مؤتمر باريس.. مقاطعة حكومية ومشاركة سياسية

تقرير – آية إبراهيم

 

تستضيف العاصمة الفرنسية باريس مؤتمراً دولياً حول السودان معني بالقضايا الإنسانية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لحث المانحين على تقديم العون الإنساني للسودان وسط مشاركة من قوى سياسية سودانية شملت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وتنديد ومقاطعة من السودان ومكونات أخرى بالبلاد وذلك لتجاوز الحكومة السودانية وعدم مشاورتها بشأن المؤتمر.

 

تنديد حكومي

ونددت الخارجية السودانية قبل أيام من إنعقاد المؤتمر بالخطوة دون مشاورة وإشراك الحكومة.

وقالت في بيان إنها تستنكر انعقاد مؤتمر وزاري حول الوضع الإنساني في السودان بباريس دون التشاور والتنسيق ومشاركة الحكومة السودانية، وشددت على أن هذا المسلك يمثل استخفافاً بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول.

 

 

أهداف المؤتمر

وبحسب بيان الخارجية الفرنسية فإن للمؤتمر

ثلاثة أهداف أولها «الالتزام بتمويل الاستجابة الدولية للحاجات الإنسانية الضرورية للسودان، والهدف الثاني إحراز تقدم في ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمِن ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان. أما الهدف الثالث عنوانه ألا يطغى عدم الاستقرار في النظام الدولي على الأزمات التي تؤثر في الأفارقة سواء في السودان، حيث نزح نحو 8 ملايين شخص، أو في الأزمة التي تؤثر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

مؤامرة كبيرة

وطالب الأمين العام للتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان مبارك النور الحكومة السودانية بطرد السفير الفرنسي من السودان وإيقاف مايحدث من عبث على حد قوله.

وأعتبر النور لـ(الأحداث)  أن مؤتمر باريس مؤامرة كبيرة على السودان مدللاً على ذلك بأن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) التي تشارك في المؤتمر هي من شاركت في جميع الجرائم التي ارتكبت في السودان وأن قادتها مطلوبين للعدالة، مشدداً على ضرورة أن تقوم

وزارة الخارجية بدورها المنوط بها.

 

مبررات مشاركة

ويشارك في المؤتمر الذي يتزامن مع سمنار المجتمع المدني الذي يعقد بباريس كذلك

تنسيقية القوى الديمراطية المدنية (تقدم) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك. فيما يشارك في السمنار وفد من الكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير حسب تعميم صحفي للكتلة أوضح فيه رئيسها نائب رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي (الأصل)  جعفر الميرغني إنهم تلقوا دعوة من حكومات فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي للمشاركة في سمنار المجتمع المدني السوداني حول مبادئ عملية الانتقال الديمقراطي في السودان ما بعد إسكات صوت السلاح.

وأكد الميرغني أن المشاركة تأتي للتعبير عن الصوت السوداني الوطني المنحاز للدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية والذي يدعم القوات المسلحة السودانية في دفاعها عن سيادة وأمن وسلامة السودان ووحدة أراضيها.

 

استفهامات مشاركة

ويرى المحلل السياسي د. راشد التجاني أن هنالك هدف غير معلن من المؤتمر، وقال يبدو أن هنالك هدف آخر، مبرراً حديثه بعدم تقديم دعوة للحكومة السودانية المعنية بإدخال المساعدات الإنسانية للبلاد.

وقال التجاني لـ(الأحداث) إن المؤتمر ليس إنساني بحت وإذا كان كذلك من الضرورة مشاركة المنظمات فيه وليس الحكومات، ولفت إلى أن مشاركة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وراءها  استفهامات كثيرة، مؤكداً أن المؤتمر لن يكون له أثر أو قيمة لعدم مشاركة الحكومة فيه.

 

تغطية تقصير

ورفضت عدد من المكونات السياسية تنظيم المؤتمر، وقال الحزب الشيوعي السوداني – فرع فرنسا إن المؤتمر لا يناقش أي قضايا سياسية بشكل مباشر وسوف يكتفي بمناقشة القضايا الإنسانية للاستجابة لضغوط منظمات المجتمع المدني في دولهم ومحاولة الاستجابة لها لتغطية تقصيرهم في الكارثة الإنسانية في السودان.

وأشار الشيوعي في بيان تلقته (الأحداث) إلى أن الدور السياسي غير المباشر هو  اعتماد وسطاء العمل الإنساني حالياً كوسطاء لعملية إعادة الإعمار لاحقاً بما يسمح بإعادة تشكيل الفضاء الاقتصادي والاجتماعي في السودان بعد صدمة الحرب بما يتوافق مع مشاريع وتطلعات المانحين، والدور الذي سيقومون به في السودان، ولفت إلى أن هذه السياسات ستعيد إنتاج الأزمة وتساهم في إطالة آمد الحرب وتمددها.

 

Exit mobile version