحين وبها معسكرات أبوجا، نيفاشا وزمزم، وغيرها إضافة إلى نازحي حرب 15 أبريل 2023م لذلك فإن أي هجوم أو اندلاع مواجهات عسكرية داخل المدينة ستكون له عواقب وخيمة تتمثل في نزوح آلاف المدنيين إلى مناطق مجهولة وأن هذا الأمر سيسبب كارثة إنسانية لصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين.
وقال إن المجتمع الدولي يخشي من أنه إذا سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر ستكون المنطقة برمتها مهددة أمنياً بسبب السلوك الإجرامي لقوات الدعم السريع التي تتميز بعدم الانضباط ويمكن أن يؤثر ذلك حال سيطرتها على إقليم دارفور في دول مصر، ليبيا، تشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطي.
وأضاف: كما أن الهجوم على الفاشر سيؤدي إلى حدوث مجاعة لافتاً إلى أن خريف العام الماضي لم يتمكن المواطنون من زراعة المحاصيل الزراعية بسبب غياب الأمن، كما أن هجوم قوات الدعم السريع ومليشيات القبائل العربية على 15 قرية واقعة في الريف الغربي للفاشر تسبب في تدمير البساتين وهو ما خلق فجوة كبيرة في الخضروات القادمة لمدينة الفاشر.

Exit mobile version