رأي

الإعلامي الحر

 

سهير عبدالرحيم

*مراسل قناتي العربية والحدث ….نزار بقداوي، الفتى المثابر …المراسل المتفرد الخلوق الودود ..القابع داخل أتون الحرب ….مرابطاً بالمايكرفون….ناقلاً حديث الخنادق … وصوت المعركة.

*نزار بقداوي ..الوطني الغيور على بلده و شعبه وجيشه ….. الشاب الذي استطاع أن يمزج بين أن يكون إعلامياً مهنياً ينقل الخبر دون رأي و ينقل الحدث بعين الحقيقة و بين أن لا يطعن هذا الخبرُ جيشَ بلاده وأن لا يمزق المايك وطنه و أن لا يكون التقرير رصاصة في بندقية العدو.

*نزار البقداوي ظل في قلب المعركة ينقل الأحداث و نبض الشارع من بين أصوات القصف و أزيز المسيرات وزمجرة الرصاص، نقل الوجع والمعاناة والقهر والخذلان والأفراح والانتصارات والعبرات والعبور وعشق الشعب لجيشه و نفوره من الميليشيا التشادية و داعميها.

*نزار قدم نموذجاً مضيئاً لإعلامي لم يجعل من نفسه مطية لأهواء الإعلام الموجه وغرف صناعة الأخبار المضللة وتوجيهات السفارات و أطماع الأجنبي وتنفيذ الأجندة المخبئة تحت مسمى طرفي الصراع.

*نزار بقداوي لم يبهره بريق الدولار ورنين الريال و زيادة الصفر تلو الصفر في حسابه البنكي ، لم يغير قناعاته لوقو الفضائية التي يعمل بها ، ظل سودانياً أصيلاً محباً لوطنه حفياً بجيشه، يلتحف علم السودان قبيل البدلة الواقية من الرصاص.

*ظل نزار إعلامياً ناضجاً مستيقظاً للمؤامرات ودرعاً بشرياً ضد الإشاعة ، وحيثما كان المواطن كان هو ، و أينما وُجدت المعاناة نقلها ، و كلما لاحت بشارات الأمل والفرح عاشها و كان جزءاً منها.

*في كل المرات التي كان يصدمنا فيها الكثير من إعلامنا الذي يعمل في الفضائيات الإقليمية كنا نلجأ للصوت الوطني و المايك السوداني و الحنجرة الموثوقة و الرجل الذي لا يكذب ولا يتحرى الكذب.

*تجربة نزار بقداوي في تغطية حرب السودان لفضائية إقليمية بتمويل خليجي صفعة في جبين الإعلاميين المأجورين الذي باعوا لسانهم و صوتهم وفكرهم وأقلامهم وصفحاتهم ومنصاتهم لصالح أعداء الوطن.

*تجربة نزار تأكيد على نظافة القلب واليد واللسان وأن الكلمة والصورة مسؤولية و أن المايك والكاميرا أدوات لحفظ الوطن لا للمساهمة في تفكيكه…. وأنهم وإن أرادوا بالسودان سوءً لن نكون نحن الأدوات، لسنا ناقلي أخبار نحن حراس البوابة ، نحن حراس الفضيلة.

*يوم أمس تعرض بقداوي لإصابة برصاصة طائشة في رأسه,ألف حمدٍ لله على السلامة الأخ العزيز نزار,قدَّر ولطف وعاجل الشفاء، وتمام الصحة والعافية يارب.

*قم بالسلامة يا نزار لتكمل رسالتك، ففي غيابك تغيب الحقيقة كثيرا وترتدي الشائعة ألف قناع.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى