التجاني السيسي في حوار مع (الأحداث):
الفاشر عصية على الغزاة ومعركتها ستكون نقطة فارقة
مجزرة (ود النورة) جريمة حرب ينبغي للمجتمع الإقليمي والدولي أن يتخذ الإجراءات حولها
لم يصلنا ما يفيد أن هنالك ترتيبات لقيام مؤتمر بمصر
نرحب بالوساطة الروسية في هذه الحالة (…) ونرفضها إن كانت مناورة
التقدميون يعتقدون أنهم أوصياء على السودان وهو أمر غير مقبول
دعا رئيس قوى الحراك الوطني د.التجاني السيسي الاتحاد الأفريقي للبدء في إنشاء مظلة تشمل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والدول التي ظلت على مسافة واحدة من أطراف النزاع بالبلاد لتوحيد المبادرات الإقليمية والدولية المتعددة على أن يكون هنالك منبر واحد.
وكشف السيسي في حوار مع (الأحداث) عن أن هنالك اجتماع مرتقب للاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وبعض الدول بالقاهرة ربما يناقش هذا الأمر، وحذر من أن التدخلات في أزمة السودان ستؤدي لمآلات خطيرة على وحدة البلاد.
حوار – آية إبراهيم
في البدء لنتحدث عن معركة الفاشر كيف تنظر لمجرياتها؟
معركة الفاشر بمثابة أم المعارك ستكون نقطة فارقة في ما يدور من اعتداءات من المليشيا على أهل السودان ستحسم لصالح القوات المسلحة وقوات حركات الكفاح المسلح والقوى الوطنية والمستنفرين الذين يحملون السلاح ويدافعون عن الفاشر وأهلها، الفاشر ستكون عصية على الغزاة الذين جاءوا من خارج السودان أكثرهم من تشاد، ليبيا والنيجر وهم يحاولون إسقاطها، ستكون عصية لما نشاهده من جسارة أبناء القوات المسلحة وحركات الكفاح المسلح والمستنفرين الذين هم في مقدمة الذين يدافعون عن الفاشر وكرامة الوطن.
في ظل مايجري برأيك ماهي أقرب الحلول للخروج من نفق البلاد المظلم وإيقاف نزيف الدم المستمر؟
أي أزمة ينبغي أن تنتهي بتفاوض هنالك مسار في منبر جدة هو الذي سيؤدي لوقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية، نحن ندعم منبر جدة في ذات الوقت على الأطراف تنفيذ ماتم التوقيع عليه خاصةً الدعم السريع فيما يلي الخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية، من الصعوبة بمكان أن يقتنع الشعب السوداني والقوات المسلحة في أن يوقعوا على أي اتفاق لوقف إطلاق النار ومنازلهم محتلة كيف يمكن للقوات المسلحة أن تقنع الشعب السوداني بوقف إطلاق النار وفي نفس الوقت الدعم السريع محتل منازلهم؟ على منبر جدة أن يستمر لكن على الدعم السريع أن ينفذ ماتم الاتفاق عليه في المنبر كما ينبغي أن يؤسس التفاوض على قيم ومنطق إذا لم تنفذ الإتفاقيات التي تم التوقيع عليها في جدة لماذا العودة للمنبر ؟ ينبغي تنفيذ ماتم الاتفاق عليه في منبر جدة ومن ثم الاستمرار فيه من أجل الوصول لصيغة لوقف إطلاق النار.
مجزرة ود النورة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع قوبلت بتنديد واسع برأيك هل ستقود لبداية حرب جديدة أم حلول؟
مواطنون عزل تم الاعتداء عليهم بأسلحة مضادة للطائرات والدروع وتم قتلهم في مجزرة لم تشهدها الجزيرة من قبل، صحيح حدث ذلك في دارفور ومناطق أخرى لكن أن يحدث ذلك على مرأى من المجتمع الإقليمي والدولي وأكثر من ذلك أن توثق المليشيا الإعتداءات، هذه جريمة حرب كان ينبغي للمجتمع الإقليمي والدولي أن يتحرك ويدين ماحدث في ود النورة ويتخذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل هذه العمليات ضد المواطنين العزل، الآن يستمر القصف ضد المدنيين والنازحين في الفاشر، هؤلاء النازحين هجروا من مواقعهم وأراضيهم قبل 21 عام ثم لحقتهم نفس المجموعة التي هجرتهم في معسكراتهم وفي المدن، هذا أمر ينبغي أن يُدان ليس إقليمياً فحسب بل ينبغي أن يُدان دولياً.
بشأن الحلول هل وصلتكم الدعوة المصرية للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده نهاية الشهر الجاري؟
رحبنا من خلال بيان بالدعوة المصرية، من الضرورة أن يكون هنالك تشاور واسع مع القوى السياسية خاصةً إذا كان الأمر يخص الحوار السوداني- السوداني، من أهم مرتكزات الحوار أن تكون هنالك لجنة وطنية لإدارة الحوار يتم اختيارها بواسطة القوى السياسية المشاركة في الحوار السوداني- السوداني تقوم القوى باختيار المشاركين وأن تضع الأجندة للمؤتمر، المسألة تحتاج مشاورات بين الكتل السياسية حتى الآن لم يصلنا مايفيد أن هنالك ترتيبات تتخذ لقيام المؤتمر.
توجه السودان نحو روسيا ماتعليقك عليه؟
ماذا بقي للسودان من خيار خلاف أن يتحرك نحو روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية تجرجر أذيالها نحو مايحدث في السودان ولاتسمي الأشياء بنفسها مايحدث من انتهاكات لم نسمع منها أن هنالك انتهاكات حدثت كما لم نسمع أن هنالك تأثير من الولايات المتحدة على الإمارات التي تمد المليشيا بالسلاح والعتاد، كما أن موقف الترويكا وبعض الدول الأوروبية غريب، إذن ماذا بقي للحكومة السودانية أن تفعل وهي تواجه حرب ضروس؟، التوجه نحو روسيا خيار متاح للحكومة السودانية وليس هنالك غضاضة في الخطوة إذا كان ذلك يعني تحقيق المصالح والمقاصد العليا للبلاد.
موقف القوى الدولية بشأن أزمة البلاد كيف تنظر له؟
هنالك قوى دولية قلبها مع الدعم السريع ترى مايحدث من مآسي وانتهاكات لحقوق الإنسان ولم يفتح الله لها بكلمة لإدانة مايحدث في السودان وهو أمر معيب يعني ذلك أن هنالك قوى دولية من أجندتها استمرار الحرب في إنهاك أهل السودان وإحداث المزيد من الهشاشة في السودان ربما تستطيع أن تستولي في النهاية على موارد أهل السودان.
روسيا تقدمت بطلب لقيادة وساطة بين السودان والإمارات وتشاد كيف تنظر لذلك؟
نرحب بالوساطة الروسية إذا كان ذلك سيؤدي إلى إيقاف الجسر الجوي بين أبوظبي وإنجمينا الذي ينقل السلاح والعتاد للمليشيات التي تستخدمها في تدمير وتخريب البلاد وترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم وإذا كان ذلك سيؤدي إلى أن تغلق الحكومة التشادية الحدود وتمنع تدفق المرتزقه والأجانب للأراضي السودانية الذين يقومون بقتل المواطنين ونهب ممتلكاتهم إذا كانت ستؤدي لذلك مرحباً بها، أما إذا كانت مناورة الوضع الآن لايحتمل أي مناورات إقليمية أو دولية.
في ظل تسارع الأحداث ماهي النقطة التي يقف عندها تحالفكم بشأن البلاد؟
رأينا واضح الوطن الآن يواجه غزو أجنبي وتحديات كثيرة تتطلب توحيد أهل السودان حول قضايا أساسية أولها القضية السودانية، علينا جميعاً أن نوقف أي تدخل خارجي يمكن أن يؤدي في النهاية للتأثير على قرارنا الوطني وسيادتنا الوطنية، القضية سودانية ينبغي أن تناقش في حوار سوداني- سوداني جامع لايستثني أحد هو الذي يضع اللبنة الأساسية لإدارة السودان في الفترة الإنتقالية والذي يقود لنظام مدني ديمقراطي بعد إنتخابات نزيهة يشارك فيها الجميع.
المؤتمر التأسيسي الذي عقدته تقدم مؤخراً بأديس أبابا لايزال محل جدل كيف تنظرون إليه؟
نختلف مع التقدميين في قضية أساسية وهي حل المشكلة السودانية، نحن نطالب بأن يكون الحل من منظور شامل، القضية قضية وطن جميع السودانيين مسؤولين مسؤولية مباشرة في أن يسهموا بآراءهم في كيفية إنهاء الحرب وكيف يمكن أن يُحكم السودان في الفترة الإنتقالية؟ بالتالي هم إلى الآن يعتقدون بأنهم هم المسؤولين والأوصياء على السودان وهو أمر غير مقبول، هنالك اعتماد على الخارج ونحن نعتقد أن القوى السياسية ينبغي أن تعتمد على نفسها وتطور أجندتها الداخلية، وتحاول أن تصل إلى حوار سوداني – سوداني جامع بأجندة وإدارة وطنية.
برأيك ماهي السيناريوهات المتوقعة بشأن أزمة البلاد وهل يمكن العودة لمفاوضات جدة أم الاستمرار في الحسم العسكري؟
نتمنى أن يستمر منبر جدة وفق ماذكرته من حيثيات سابقة وأن يبدأ الاتحاد الأفريقي في إنشاء مظلة تشمل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والدول التي ظلت على مسافة واحدة من الأطراف، المظلة مهمة في توحيد المبادرات الإقليمية والدولية الكثيرة، نحن ندرك أن هنالك مبادرات إقليمية ودولية كثيرة وهي تخلق نوع من التشويش للقوى السياسية، إنشاء المظلة يمكن أن يؤدي إلى توحيد المبادرات وأن يكون هنالك منبر واحد، علمت أن هنالك اجتماع للاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وبعض الدول سيعقد بالعاصمة المصرية القاهرة ربما يتم مناقشة ذلك، نتمنى أن يخرج الاجتماع بهذا الأمر حتى لايتم تجزئة القوى السياسية والحلول السياسية لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إطالة أزمة البلاد ومعاناة الشعب السوداني، نتمنى أن يشهد السودان سلاماً واستقراراً، إذا استمر الوضع بالتدخلات التي نراها ذلك سيؤدي إلى إطالة الأزمة ومعاناة الشعب السوداني وستكون هنالك مآلات خطيرة على وحدة السودان هذا مانخشاه، من المهم العودة لمفاوضات جدة وفق ماذكرته بخروج الدعم السريع من منازل المواطنين والأعيان المدنية.