الأحداث – آية إبراهيم
إنفجرت الخلافات بشكل علني خلال الساعات الماضية داخل حزب الأمة القومي على خلفية المشاركة في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” الذي تعتزم عقده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأيام المقبلة وذلك بين مجموعتي مؤسسة رئاسة الحزب بقيادة مريم الصادق ومجموعة رئيس الحزب المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر.
رفض منهج
وقررت عضوية مؤسسة الرئاسة للحزب رفض المشاركة في أي فاعلية لتنسيقية تقدم قالت إنها “لا تتبع الطرق السليمة للدعوة إليها وبخاصة المؤتمر التأسيسي لتقدم الذي لم يتبع فيه المؤسسية في اختيار ممثلي الحزب”، وتم دون علم مؤسسة الرئاسة ومجلس التنسيق ومؤسسات الحزب المنتخبة في الولايات، وقالت إن أغلب الدعوات وجهت لكوادر الحزب بصفة شخصية وبطريقة انتقائية، ولفتت مؤسسة الرئاسة إلى أن منهج تقدم في اختيار ممثلي الحزب لا يتناسب مع حرص الحزب في تطوير آليات العمل المشترك.
بدعة سياسية
ويشير المحلل السياسي د. راشد التيجاني إلى أن هنالك مشكلة مؤسسية داخل حزب الأمة القومي ظهرت من خلال صدور بيانين مختلفين من داخل الحزب، وقال “هذا وضع غير سليم يجب حسمه لمعرفة موقف الحزب الحقيقي”.
ولفت التيجاني في حديث لـ(الأحداث) إلى أن الأمة القومي حال لم يحسم الخلافات داخله سيكون خارج الفعل السياسي لأن موقفه سيكون ضبابياً وهو أمر يهدد الحزب.
وحول إنعكاسات ذلك على تنسيقية (تقدم) قال إن (تقدم) نهجها انتهازي ستختار المجموعة التي تتوافق مع موقفها، وأشار إلى أن تنسيقية (تقدم) هشة بدليل أن عبد الله حمدوك وقع على إعلان نيروبي بصفته الشخصية وعلى أنه رئيس وزراء سابق وهو الأمر الذي وصفه بالبدعة السياسية.
رد عاجل
مجموعة رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ردت على بيان مؤسسة الرئاسة، وأكدت أن حزب الأمة القومي “عضو مؤسس” في تنسيقية “تقدم” ويشارك في أعمالها وأنشطتها، وإن الحزب يعمل بفعالية لإنهاء العملية التحضيرية للمؤتمر التأسيسي لـ”تقدم” عبر ممثليه، ويسعى إلى تحقيق رؤية الحزب الإصلاحية للتنسيقية.
وقالت مجموعة برمة ناصر إن بيان مؤسسة الحزب إحتوى عدد من النقاط غير الدقيقة والمخالفة للوائح والدستور وإن كل ما ترتب عليه غير دستوري، وسيتم التعامل مع من أصدروا البيان وفق أطر المحاسبة المؤسسية.
وأكدت استمرار مشاركة الأمة القومي في “تقدم” وموقفه من الحرب وحرصه على استكمال مسيرة توحيد الصف الوطني عبر حراكه الفاعل من خلال تقدم وتواصله المستمر مع القوى الديمقراطية والمدنية من أجل إيجاد المخرج العاجل لأزمة الوطن.
موجة غضب
بالمقابل أكدت مصادر داخل حزب الأمة القومي أن لجنة من التنسيقية بقيادة بابكر فيصل وعبدالله حمدوك تحاول جاهدة لإقناع قيادات بارزة في حزب الأمة القومي بمخالفة قرار الحزب بمقاطعة المشاركة في المؤتمر التأسيسي لتقدم من خلال تقديم دعوات فردية.
وقالت المصادر ل(الأحداث) إن قيادات تقدم تجري منذ أمس الأول اتصالات داخل حزب الأمة القومي وتقديم دعوات فردية للمشاركة في الموتمر، وأضافت “قام بابكر فيصل بطلب من الواثق البرير الأمين العام لحزب الامة القومي بالاتصال بالأمين العام لهيئة شؤون الانصار عبدالمحمود أبو الذي اعتذر عن المشاركة كما قام بتقديم الدعوة لمساعد رئيس حزب الامة القومي نعيمة عجبنا بشكل فردي والتي بدورها رفضت الدعوة وعلقت قائلة (أنا مساعد رئيس حزب تتم دعوتي عبر مؤسساتي)”.
وقالت المصادر إن سلوك قيادات تقدم أثار موجة غضب كبيرة داخل حزب الأمة القومي والتي اعتبروها استخفاف بمكانة وقرار الحزب.
رؤية إصلاحية
وفي وقت سابق قدم حزب الأمة القومي المنخرط ضمن تحالف قوى الحرية والتغيير.. المجلس المركزي وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) التي نشأت عقب تمرد مليشيا الدعم السريع برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك قدم رؤية إصلاحية لتنسيقية “تقدم”، وأبدى استعداده للتعاون معها لتطويرها لتتمكن من تحقيق هدفها الأساسي، وحول ذلك كشف القيادي بحزب الأمة القومي مصباح أحمد عن تلقيهم رداً من تنسيقية (تقدم) بشأن الرؤية الإصلاحية التي تقدم بها الحزب للتنسيقية.
وقال أحمد في وقت سابق لـ(الأحداث) إن (تقدم) أرسلت رداً مكتوباً للأمة القومي الذي أخضعه للدراسة لدى مؤسسات الحزب.
تجدد خلافات
وبعد وفاة زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي ظلت تتجدد الخلافات من وقت لآخر داخل الحزب التاريخي إلى أن فاقمت الأزمة الحالية بالبلاد من الخلافات داخله وموقفه من الحرب حيث ينادي الأمة القومي عبر تنسيقية (تقدم) بإيقاف الحرب في السودان والعودة إلى طاولة المفاوضات وهو موقف وجد انتقادات حادة من البعض.