تقرير – أمير عبدالماجد
وصول الفريق أول ركن ياسر العطا إلى مدينة الابيض شمال كردفان كان تدشيناً رسميا لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية في كردفان ودارفور وليس فقط طمأنة لسكان المدينة والولاية إذ خرج العطا الذي بدا واثقاً وهادئاً ليؤكد تحركا متوقعا لانهاء عمليات كردفان والدخول في معارك تحرير دارفور ما يعيد للاذهان تصريحات له قبل سنوات والمليشيا يومها موجودة على بعد كيلو متر واحد من مقره وكان وقتها في مقر الحيش بوادي سيدنا.. قال العطا يومها إن الجيش سيخرجهم من الجزيرة والخرطوم ويلاحقهم في النيل الابيض وكردفان وسيحرر دارفور .. كان حديثاً متفائلاً وسط الدانات التي تنهال على بيوت السكان ومقرات الجيش يومياً ووسط الحصار الذي عاشته محلية كرري وهي يومها المحلية الوحيدة التي لم تسقط بيد المليشيا في الخرطوم كلها.. بعضهم ابتسم ومضى وبعضهم شكك في حديثه لكن العطا الذي لم يغادر أرض المعركة منذ اندلاعها صدق فيما قال.. ثم هاهو اليوم في الابيض ليس للزيارة أو تطييب الخواطر أو رفع الروح المعنوية بل لتحويلها إلى منصة عمليات الجيش في كردفان ودارفور ومن قاعدته الجديدة اطلق تصريحاته، مؤكدا أن الجيش يستعد لاطلاق متحركاته بهدف تحرير كل المناطق الواقعة خارج سيطرته، واضاف ( القيادة اكملت ترتيباتها الميدانية واللوجستية في مدينة الابيض التي أصبحت مركزا استراتيجيا لتحركات الجيش في كردفان)، وتابع (المتحركات الجديدة ستغطي كل المحاور لضمان استعادة الامن والاستقرار وتحرير المناطق وصولا إلى الحدود السودانية مع دول الجوار)، وشهدت المنطقة خلال الساعات الماضية تحركات عسكرية واسعة للجيش وكتائب الاسناد حيث قامت قوات من الجيش بتمشيط منطقة الخوي ولم تجد مقاومة تذكر بسبب التغطية الجوية التي كشفت المنطقة والضربات الموجهة التي وجهها الطيران الحربي والمسيرات لمناطق تجمع المليشيا، وقالت مصادر عسكرية إن تراجع دفاعات المليشيا فرضه الواقع الميداني والخسائر المستمرة للمليشيا، بينما يري اخرون أن المليشيا تحاول سحب الجيش إلى مناطق تجيد القتال فيها وتجد مساحات لتنفيذ الحركة السريعة والمباغتة لكسر الدفاعات، كما ان التراجع يمنح قوات المليشيا المرهقة الوقت لالتقاط الانفاس لكن حسب اخبار رشحت من هناك فقد واصل الجيش تحركاته نحو مدينة مفتاحية هي النهود لبسط سيطرته، فيما تواصل بقايا المليشيا من غبيش وبابنوسة الهرب إلى داخل دارفور وتستمر تحشيدات من متحركات درع السودان التدفق هي وقوات لواء النخبة إلى كردفان وفي الوقت نفسه تواصل قوات المشتركة عملياتها في شمال كردفان وتحديدا في منطقتي اب قعود وجبل اب سنون وهي مناطق استراتيجية وتشكل أهمية كبيرة للمليشيا بوصفها خطوط امداد.
يقول محمد ابراهيم (برهوما) الذي عاد من مناطق العمليات في كردفان بعد اصابته ان تكوين المليشيا الهجومي يجعل أي هجوم للجيش يحدث فيها اضرارا كبيرة لانها لا تجيد تحصين دفاعاتها وتعتمد فقط على قوتها الهجومية وكثافة النيران لذا فان اي هجوم من الجيش يكبدها خسائر كبيرة ويشتت قواتها لذا تلجأ إلى الانسحاب من اجل اعادة ترتيب امورها ومهاجمة الجيش بتقسيم القوة إلى قوة مهاجمة وقوة التفاف وهي اساليب مع الوقت عرف الجيش كيف يتعامل معها وكيف يجرها إلى مناطق لا تستطيع القتال فيها واستعمال ميزتها في الحركة السريعة)، وأضاف (المليشيا تعاني بشدة من تقطع خطوط البترول وعدم وصوله اليها خصوصا الجازولين ماجعلها عاجزة عن الحركة ومضطرة في كثير من الحالات للتخلي عن مركباتها لعدم توفر الوقود كما يبدو أن الامداد بالذخائر ايضا متقطع لانها اعتادت استعمال كثافة نارية عالية في معاركها هذا الامر قل كثيرا الان وأصبح استعمالها لذخيرة كثيرة مؤشر لانسحابها وتغطية لهذا الانسحاب).
يقول لواء م ياسر سعد إن نقل القيادة العسكرية إلى الابيض خطوة تاخرت كثيراً نسبة لاجراءات التامين ونشر المنصات الدفاعية لكنها وان تاخرت مهمة جداً لانها تجعل خطوط الامداد متقاربة وكذلك خطوط الاخلاء وتؤمن التامين الجوي والمعلومات وتفتح خطوط العمليات)، واضاف (وجود ياسر العطا كقائد للعمليات مؤشر لاهمية هذه المعارك للجيش وتواجده في الابيض مؤشر للسيطرة الميدانية والقدرة على فتح خطوط القتال كلها في وقت واحد بعد تقطيع مسارات الامداد وايقافها وهذا امر مهم جدا له تأثير كبير على العمليات العسكرية ويحجم من قدرات المليشيا التي أتوقع أن تفقد قدرتها على القتال على الاقل في كردفان قبل الدخول في معارك كسر العظم في دارفور التي لا اتوقع عكس كثيرين استمرارها لوقت طويل بالنظر إلى أن المليشيا فقدت معظم قوتها القتالية الصلبة في معارك الخرطوم وكردفان والجزيرة وستعتمد في المراحل القادمة للعمليات على مرتزقة أجانب ومستنفرين وبعض المقاتلين الذين تبقوا من قوتها الصلبة).
