ما فرص نجاح الحوار السوداني على مائدة الاتحاد الأفريقي؟

الأحداث – عبدالباسط إدريس

يعقد بمقر الاتحاد الأفريقي بإثيوبيا في الفترة من 10 إلى 15 يوليو الجاري الحوار السوداني بدعوة من آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى لتسوية الصراع في السودان، وفيما رحبت قوى سودانية بالدعوة، رفضت أخرى المشاركة، فما هي فرص نجاح أو فشل فعالية الحوار السوداني؟.

منع واحتجاز:
وتواترت أنباء عن احتجاز السلطات الأثيوبية 10 مشاركين في اجتماع الحوار السوداني الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا وفق مصادر متطابقة.
وبحسب موقع (أخبار السودان) جرى احتجاز المشاركين بسبب عدم حصولهم على تأشيرة دخول. والشخصيات التي تم احتجازها هي: مضوي محمد فضل، هاشم عبدالله مختار عيسى، إشراقة سيد محمود، ماجدة عوض عبدالرحيم، الشريف محمد الأمين، زينب داؤود عبدالله، عبدالعزيز نور عشر خليل، محمد وداعة الله محمد عثمان، جمال الدين عزالدين نور الدين عنقرة، ونزار محمد محمد علي خيري.

تمسك بالموقف:
وطبقاً لتقارير صحفية فان الاتحاد الأفريقي وجه الدعوة بالفعل ل(60) شخصية سودانية، وقالت مصادر دبلوماسية ل(الأحداث) إن الاتحاد يعمل على إطلاق عملية سياسية شاملة بمشاركة ممثلين عن جميع الأطراف السودانية دون إقصاء بفرص متساوية ليتفق المشاركون على أجندة الحوار وفقاً لمحددات خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي لحل الأزمة.

مرتكزات خارطة الطريق:
وترتكز خارطة الطريق الافريقية على (6) بنود أساسية لحل الأزمة في السودان وهي وقف إطلاق النار الدائم، وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح وإخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومتراً عن المدن ونشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة ومعالجة الأوضاع الإنسانية السيئة الناجمة عن الحرب، إشراك قوات الشرطة والأمن في عملية تأمين المرافق العامة والبدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي وذلك طبقاً لما أورده موقع “الجزيرة نت”.

رفض مشاركة:
من ناحيتها أعلنت تنسيقية القوى المدنية “تقدم” بقيادة عبدالله حمدوك، عن مقاطعتها لدعوة الاتحاد الأفريقي، وقالت تقدم في تعميم صحفي إنه قد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذا الاجتماع مسيطر عليه بواسطة عناصر النظام السابق وواجهاته وقوى الحرب، وأشارت إلى أن الاجتماع يهمش ويستبعد قوى السلام والتحول المدني الديمقراطي ويضعف دورها وهو ما لن يقود بكل تأكيد إلا لمنح مشروعية للحرب وقواها، وجددت الاستمرار في التعاطي الإيجابي مع الاتحاد الأفريقي في كل ما يعزز من فرص تحقيق السلام في السودان.
لكن مصادر دبلوماسية قالت ل(الأحداث) إن الاتحاد الأفريقي رفض طلب تقدم وأبلغها بأنها لاتمثل أي جهة سوى نفسها في هذه الدعوة ولا يحق لها أن تحدد للمنظمة لمن توجه الدعوة.

ترحيب وتوجس:
وفي وقت سابق أعلنت عدد من الأحزاب والكتل السياسية ترحيبها بالدعوة التى تلقتها من الاتحاد الأفريقي أبرزها الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، قوى الوفاق الوطني.
الى ذلك أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي اعتذاره عن تلبية دعوة الاتحاد الأفريقي للمشاركة في الحوار السوداني.
وذكرت تقارير إعلامية أن الاتحاد الأفريقي قدم الدعوة بالفعل لقياديان على الأقل بالنظام السابق للمشاركة، ما أثار مخاوف تقدم، والأسبوع الماضي قالت الحركة الشعبية “التيار الثوري” إنها قاطعت جلسات حوار نسائي بعد مشاركة القيادية في حزب المؤتمر الوطني أميرة الفاضل وتقديمها من قبل المنصة الرسمية بأنها من أرفع الشخصيات التي تشارك في تلك الفعالية.

علاقة متوترة:
ويأتى توجه الاتحاد الأفريقي لعقد مؤتمر للحوار، في ظل توتر العلاقة بين المفوضية وحكومة السودان، ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 جمد الاتحاد الأفريقي عضوية السودان، وأعلنت الحكومة السودانية مقاطعتها لكافة الأنشطة المتعلقة بالمنظمة الإقليمية، وقالت إن ما يصدر عنها لا يعنيها لجهة عدم مشاورتها في شأن يخص السودان، وفي محاولة لكسر جمود التوتر في العلاقة تطالب مصر بإعادة عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي، كما أعلن الأخير عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى معنية بالسودان بقيادة بن شماس، وأوكلت لرئيس يوغندا يوري موسفيني مهمة تنظيم لقاء يجمع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقائد المليشيا حميدتي، وتتمسك السلطة الانتقالية بقيادة البرهان بتنفيذ اتفاق جدة للدخول في أي عملية تفاوضية جديدة مع المتمردين بما في ذلك خروج قوات حميدتي من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين ووقف هجماتها على سكان القرى والمدن السودانية ووقف الانتهاكات التي تمارسها المليشيا بحقهم.

Exit mobile version