الأحداث – عبد الباسط إدريس
كشف عضو مجلس السيادة مساعد قائد الجيش الفريق أول ركن ياسر العطا عن رغبة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان التنحي ونقل القيادة إلى نائبه في الجيش الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وفيما يلى نستعرض ثلاثة سيناريوهات لما وراء خطوة البرهان.
السيناريو الأول :
هو يتعلق بأمور عسكرية داخلية غير مرئية وما يتصل بها من تحديات أو شعور طبيعي بالرهق في ظل يوميات الحرب، لكن هذا السيناريو يبقى ضعيف الاحتمال، لان الواقع العسكري يؤكد أن البرهان ومن أعلى قمة الهرم العسكري والسيادي ما يزال يحتفظ بكافة التوازنات وممسك بقوة بتفاصيل وخطط خوض الحرب عبر جبهاتها العديدة وأنه يحظى بتأييد وانضباط تفرضه قواعد الضبط والربط والايمان العميق للجيش وقيادته بمحورية ما يطلعون به من واجبات فى هذا الظرف الوطنى، كما يستبعد عامل الاحباط، وبحسب اخر وفد اعلامي ضم نخبة من قادة الرأي العام الذين التقوه في بورتسودان فإن الفريق أول البرهان يتمتع بمعنويات عالية وأنه ملم بتفاصيل وتعقيدات وخبايا الحرب داخليا وخارجيا .
بجانب أن البرهان ظل طيلة أشهر الحرب على ارتباط وثيق بمجريات الحرب من خلال تواصله الميداني وزياراته لمسارح العمليات وهي تكشف عن عدم تأثر شعبيته وسط قواعده العسكرية، كما تؤشر لقياسه المستمر لفاعلية الخطة العسكرية ومعنويات الجنود، ولذلك فإن التنحي لاسباب عسكرية فإنه يعتبر أمر غير وارد لانه يمنح المليشيا نصر معنوي ويفتح الباب لتفسيرات وشائعات ربما تطال المؤسسة العسكرية وتؤثر على سير المعارك.
السيناريو الثانى :
أن يكون البرهان راغبا بالفعل في وقف الحرب وأنه إلى جانب إجراءات داخلية مهمة قام بها يريد نقل القيادة إلى الفريق أول الكباشي لاكمال المهمة لعدة أسباب أولها يريد ترسيخ حقيقة الانتماء الوطني لمؤسسة الجيش واستقلاليتها عن التأثير السياسي فالفريق أول الكباشي أول شخص من جنوب كردفان يعين فى منصب نائب القائد العام بعد آخر منصب وصله الفريق الراحل جراهام من ذات الاقليم الذي وصل لمنصب المفتش العام، فالبرهان يريد القول إن الجيش يمكن أن يقوده أي ضابط عظيم كفء بعيدا عن اسقاطات المناطقية التي تعمل المليشيا وحليفها السياسي للترويج لها، أما السبب الثاني هو معرفة البرهان الجيدة بقدرات الكباشي العسكرية والسياسية فقد أشرف الرجل على محادثات جوبا التي أفضت لتوقيع السلام بين الحركات المسلحة والسلطة الانتقالية ، كما ظل مشاركا في المحادثات السرية غير الرسمية بشأن وقف الحرب بما فيها مشاورات المنامة والقاهرة.
السيناريو الثالث:
ان يكون ما نقله الفريق أول ياسر العطا عن البرهان خطوة تكتيكية لارسال عدة رسائل لجهات خارجية تحاول ربط البرهان بالأزمة أو أنها تصريحات استباقية مبنية على معلومات استخبارية بمساعي أو محاولات تقوم بها الجهات الداعمة للمليشيا فى حربها على البلاد والجيش بشق صف القيادة والعمل على تقديم اغراءات في سياق بحثها واستكشافها عن بديل للبرهان الذي يقف في وجه تحقيق أجندتها عبر الاذعان لمطالب اميركا وحلفاءها في المنطقة المتمثلة في وقف التحالف مع روسيا والصين وايران واستسلامه لوثيقة سلام تبقي على مليشيا حميدتي وتنتهى بتسليمه الجيش للقوى الدولية الطامعة لتقوم بتفكيكه ،بالاضافة إلى أن البرهان قد يكون قصد من هذه الرسالة ابلاغ جهات خارجية معرفتهم بما يجرى وهذا ما أكد عليه الفريق أول ياسر العطا بصورة مباشرة حين أكد أن جميع القادة على قلب رجل واحد وأن الجميع مصممون على القضاء على مليشيا حميدتي بالاضافة لذلك قد يكون البرهان أراد القول إن مغادرتهم لا تعني انتهاء المعركة بل تمهد الطريق لصعود جيل جديد أشد حزما وصرامة في خوض هذه الحرب والانتصار فيها.