تقارير

رئيس الوزراء الجديد.. محاولة كسب الرهان

الأحداث – وكالات
أدى رئيس الوزراء الجديد الدكتور كامل إدريس الطيب، اليمين الدستورية السبت أمام الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، رئيسا للوزراء، بعد أربعة سنوات من فراغ هذا المنصب، وجرت خلال هذه الفترة مياه كثيرة تحت الجسر، أودت بسفينة السودان إلى مرافئ مجهولة، ما يضع عبئا إضافيا على القادم الجديد بإدارة دفة السفينة للوجهة الصحيحة أولا قبل التفكير في الإبحار، وقبل الانشغال حتى باختيار الطاقم.
يدرك كامل إدريس وفقا لخبراء، أن السودان لم يعد هو سودان 2019، عندما هبط سلفه عبد الله حمدوك من الطائرة وتقلد ذات المنصب، قبل أن يغادره مستقيلا، وأن السودانيين نفسهم لم يعودوا بالسذاجة كما كانوا في 2019، حتى يهتفوا (شكرا كامل) على غرار مافعلوا لسلفه حمدوك، الذي تلقى شكرا وتأييدا لم ينله زعيم في السودان، وارتكب حماقات بحق الشعب لم يقم بها زعيم قبله.

تفاؤل حذر:
قابل السودانيون تعيين رئيس الوزراء الجديد د. كامل إدريس بتفاؤل حذر، وهو ما يزيد من الضغوط على الرجل الذي تبدو مهمته أشبه بمن يبحث عن إبرة في (كوم قش)، لكنها مهمة ليست مستحيلة، سيما بعد تلقيه وعودا بمنحه الصلاحيات الكاملة من غير نقصان، فضلا عن وجود رغبة حقيقية عند السودانيين للنهوض من تحت الركام وهم يستذكرون تجارب ألمانيا ما بعد النازية واليابان مابعد ركام النووي.
هذه الرغبة الواقعية عند الشعب السوداني بتجاوز آثار الحرب والانكماش في الترحيب بكامل إدريس بسبب صدمتهم في رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك، ستجعل من الشعب السوداني وفقا لخبراء تحدثوا ل(أصداء سودانية)، معولا للبناء لكنه في الوقت نفسه يمتلك كافة أدوات التقويم حال حدوث انحراف في المسيرة.

لم يعد في الشعب السوداني بعد معاناة الحرب إنسان ساذج، يقدم الثناء لمسؤول دون مقابل، ولم تعد عبارات الشكر التي لازمت رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك موجودة في قاموس السودانيين، هذه الحالة بحسب خبراء ستولد جفاء متوقع عند تعيين كامل إدريس وجحود فيما يقوم به من أعمال لاحقا، وجميعها تحديات تطل برأسها لمواجهة رجل كان يدير منظمة أممية بلا ازعاج ولا توترات غاز وخبز ومياه وكهرباء.

فك العزلة الإفريقية:
يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور محمد عمر، إن كامل إدريس سينجح في فك العزلة الإفريقية عن السودان ونوعا ما سينجح في تسويق حكومته أوروبيا، لكنه سيواجه بتبعات الحرب وهي تبعات ثقيلة تتطلب جهود جبارة وموارد حقيقية لتجاوزها، مشيرا إلى أن الاستدلال بتجربة ألمانيا ما بعد الحرب مجحف ومخل، لأن أول حكومة لألمانيا الغربية كانت تقف خلفها حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بينما يقف الاتحاد السوفيتي بكل ثقله خلف ألمانيا الشرقية، ونجحا بسبب الموارد الضخمة التي صرفت على الدولتين إلى إعادة ألمانيا لوضعها ما قبل الحرب، واعتبر دكتور محمد عمر أن شح الموارد سيعيق تقدم حكومة كامل إدريس، كما أن الرجل سيغرق في تفاصيل الأزمات اليومية الناجمة عن الحرب، وهى أزمات لا تبتدئ ولا تنتهي.
ميزة في صالحه:
عدم وجود حاضنة سياسية خلف كامل إدريس يعتبرها مراقبون ميزة في صالح القادم الجديد، حيث أن الحواضن السياسية في تاريخ السودان بحسب الخبراء، كانت تمثل متاريس تعيق التقدم أكثر من كونها تقدم الخطط والمشورة، كما أن كامل إدريس سيشكل حكومته وهو لا يجابه أي ضغوطات أو لوبيات وبالتالي سيتيح له ذلك المحاسبة واتخاذ قرار الإعفاء، ما يؤدي إلى تجويد آداء الجهاز التنفيذي.

رسالة تطمينية :
أرسل رئيس الوزراء في أول تصريح له عقب أدائه القسم، رسالة بدت لحد كبير بحسب مراقبين تطمينية، لكنها مؤشر جيد لمعرفة الخط العام الذي تسير عليه حكومته، واعتبر خبراء أن حديث كامل إدريس عن تكريس وقته وجهده من أجل تحقيق العيش الكريم للمواطن السوداني، محاولة من الرجل لطمأنة السودانيين وبناء جسور ثقة بينه وبينهم، لكن تحقيق مهمة حكومته هذا بكل الأحوال ستكون شاقة جدا، لكنها ليست مستحيلة.

نقلا عن “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى