مبادرة كامل إدريس.. معارضة أم تكامل مع الرباعية؟

تقرير – الأحداث

قال رئيس الوزراء د.كامل إدريس إن أي هدنة لا تكون متزامنة مع نزع السلاح وتجميع المليشيات في معسكرات ستقود إلى الحرب مرة أخرى، وشدد في الوقت ذاته على تأكيدهم بوضوح داخل أروقة الأمم المتحدة على أن السودانيين دعاة سلام لا حرب، نافياً الانطباع السائد برفض السلام، وقال إن السلام يمثل ثابتا راسخا لدى الشعب السوداني.
وكان رئيس الوزراء العائد إلى بورتسودان من نيويورك قد التقى الامين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن إضافة إلى لقاءات مع المجموعة الافريقية وممثلي مصر وتركيا بالاضافة إلى الجالية السودانية بنيويورك. وأكد رئيس الوزراء أن “مبادرة حكومة السودان للسلام” هي مبادرة قومية بملكية سودانية خالصة وأصحابها هم الشعب السوداني بكافة مكوناته، موضحا أن السودان شدد خلال التنوير الذي سبق جلسة مجلس الأمن على أن جهوده مكملة للمبادرات الدولية الداعمة للسلام وليست بديلا لها.
وفي السياق قال نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار في كلمة له وجهها للشعب السوداني بمناسبة اعياد الميلاد المجيد وذكرى الثورة إن السودان ليس حقل إختبار وأرضنا ليست مباحة لمن يظن أن السلاح يصنع شرعية أو أن العنف يؤسس دولة، وأضاف (أن ما نشهده هذه الأيام من حشود للمليشيات وما يُسمّى زورا بـ (تحالف تأسيس) ومحاولاتهم البائسة مع حلفائهم من الخارج للاعتداء على المدن السودانية ليس إلا حلقة جديدة في هذا المشروع التخريبي الذي يستهدف أمننا القومي وأرضنا ومستقبل أجيالنا)، وتابع (نقول للذين يحشدون مليشياتهم ومرتزقة تحالف تأسيس وإلى كل من تسول له نفسه المساس بقدسية تراب السودان وعزة أهله لقد أخطأتم العنوان إن السودان الذي ارتوي ترابه بدماء الشهداء عبر عقود من النضال من أجل الحرية والكرامة لن يكون لقمة سائغة لمغامراتكم المأجورة)، مبينا أن محاولاتهم اليائسة لإحتلال السودان، دونها المهج والأرواح وان القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والقوات المساندة سيقفون سداً منيعاً ضد اوهامهم في السيطرة والتوسع وعاد عقار ليؤكد أن المقاومة هي دفاع عن الحق و واجب وطني في تاكيد على اتساق المواقف الحكومية التي تشدد على المبادرة السودانية التي تربط وقف اطلاق النار والدخول في هدنة بتجميع قوات المليشيا المتمردة في معسكرات محددة ووضع جداول لعمليات الدمج والتسريح وغيرها من التفاصيل التي وردت في المبادرة فهل هناك افق لتكون هذه المبادرة اساسا للحل في وقت لا زال العالم يتحدث فيه عن طرفي نزاع وهل بالامكان فعلا نشؤ تكتلات خارج الكتلة الغربية قادرة علي تغيير المشهد؟. يقول استاذ الدراسات السياسية محمد فتح الرحمن كرمنو إن المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء هي تلخيص بطريقة ما لمواقف الحكومة طوال الفترة الماضية واعتقد أن الرجل كان ذكيا عندما أكد أن المبادرة ليست بديلا عن المبادرات المطروحة بل إضافة لها لكن اعتقد أن اصرار القوى الاقليمية على مبادرة الرباعية يعقد الأمر كما أن الرباعية نفسها غير متفقة على رؤية واضحة بشأن الأزمة ما يجعل الأمر صعبا)، وأضاف (هناك هامش صغير للمناورة لكنه يحتاج إلى الوقت والمساحة وهي أمور لو وجدتها الحكومة ستحقق اختراقات لان التجربة أثبتت أن البرهان يجيد التعامل مع المساحة والوقت لاحداث التحولات واعتقد أن رحلاته الأخيرة إلى السعودية ومصر وتركيا ورحلته المتوقعة إلى قطر كلها في هذا الاطار)، وقال(موقف الحكومة أصبح واضحا من خلال الرد على المبادرات المطروحة أو من خلال المبادرة التي طرحتها وهو موقف ينسجم تماما مع الشارع الرافض لاي تسوية تعيد المليشيا إلى المشهد ولا تضمن القاء أسلحتها وتجميعها في معسكرات ودمجها وتسريحها)، وتابع (عموما نقترب من حل ما مع الحركة الكثيفة التي نشهدها الان ومع الضغوطات التي تمارس على كل الأطراف)، وقال د.أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان إن المقاربات الحالية المطروحة لحل الأزمة لا تبدو قادرة على تحقيق اختراقات، وأشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء إلى نيويورك اتاحت للحكومة عرض وجهة نظرها بصورة مباشرة وتصحيح الصورة وهو ما أشار له الرجل عندما تحدث عن اعتقاد بعض القوى الاقليمية والعالمية أن الحكومة السودانية رافضة للسلام وهو أمر ناتج عن عدم تواصل الحكومة مع قوى مؤثرة ليست على تماس مباشر مع الأزمة السودانية)، وأضاف (عموما أتوقع أن الحراك السياسي الحالي سينتج حلا للأزمة قد لا يكون مرضيا في كلياته للكثيرين).

Exit mobile version