كباشي على خط النار.. هل دنت ساعة تحرير الجزيرة؟

الأحداث – عبدالباسط إدريس

في درب المسيرة الطويلة لتحرير الجزيرة أنهى عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للجيش الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي زيارة قصيرة إلى المناقل تفقد خلالها الأوضاع الأمنية هناك.

أوضاع صعبة:
تزامنت زيارة الكباشي برفقة نائب مدير عام جهاز المخابرات العامة مع أوضاع إنسانية معقدة يعيشها مواطنو المناقل بصفة عامة، فالمدينة التي تنعدم فيها خدمات المياه والكهرباء، ماتزال تستقبل يومياً عشرات الأسر المهجرة قسرياً من قرى ولاية الجزيرة المختلفة، في وقت تستقبل فيه مستشفى المدينة المئات من الجرحى والمصابين جراء الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها سكان القرى، في ولاية لا تعرف مجتمعاتها المتكافلة معسكرات النزوح أو قوائم طلب المساعدات الإنسانية، ويكاد لا يخلو بيتاً في المناقل من احتضان المهجرين من قراهم الوادعة.

ماذا قال كباشي :

وصل الفريق أول الكباشي المناقل برفقة نائب مدير المخابرات اللواء محمد اللبيب واللواء الركن حيدر الطريفي، وأقيمت له مراسم استقبال عسكرية تقدمها قائد الفرقة الأولى اللواء الركن عوض الكريم علي سعيد بجانب والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير.
وفور وصوله تفقد الكباشي مواقع الوحدات العسكرية المختلفة بخطوط المواجهة الأمامية بمحور المناقل.
واطلع على مجمل الترتيبات الأمنية والخدمية المقدمة للمواطنين.
وقال الكباشي إن الحكومة الاتحادية تولى ولاية الجزيرة اهتماما خاصا لأهميتها الاستراتيجية.
وشدد الكباشي على أن تحرير الجزيرة، هدف استراتيجي، مؤكداً أن استقرار مواطني الولاية وتقديم الخدمات لهم، على رأس أولويات الحكومة الاتحادية.
وأشاد نائب القائد العام للجيش، بتضحيات القوات النظامية كافة في العمل على بسط هيبة الدولة وتحقيق الاستقرار.

أبواب مغلقة:
خلف الأبواب المغلقة عقد الكباشي بالمناقل اجتماعاً عسكرياً ضرب حوله سياجاً محكماً من السرية، لكن الزيارات التي قام بها الكباشي لمحاور خطوط النار في الفاو وسنار والنيل الأبيض قبل المناقل، تكشف عن كنه الزيارة ذات الطبيعة العسكرية وتمنح الضوء تجاه خطوات التحرير.

أحوال وأهوال:
هنا في قرى الجزيرة يموت الأحياء من الجرحى والمصابين عشرات المرات إلى حين الوصول إلى مشفى إذ أدت الحرب إلى انقطاع حركة المواصلات بين القرى نسبة لنقل أصحاب السيارات لمركباتهم إلى مناطق أكثر أمناً فضلاً عن شح الوقود وارتفاع قيمته إلى حوالي ٧٥ الفا لجالون الجازولين ونحو ١٠٠ إلى ١٢٠ الف جنيها لاسعار البنزين، بجانب معوقات أخرى تتمثل في عمليات التوقيف والتفتيش وتغيير مسار الحركة من قبل ارتكازات القوات النظامية.

الموقف الآن
ومنذ سقوط ودمدني وما تبعها من هجمات على القرى والأرياف، استقبل مستشفى المناقل أكثر من ٤١٧ حالة، من قرى أم دوانة، الشريف مختار، ود ابو أمنة، ود الجمل، الدوحة، العقدة، المغاربة، الفريجاب، ود البلة، بلالة، المدينة عرب، تنوب، مريود، نايل، فطيس، كبر ،السبيل وأم عضام واخيراً ود العجميي وقرى وكنابي ريفي طابت.
وأفادت المصادر الطبية أن من بين الإصابات حالات حرجة وأخرى انتهت بإعاقات في أعقاب عمليات بتر وفقدان العين، ويعاني المستشفى من انعدام بعض التخصصات مثل جراحة الأوعية الدموية.

دموع ونحيب :
على امتداد الجزيرة تمتد المأساة فقد حرم المزارعون من حصاد القمح وهجرت مناطق بأكملها وانهارت المؤسسات الخدمية، وأصبح دم إنسان الجزيرة أرخص سلعة، بل الأقل من قيمة الرصاص، فقد اجتاحت المجموعات التابعة لمليشيا الدعم السريع مايزيد عن ١٥٠ قرية.

Exit mobile version