حمدوك وعبدالواحد.. محاولة وضع فيتو على إرادة الشعب السوداني

الأحداث – عبدالباسط إدريس

 

أخيراً انضم رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك إلى سباق حفل الوثائق الذي انتظم الساحة مؤخراً وذلك بالتوقيع على وثيقتين ذات مضمون واحد مع عبدالواحد نور وعبدالعزيز الحلو.

 

تحفظ على قحت

تضمن اتفاق حمدوك مع الحلو وعبدالواحد ثلاث نقاط أساسية وهي تأسيس دولة علمانية وفي حال عدم تضمين ذلك في الدستور فإن من حق الشعوب السودانية ممارسة حق تقرير مصيرها، أما الثالثة فهي تنظيم مائدة مستديرة مع القوى التي تؤمن بالاتفاق الثلاثي.

وسبق لحمدوك خلال رئاسته للحكم الانتقالي، إبرام تفاهمات مع عبدالواحد نور – المتحفظ على تجمع قحت- بشأن ماجاء في إعلان نيروبي الأخير، تماماً كما فعل مع رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو حيث وقعا معاً اتفاقاً في أديس أبابا حوى ذات نصوص اتفاق نيروبي الأخير.

ورفض وقتها المكون العسكري على لسان عضو مجلس السيادة، الفريق أول شمس الدين كباشي، وقال كباشي إن اتفاق حمدوك والحلو يعتبر وعد من لايملك لمن لايستحق، مبيناً أن القضايا الأساسية يجب أن تتخذ فيها قرارات من قبل حكومة منتخبة ومفوضة من الشعب.

 

أبعاد الاتفاق:

يأتي الاتفاق في إطار سباق محتدم بين القوى المدنية والمليشيات المسلحة، ربما كمرده لضغوط خارجية تمارس على الأطراف بضرورة التوافق على رؤية سياسية لإدارة المرحلة الانتقالية.

ويبدو أن حمدوك يحاول القفز من مركب تقدم الغارق في خلافات مكوناته، والاتجاه للتحالف مع الكتلة الصلبة للحركات المسلحة ممثلة في حركتي نور والحلو، وهو الاتفاق نفسه الذي يجعل حمدوك يلتقي بقوى التغيير الجذري ولجان المقاومة بعد أن فقد الكثير من شعبيته بعد انحيازه غير المدسوس لقائد مليشيا الدعم السريع حميدتي، فالاتفاق مع حركتي الحلو ونور اللذان يتمتعان بعضوية قوى التغيير الجذري، ربما تعيد إنتاج حمدوك شعبياً كأحد الرهانات المهمة لدوائر خارجية عديدة لقيادة المرحلة الانتقالية، وهذا يعني أن حمدوك الذي كان في نسخته الأولى معبراً عن مصالح مجموعات رأس المال العالمي والإقليمي ومنفذاً لوصفة ما اصطلح عليه “بشلة المزرعة” و”أولاد المحفل” من خلال قيادة فترة انتقالية مرنة، ولشرح ابعاد إعلان نيروبي، فالمرحلة التأسيسية بموجب هذا الإعلان تعتمد العنف الثوري وفرض آراء وتوجهات فئات محدودة وأهم من ذلك استنادها على العنف المسلح.

 

تعطيل الحوار السوداني:

يقول القيادي في حزب البعث السوداني محمد وداعة في تعليق له على إعلان نيروبي إن موقعي الإعلان يضعون الشروط والعراقيل، أمام الحوار السوداني – السوداني.

وعقد المؤتمر الدستوري، بحسبانهما الطريق الوحيد لتحقيق إجماع أو توافق على دستور دائم المستفتى عليه من قبل الشعب السوداني، ويعتبر وداعة أن الموقعين على إعلان نيروبي يضعون فيتو على إرادة الشعب السوداني إذا ما اتفق على دستور دائم.

 

تحول ثالث:

من ناحيته يقول المحلل السياسي، إبراهيم عثمان ل(الأحداث) إن تحركات حمدوك تكشف عن جهات تعمل على الدفع به للعب دور خلال الفترة بعد الحرب، ويعتقد عثمان أن حمدوك قد استنفد أغراضه بالنسبة لمعظم السودانيين الذين علقوا عليه آمال كبيرة بعد الثورة، ولم يعد لديه ما يقدمه الآن، لأن حمدوك بحسب إبراهيم لا ينطلق من رؤية واحدة بمثل أنه لا يقف على مسافة واحدة، ويرى إبراهيم أن حمدوك مع بداية الحرب ظهر من منصة الأوضاع الإنسانية وإيصال المساعدات لكنه اصطدم بواقع عدم وجود معسكرات ومخيمات نسبة لطبيعة وتقاليد مناطق اندلاع الحرب، كما أنه بحسب عثمان أخفق فى حشد الدعم المالي للمساعدات الإنسانية فبعد جولات حمدوك في هذا الإطار قالت الأمم المتحدة إن الاستجابة الدولية ضئيلة جداً لنداء المساعدات للسودان، ويمضي إبراهيم عثمان للقول في التحول الثاني قاد حمدوك تقدم وبات كأنه متحالف مع زعيم المليشيا حميدتي، حيث أظهرت لقاءاته معه وأحاديثه الإعلامية هذه الميول على الأقل، أما التحول الأخير بحسب إبراهيم هو القفز من مركب تقدم والتحالف مع عقار والحلو، ويشير إبراهيم إلى أن عمق الخلافات داخل تقدم ورأى مجموعة القاهرة في قيادة حمدوك لها.

 

Exit mobile version