الهجوم علي البرهان.. خطة لتفكيك الجيش أم محاولة تدوير لمتبقي المليشيا

 تقرير – الأحداث

تعتقد معظم القوى السياسية التي التفت حول الاتفاق الإطاري أن العقدة السودانية لن تحل الا بتفكيك الجيش والأجهزة الأمنية واعادة هيكلتها بما يضمن الامتثال لرؤيتهم وليس فقط لموجهات العمل الوطني وأن تفكيك الجيش أولوية كما قال أحدهم متحدياً لو استدعى الوصول لها التحالف مع الشيطان لفعلنا.. دون الاشارة الى المليشيا التي كانت تحكم سيطرتها وقتها على الاقتصاد والسياسة والاعلام وتفسد الحياة السودانية.. وربما ما قيل وقتها من أقوال مثل التحالف مع الشيطان والعمالة سفارة سفارة وغيرها لم يكن مجرد شعارات بل واقع في المشهد السوداني الذي شهد بعدها تحالفا بين قحت والدعم السريع ودفاعا مستمرا من الاولى حتى بعد التحول في الاسم .. دفاع مستمر عن المليشيا وافعالها وتبرير لدخولها واحتلالها منازل الناس وقتلهم وارتكاب المجازر وترويع القرى والمدن وصولاً إلى تنظيمها حملات اعلامية مكثفة تتهم رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان بالولاء لما اسموه الكيزان في الجيش والتيار الاسلامي السياسي ورفضه لحقن دماء السودانيين بالتوقيع على ورقة الرباعية التي قدمت له بالاضافة إلى اصراره على استبعاد المليشيا من اي مفاوضات سلام ومطالبته بابعاد دولة الامارات من اي وساطة بشان الحرب المشتعلة في السودان.

هل الهجوم على البرهان بعضا من خطة تفكيك الجيش أم هل محاولة لجره إلى تفاوض وهدنة تعيد المليشيا للمشهد ام كليهما.. يقول يقول بروفيسور فضل المولي النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية (كليهما) ويضيف (المقصود من الهدنة والتفاوض هو جر الجيش إلى مربع التفكيك تحت مسميات مفخخة لكن النتيجة واحدة هي تفكيكه والتخلص من قياداته الحالية وفرض تسوية بابعاد من لايرغبون فيه من المشهد وهذا امر خطير ان يسيطر هؤلاء على المؤسسة العسكرية وان تصبح مطية بيدهم سيكون هذا الامر خطير جداً على البلاد وجميعنا شاهدنا كيف استعملوا ادوات السلطة ايام سطوتهم)، ويتابع (أيامها كانت لجنة ازالة التمكين تمارس ما يمارسه الدعم السريع الان تدخل بيوت الناس وتسيطر على حساباتهم وتهددهم وتفصلهم من عملهم فقط لان احد اتباعهم يرغب في المنصب او لان من يشايعونهم في الوحدة الحكومية لا يرغبون في رؤيتك هنا لم يفصلوا الناس فقط لاسباب سياسية بل مارسوا التنكيل بالناس)، وقال (هل شاهدت وزيرهم يدخل القاعة ويطلب من صحافيين بعينهم مغادرة القاعة لانهم كيزان وفلول وينال التصفيق من الحضور هذا ما يريدونه لذا يرعبهم الان موقف البرهان الرافض لتسويتهم ادخلهم في حالة توهان كلما رسموا وخططوا وحشدوا قوى ودول كلما رفض البرهان بمنطق قوي وحجة قوية)، وأضاف (ليست لديهم سقوفات وطنية هذا لايهمهم لدرجة انهم بعثوا بولس بورقة قال البرهان انها الاسوأ بين المقترحات التي وصلته لانها تعين الرباعية وصياً على البلاد)، وتابع (هم يبحثون الان عن انحناء البرهان والمؤسسة العسكرية لاي تدخل خارجي ويعتبرونه انجازا ولا يفرق معهم أن يتم تفكيك الأجهزة الامنية والجيش لمصلحة قوات تاتي من الخارج او لمصلحة المليشيا المهم عندهم ان يعينوا حكام ولو على جثث السودانيين والادلة امامك بوجود التعايشي والميرغني وصندل وغيرهم على راس حكومة الجنجويد هل تعتقد ان هؤلاء يفرق عندهم ان تاتي الرباعية او الخماسية لتتولى السلطة في السودان او ان يحكم السودان بواسطة السفارة الاماراتية في الخرطوم).

ويقول الخبير الامني مدني الحارث إن هذه الحملات لا تاثير لها لا على المشهد السياسي ولا العسكري لان البرهان الذي لم يهادن ويقبل الهدنة والمليشيا تحتل الخرطوم والجزيرة وتحاصره في القيادة العامة لن يهادن اليوم وقد استقر الامر والجيش يقاتل الان ويتقدم في كردفان وعلى مشارف دارفور )، واضاف ( لغة البرهان اصبحت واضحة واشتراطاته التي تعبر عن الشارع السوداني اصبحت واضحة لذا لا اعتقد ان الهجوم عليه سيغير موقفه او يغير موقف الشارع منه الامور اصبحت واضحة والدول التي تدعم وتوفر الدعم اللوجستي اصبحت الان امام محكات خطيره لان الصراع اصبح علناً ما زاد التفاف الناس حول الجيش والقوات المساندة).

Exit mobile version