تقارير

الحكومة المرتقبة.. هل يتغلب كامل إدريس على تعقيدات المشهد السوداني؟

الأحداث – وكالات
يخوض رئيس الوزراء د.كامل إدريس، معركة تشكيل الحكومة الانتقالية، بهدوء وحذر شديدين، في محاولة لكسب تأييد أكبر للقائمة التي سيعلن عنها والتي ستقود البلاد في الفترة المقبلة. وعقب تعيينه التقى إدريس برئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، في مسعى لطمأنة شركاء اتفاقية جوبا، ولقطع الطريق أمام الأصوات المحتجة على حل وزراء سلام جوبا مع بقية الحكومة، ووفق الأخبار المتداولة فإن شركاء سلام جوبا أبديا في تصريحات عقب لقائهما رئيس الوزراء كلا على حد، أبديا تفاؤلا بتعيين كامل وخرجا بانطباعات يمكن أن تسهم في استمرار الحكومة التي ستشكل في آداء دورها دون توترات.

مشاورات واسعة:
كشفت مصادر رسمية، أن رئيس الوزراء باشر اتصالات مع أساتذة جامعات وخبراء ورموز سودانية داخل البلاد وخارجها، للتشاور وطرح مرشحين من الكفاءات المستقلة للوزارة الجديدة التي حددت الوثيقة الدستورية بألا تزيد على 26 وزيراً
وجلس إدريس مؤخرا مع قوى سياسية وفئات شبابية وشخصيات وطنية وتكنوقراط، والتقى أمس وفد الجامعات السودانية في إطار المشاورات لتسمية الحكومة، التي فيما يبدو سيتم تقليص وزرائها من 26 وزيرا إلى 16 وزيرا، حسب مصادر مطلعة.

وقال بروفيسور محجوب محمد أحمد الأمين العام لمنظمة أساتذة الجامعات (مايسو)، في تصريحات صحفية، عقب لقائه رئيس الوزراء، إن كامل طلب لقاء جامع لكل أساتذة الجامعات لإحكام التنسيق والمشاورات.
في غضون ذلك يعتبر مراقبون، أن لقاء رئيس الوزراء بأساتذة الجامعات، يشير إلى أن إدريس سيعتمد بالكامل على تكنوقراط سيما في اللجان المساندة لعمل الوزارات لإدارة المرحلة الانتقالية، حيث أن رئيس الوزراء هو من شرع في التواصل مع عدد من أساتذة الجامعات والخبراء، وذلك بغرض التشاور لاختيار طاقم الحكومة الجديدة.

خيارات متعددة:
برزت مؤخرا معلومات قوية عن نية رئيس الوزراء تقليص الوزارات إلى 16 وزارة بدمج الوزارات ذات الاختصاص المتشابه مع بعضها، مع تعيين نواب ومساعدين اثنين لرئيس الوزراء، لمتابعة ملفات مهمة مثل الخدمات- من أصحاب الخبرات الطويلة في مجالها, وتتردد أسماء عدة، أبرزها والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة.
وفيما يلي حصة اتفاقية جوبا، فإن مصادر ذكرت أن رئيس الوزراء قد يلجأ لتغيير بعض الوزارات التي يشغلها ممثلو الحركات المسلحة، وربما مطالبتهم بتغيير أسماء من يشغلون الوزارات الخمس.
تحديات في الطريق:
تواجه رئيس الوزراء تحديات كبيرة، خصوصا مع اقتراب الموعد الذي قطعه لتشكيل الحكومة في الأسبوع الأخير من يونيو الجاري، وقالت مصادر مطلعة، إن كامل إدريس قد يلجأ لإعلان جزئي للحكومة في الموعد المضروب بتسمية وزراء لبعض الوزارات التي لا تدور بشأنها خلافات بجانب وزارات الدفاع والداخلية اللتين سيختار وزرائهما المكون العسكري، وتوقعت المصادر أن يرجئ كامل إدريس تسمية وزارات سلام جوبا بجانب وزارة الخارجية التي يدور حديث بشأن تغيير وزيرها عمر صديق المعين حديثا، ما يتطلب مزيدا من الوقت لاختيار شخصية مناسبة لقيادة الدبلوماسية السودانية.
خبراء يحذرون من التأخير في تشكيل الحكومة، الأمر الذي سيخلق تململا وسط قطاعات عريضة، وقد يزيد من عوامل الضغط النفسي والذهني على رئيس مجلس الوزراء، وإذا لم يكن كامل ادريس يحمل برنامجا واضحا لشكل الحكومة القادمة ويصر على تنفيذه، سيجد نفسه محاصر بمشاكل لا حصر لها تعرقل خطة حكومته المنتظرة.

فبخلاف أزمة حصة سلام جوبا، هناك كتل اقليمية وقبلية تبحث عن نصيب لها في التشكيل القادم، ودفعت بمرشحين لها لرئيس مجلس الوزراء وتنتظر إجابة. وهناك أيضا حركات مسلحة وقعت مؤخرا اتفاقية سلام مع الحكومة، والتقت برئيس مجلس الوزراء وسلمته قوائم بغرض اشراكها كذلك في الحكومة المقبلة.
بجانب أجسام تمثل وسط السودان كانت لها أدوار مشهودة في معركة الكرامة، وساندت القوات المسلحة، تنتظر من رئيس مجلس الوزراء الانصاف.
جميع هذه التكتلات خلقت صراعا محتدما حول الحقائب الاقتصادية الرئيسية، وعلى رأسها وزارة المالية، وكذلك بقية الوزارات السيادية، الأمر الذي سيدخل رئيس مجلس الوزراء في تحدي حقيقي حول جدية الحكومة المنتظر تشكيلها في تلبية متطلبات الشعب السوداني.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى