الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة في حوار مع (الأحداث):
المليشيا جندت قسرياً (4230) طفل
أكثر من 10 ألف طفل في حكم القتل والاغتصاب والاختفاء منذ التمرد
هنالك 87% من الأطفال تحت خط الفقر
رفعنا تقارير بشأن اغتصاب ومقتل طفلة سودانية بالقاهرة
الأمم المتحدة تواطأت في تصنيف المليشيا منظمة إرهابية
أوضاع مأساوية يعيشها أطفال السودان منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي مابين تجنيدهم قسرياًً وعمليات قتلهم واغتصابهم من قبل المليشيا وفقدهم لأبسط مقومات الحياة من تعليم وصحة وغذاء ما أدى إلى إصابة أعداد كبيرة منهم بسوء التغذية، ومازاد من حجم المأساة مايعانيه الأطفال مع أسرهم في دول الجوار، ومثلت حادثة إغتصاب ومقتل طفلة سودانية بالقاهرة نموذج للانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال جراء تداعيات الحرب. (الأحداث) أجرت حواراً مع الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة بروفيسور عبدالقادر عبدالله أبوه وخرجت بالحصيلة التالية.
حوار – آية إبراهيم
بدءً كيف تعلق على حادثة اغتصاب وقتل رضيعة سودانية بالقاهرة والتي أثارت ردود فعل واسعة ؟
عبر مكتبنا في مصر ومصادرنا نتابع إجراءات الحادثة التي تسير بصورة كبيرة مع جهات الاختصاص وفق الإجراءات القانونية المتبعة، لدينا جهات كثيرة نتعاون معها وآلياتنا الموجودة في بعض المناطق المباشرة وغير المباشرة لمتابعة قضايا الأطفال وهم في وضع اللجوء، الإجراءات تمضي بصورة دقيقة، رفعنا جميع التقارير المباشرة وغير المباشرة لجهات الاختصاص.
هذه الحادثة تقودنا إلى أوضاع الأطفال في دول الجوار؟
اللاجئون بدول الجوار يعانون من المأوى والمعاش، الحرب كشفت كيف يتعامل الآخرون مع السودانيين، نقول للأمم المتحدة وغيرهم أن يعملوا بكل جدية من أجل تطبيق قانون اللجوء والاهتمام بهم وأطفالهم على وجه الخصوص، السودان شريك أصيل في الأمم المتحدة ووكالاتها نحن نظل نتابع هذا الأمر بصورة مستمرة من خلال المسؤولية الاجتماعية والدبلوماسية الشعبية المتبعة ودبلوماسيتنا الرسمية، أوضاع الأطفال سيئة جداً حتى الصرف على التعليم من أسرهم وهم في حالة لجوء فيه معاناة كبيرة، ندعو اليونسيف والجهات المختصة وسفاراتنا للعمل بصورة أكثر فاعلية لتجاوز المحنة التي نعيشها في السودان وأن تحترم دول الجوار مواثيق الأمم المتحدة.
تجنيد الأطفال في صفوف المليشيا قضية مؤرقة كيف تتم مواجهتها وماهو الموقف الآن بشأنها؟
المليشيا لا تحترم حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، الأمم المتحدة تواطأت في تصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية وهي الآن تقوم بعملية تجنيد قسري للأطفال في كردفان ودارفور والجزيرة وهذا يعتبر سلوك وحشي وغير إنساني.
هل يمكن منحنا بعض الإحصائيات بشأن التجنيد القسري للأطفال من قبل المليشيا؟
المليشيا المتمردة جندت نحو 1800 طفل بمنطقة الدبيبات بجنوب كردفان و850 طفل بالجنينة غرب دارفور و480 طفل بزالنجي وسط دارفور إضافة إلى تجنيد 1100 طفل بولاية الجزيرة، وسبق أن استلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 30 طفل جندتهم مليشيا التمرد وسلمتهم للمجلس القومي لرعاية الطفولة الذي قام بتوجيه حسب الإجراءات التشغيلية القياسية مع الشركاء وإدارة الطفل بالقوات المسلحة السودانية بتسليمهم لذويهم (أسرهم) خلال شهر أكتوبر 2023.
وكيف تواجهون ذلك؟
قدمنا دعوى للنائب العام رئيس لجنة الانتهاكات
بشأن تجنيد المليشيا للأطفال قسرياً.
وماذا بشأن حالات القتل والاغتصاب والاختفاء للأطفال منذ بدء تمرد المليشيا؟
هنالك أكثر من 10 ألف طفل في حكم القتل والاغتصاب والاختفاء منذ التمرد الذي يمارس جميع أنواع السلوك الجنسي أمام نظر الأطفال وهي مليشيا لا أخلاق لها تمارس أفعال حيوانية ضد الأسر السودانية، في ولاية الجزيرة الأمر مستمر من قتل واغتصاب واختفاء واختطاف نحن نسميها الإنتهاكات الجسيمة التي مارستها المليشيا وأعوانها نرجو من الأمم المتحدة أن لا تترك مثل هذا العبث اللا إنساني الذي تمارسه المليشيا في شكل قوالب لتسويق نفسها مع الآخرين، لدينا إحصائيات ومتابعات علنية وسرية حول المتمردين وأعوانهم.
هذا خلافاً عن الأطفال الذين يعانون الفقر وسوء التغذية؟
يعيش 87% من أطفالنا في ظروف استثنائية خانقة نتيجة الانتهاكات الجسيمة التي مارستها مليشيا التمرد منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣حيث تأثروا بصورة مباشرة في مناطق النزاعات والحروب وبصورة غير مباشرة في الولايات التي تأثرت بالحرب نزوحاً ومعاشاً وصحة لذلك توقف التعليم وانحسرت الخدمات الأساسية للطفل حيث تأثرت حقوقه بمؤشرات اقتحام المليشيا المتمردة للمنازل فنزح ولجأ وفقدت الأسر مصادر عيشها لذلك نجد أن نسبة مقدرة من الأطفال تصل إلى 87% هم تحت خط الفقر لم يجدوا حظهم من العون الإنساني الطوعي في ظروف الحرب من هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة التي قالت إن المانحين رفضوا التعامل مع الجهات المختصة في السودان مما زاد (الطين بلة) الأمر الذي دفع ثمنه أطفالنا، وقد مارس المانحون سياسة الكيل بمكيالين فما كان أن نسمع بتسييس العمل الإنساني والطوعي ضد الأطفال كفئة هشة يجب رعايتها.
ثم ماذا؟
نحتاج مزيد من العمل من أجل الأطفال نقول للأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولة الطفولة في الأمم المتحدة أنهضي وحركي وكالات الأمم المتحدة لهؤلاء الأطفال وأن لا ننتبه للمسائل من النواحي السياسية بل الإنسانية والعمل الطوعي، الطفل النازح يعاني وولاياتنا على قدر حالها تقدم مالديها، نحتاج تدخل الأمم المتحدة من منطلق القانون الدولي لدعم الأطفال غذائياً ودوائياً ومعيشياً إلى جانب المأوى لتغطية 9 ملايين طفل في حكم النزوح من الممكن أن يكون هنالك دعم بالتنسيق مع القوات المسلحة من الداخل لتوصيل الغذاء للأطفال النازحين واللاجئين.
أطفال السرطان لا يقلون معاناة من الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية؟
قمنا بعمل استشارية الأمراض الدائمة الكلى، السرطان والقلب وتعيين ثلاثة من المختصين في الأمراض، نعتبر الدولة منشغلة بالحرب من جانبنا نعمل اللازم لتخفيف الضغط على الجهاز التنفيذي وإنجاز المسائل مع جهات الإختصاص، خلال شهر مايو سنكون مكتفين من الأدوية الخاصة بالسرطان وغسيل الكلى نتواصل مع الخيرين ومؤسسات رسمية لإنجاز المهمة مع وزارة الصحة والشركاء ونقوم بمزيد من العمل لتعزيز العمل الإنساني والطوعي.
ماهي خططكم للقيام بدوركم تجاه الأطفال في ظل الظروف التي تمر بها البلاد؟
لدينا خطة إسعافية للأطفال من 7 بنود أساسية من ضمنها العلاج، كيفية تعزيز التعليم، المأوى والمعاش كما أن مؤسسة ديوان الزكاة تعمل بقوة للأطفال الأكثر هشاشة ثم الفقراء، نحن في محلياتنا وإداراتنا على مستوى الولايات، نعمل بصورة مستمرة في خطة واضحة من خلال استراتيجية الكوارث كما نعمل مع جهات الاختصاص في الاستشارية العلمية بهذا الشأن.
كيف تجري مشاوراتكم مع المنظمات الخارجية المعنية بالطفولة وماهو حجم الدعم الذي وصلكم في هذا الشأن منذ بدء الحرب وهل يغطي احتياجاتكم؟
نحتاج مزيد من الدعم على مستوى الغذاء والدواء، ندعو منظمات الأمم المتحدة ووكالاتنا للعمل وفق القانون الإنساني الدولي، الأمم المتحدة لم توجه توجيهات واضحة بخصوص العمل المستمر في ظل الحرب إذا قارنا بين غزة والسودان السودان لايقل عن ذلك يجب أن تكون المساعدات أقوى لأسباب واضحة أن لايكون الكيل بمكيالين للأمم المتحدة، الأطفال يحتاجون لتغطية احتياجاتهم الأساسية وفق خارطة الاحتياجات، نحتاج لكمية من الأدوية والغذاء ومعينات التعليم، اليونسيف نرجو منهم التوجيهات للعمل وأن يوقفوا أعمالهم الجانبية.
ماهي الحوجة المقدرة لتوفيق أوضاع أطفال السودان؟
الحوجة مستمرة، أطفال السودان لا يقلوا عن 24 مليون طفل معظمهم يحتاجون لتعليم وصحة ومأوى ومعاش، نحن من خلال الخطة الاسعافية نوجه نداء للأمين العام للأمم المتحدة ووكالات الأمم المتحدة أن يعجلوا من الغذاء والدعم اللوجستي والمادي للأطفال في كل الولايات وأن تصدر أصوات إدانة لارتكاب مليشيا التمرد إنتهاكات جسيمة غليظة ومغلظة للأطفال في كل الولايات، على الأمم المتحدة أن يكون لها دور أفضل مما عليه الآن، نرجو أن تتحرك جميع الوكالات بقوة والجهات المعنية وأن تنسق معنا تنسيق واضح حتى نعطي الأطفال حقوقهم كاملة كما نرجو من المرتزقة من الدول الأخرى العودة إلى بلادهم حتى لا تكون مقبرتهم السودان وأن لا يضروا بالأطفال والنسيج الاجتماعي السوداني وأن يكثف الإعلام من التطرق لذلك من أجل طفل أمن بالبلاد.