بعد مقال وول استريت جورنال.. البرهان ينقل ميدان المعركة إلى قلب واشنطن

تقرير – أمير عبدالماجد

نشرت صحيفة وول استريت جورنال الأمريكية مقالا لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وجد مساحة واسعة في الاعلام العربي والمحلي وفي قنوات التلفزة تحليلا وقراءة إذ قدم البرهان رؤيته بالتفاصيل والأدلة لما يحدث في السودان وشرح للرأي العالمي رؤيته ورؤية حكومته لاسباب اندلاع الحرب وتطوراتها وما آلت إليه الان، وأكد ان رؤيته تتطابق مع رؤية الرئيس ترامب ووزير الخارجية الامريكي، وثمن تصريحاتهم الاخيرة، وقال إن الحرب اشتعلت لان مليشيا الدعم السريع تمردت على الدولة، وأكد أن المؤلم في الموضوع أن المليشيا لا تتحرك وحدها، وقال إن ساحة المعركة لن تبقي محصورة في السودان وان الحرب تهدد استقرار البحر الاحمر شرقا ومنطقة الساحل غربا وتشكل خطرا على المصالح الامريكية في المنطقة، وأشار إلى أنه كي يتم التوصل لسلام يجب تفكيك مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها إذ لا مكان لهم ولا للمتعاونين معهم في مستقبل السودان الامني والسياسي، ومد يده للامريكي مرحبا بالشراكة معهم فور انتهاء الحرب، وقال ان الشركات الامريكية سيكون لها دور مهم في اعادة الاعمار والاستثمار طويل الامد.
لماذا اتجه البرهان هذه المرة لمخاطبة الامريكيين مباشرة؟ وهل مثل هذه الاحاديث والمقالات مؤثرة؟ كتب الحاج المادح وهو اعلامي سوداني مقيم في امريكا (البرهان أثبت أنه سياسي متجاوز لواقع السياسة السودانية من خلال نشره لهذه المقالة في واحدة من أكبر صحف امريكا لان وول استريت جورنال من الصحف المؤثرة التي يصعب لرئيس بلد ما أو سياسي من دول القارة الافريقية كتابة مقال على صفحاتها إن معاييرها صارمة جدا وليس من السهل أن تقبل أموالا من جهة ما لنشر مقال على صفحاتها يتناول حربا مشتعلة الان هذا صعب جدا وهو اختراق يبين على الاقل أن الاجهزة في امريكا خصوصا سي اي ايه القريب من الصحيفة يؤيد نشر المقال لكن المؤكد أن وصول البرهان لدوائر القرار الامريكي عبر مقال تفصيلي خطوة ذكية جدا وتحول نوعي في ذهنية من يديرون الدولة السودانية)، وتابع ( راي برهان وحكومته وصل كل المؤسسات التي أراد أن يوصل صوته لها بوضوح وبشرح تفصيلي وبفهم عالي للذهنية الامريكية واؤكد أن خطابه أعد بواسطة خبراء يعرفون تماما الانشغالات الامريكية وكيفية لفت نظر المؤسسات والجمهور والاعلام والشركات التجارية وقطاع الاعمال كان مقالا موفقا وسيحدث اثر في سياسة امريكا وتفاعلها مع قضية الحرب في السودان).
ويقول بروفيسور فضل المولي النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية للدراسات الاستراتيجية إن البرهان أراد ليس فقط مخاطبة القارئ الامريكي بل الادارة الامريكية ومؤسسات الحكم وقطاع الاعمال والاعلام لذا ركز على شرح ماحدث وما يحدث الان، وابان أنه يتطلع لدور أكبر من الادارة الحالية في البيت الابيض وإلى شراكة معها)، ويضيف ( البرهان مرة أخرى يؤكد أن الحل والسلام لن ياتي بالابقاء علي الدعم السريع وهو يرى أن الحل في تفكيكه ودمج المؤهلين منه في القوات المسلحة السودانية)، ويتابع (هي خطوة ذكية وضعت أراء البرهان مباشرة أمام الادارة الامريكية والراي العام الامريكي وانا لا أرى الامير محمد بن سلمان وترامب نفسه بعيدين عن هذه الخطوة التي تفتح الطريق امام التسوية القادمة)، وقال (هي تتمة لو أردت لخطاب البرهان امام الضباط مؤخراً او هي النسخة الامريكية منه وبما ان البرهان قدم مرافعته ورايه في الوقت الذي تعد فيه المؤسسات الامريكية تصورها لحل اعتقد ان رايه وصلها ويمكن اعتبار ما رشح هنا خطوط عريضة لراي حكومة السودان) وأضاف ( البرهان استبق اي زيارة للمبعوث الامريكي مسعد بولس للسودان واوصل صوته مباشرة وهذا اعتقد جزء مما يدور في الكواليس التي تشهد حراكاً كبيراً وواسعا بين السودان والمملكة العربية السعودية ومصر وامريكا هناك نشاط كبير الان من اجل ايقاف الحرب والتوصل لتسوية سياسية)، وهي واحدة من اعرق الصحف الامريكية وهي لا تقبل نشر اي مقالات ولديها معايير صارمة في نشر المقالات والصحيفة تتحاشي قبول المقالات التي لاتحظي بمصداقية ولا تاثير لها وخطها التحريري يتسق غالبا مع مصالح امريكا وسياساتها وهي مملوكة لامبراطور الاعلام روبرت ميردوخ ويردد على نطاق واسع ان وول ستريت والواشنطن بوست هما ذراعا السي اي ايه.

Exit mobile version