تقارير

شملت المئات.. حملة اعتقالات واسعة تحول دارفور إلى كابوس

الأحداث – وكالات
بشكل مفاجئ سرت أنباء عن اعتقال مليشيا الدعم السريع، للقيادي بالمليشيا والضابط السابق بالقوات المسلحة عصام فضيل بسبب شكوك حول تواصله مع أطراف ذات صلة بالجيش.
وجاء اعتقال فضيل عقب تنفيذ الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة قصف جوي عنيف على أهداف للمليشيا المتمردة شرقي مطار مدينة نيالا، وصفت بالناجحة، حيث دمرت في العملية مخازن ذخيرة ومسيرات، وفي العادة بعد كل ضربة ناجحة تقوم المليشيا بحملة اعتقالات وتفتيش هواتف تطال عناصرها وعددا من المواطنين بمدينة نيالا بتهمة الخيانة.

وكشفت مصادر متعددة، أن الاعتقالات هذه المرة شملت بشكل خاص، منتسبي الجيش والشرطة الذين انحازوا للمليشيا بجانب العناصر غير المنتسبة للقبائل العربية وعددا كبيرا من المواطنين.

كابوس نيالا:
حملات التخوين والتشكيك هذه، حولت مدينة نيالا إلى كابوس، حيث أصبح الكل يشك في الكل ويتم اعتقال مواطنين وعناصر بالمليشيا لمجرد الشكوك أو فقط لمجرد النظر مرتين في سيارات المليشيا التي تجوب المدينة بشكل هستيري، بينما حملات تفتيش الهواتف واقتحام عناصر المليشيا المقربون من عائلة دقلو للمنازل، أصبحت حوادث ترفيهية بالنسبة لصور حملات التخوين المسعورة، التي تنتهي في الغالب بالاعتقال والإخفاء القسري الذي طال المئات من المواطنين وعناصر المليشيا المغضوب عليهم من العائلة المالكة، وأوضحت مصادر أنه أمام هذه الحملات، تخلى مواطنو مدينة نيالا عن حمل الهواتف عند الخروج من المنزل، وبات البعض يفكر بشكل جاد في مغادرة المدينة حتى لا يقع ضحية لتقديرات خاطئة وفريسة لحملات تنفذها عناصر مرعوبة، تفتك بكل شئ لمجرد ظنون ناجمة عن حالة متأخرة من الخوف، تزداد ولا تنقص أبدا.

الضعين في الصورة:
حملات الاعتقالات المسعورة امتدت لمدينة الضعين لكن في ثوب أخر غير التخوين, وقالت شبكة أطباء السودان، في بيان إن مليشيا الدعم السريع قامت باعتقال 178 شخصًا بينهم كادر طبي في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، ضمن حملة للتجنيد القسري وإجبار المدنيين على القتال في صفوفها.
وأوضحت الشبكة في بيانها، أن المعتقلين خُيّروا بين القتال مع الدعم السريع أو دفع فدية مالية لإطلاق سراحهم، بعد رفضهم الانضمام للقتال. وأعربت شبكة أطباء بلا حدود في بيانها عن أسفها لاقتياد كادر التمريض حمدان عبد الله موسى ضمن المعتقلين وتخيير أسرته بين دفع الفدية أو الزج به في القتال.

التجنيد الإجباري:
بالنسبة لبقية مدن دارفور، كانت محظوظة نوعا ما مقارنة بمدينة نيالا، حيث تقتصر الحملات هناك على التجنيد الإجباري وغالبا ما يطلق سراح المعتقلين بعد دفع فدية مالية، بخلاف المعتقلين في مدينة نيالا بتهمة التخوين، الذين يتم الزج بهم في السجون ويتعرضوا لإخفاء قسري.
وتقول مصادر محلية، أن حملات التجنيد الإجباري التي شملت معظم مدن دارفور، ولدت غبنا كبيرا وسط المواطنين الذين باتوا يعلقون آمالهم على وصول الجيش لتخليصهم من هذا الكابوس.
وفيما يبدو فإن قادة المليشيا ماضون في حملاتهم المسعورة ضد ما أسموه الخونة، وسط مخاوف من إقدام المليشيا على تفريغ مدينة نيالا من سكانها سيما بعد إعلان رئيس ما يسمى بالإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور، ترحيل النازحين من مدينة نيالا إلى منطقة منواشي وكيلو 14، في خطوة فجرت غضبا كبير وسط عناصر بالمليشيا، حيث المستهدفين بالترحيل هم أسر وأبناء جنود بالمليشيا.
ويبدو أن الأيام القادمة ستكون الأكثر شراسة بالنسبة لمواطني مدينة نيالا ومتعاوني المليشيا، حيث أكد المتحدث باسم مليشيا الدعم، السريع الفاتح قرشي، في رسالة تحذيرية لمواطني دارفور، أن المتعاونين الذين ينقلون خطط القوات للجيش السوداني سيحاكمون بموجب القانون العسكري
وأضاف في كلمة له خلال مخاطبته ملتقى الإدارات الأهلية ، بثتها منصة الإدارة المدنية، بشرق دارفور، أن الولاية أصبحت ملاذاً آمناً لكل النازحين واللاجئين وتنعم بالاستقرار، ما يدفعنا لعدم التساهل مع ما أسماهم بالخونة.

تصفية حسابات:
وبحسب مصادر مطلعة، فإن حملات المليشيا المسعورة تحولت لتصفية حسابات داخل صفوفها، حيث بات كل من يريد التخلص من أحد يقوم بالصاق تهمة العمالة عليه ورميه بالرصاص فورا أو الزج به في سجون غير آدمية تنتهي بتلاشيه تماما، معتبرين أن هذا المصير سيواجه جميع من لا ينتمي للبيت (الدقلاوي) أو للقبائل العربية العالية الموثوقية حسب تصنيفات قادة المليشيا.
وتوقع خبراء أن تؤدي هذه الحالة الهستيرية للمليشيا التي أصبحت تشك في الكل إلى انهيار تمساكها الهش أصلا وتفككها إلى عصابات إجرامية متعددة يقاتل بعضها بعضا ويفني بعضها الآخر.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى