الأحداث – عبدالباسط إدريس
قال وزير الصحة الاتحادية السوداني د. هيثم محمد إبراهيم إن 50 طبيبا وعاملا بالحقل الطبي قد قتلوا في الحرب التي تشنها مليشيا حميدتي على البلاد، وتواجه المستشفيات شبح الانهيار بفعل القصف المدفعي للمليشيا وسط تحذيرات داخلية وخارجية من انعكاس ذلك على المدنيين.
إحصاء جديد :
وفي أحدث معلومات إحصائية عن خسائر القطاع الصحي في السودان قال وزير الصحة د.هيثم محمد إبراهيم إن المليشيا قتلت 50 طبيباً وكادراً صحياً في الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع على البلاد.
وأشار الوزير خلال حديثه لبرنامج “بالمختصر المفيد” بتلفزيون السودان إلى أن التقديرات الأولية لخسائر المعدات والأجهزة تقدر بنحو (11) مليار دولار.
وكشف الوزير عن فقدان أدوية بقيمة 20 مليون دولار في ولاية الجزيرة عقب اقتحام المليشيا مدينة ودمدني بولاية الجزيرة.
وأكد الوزير أن مليشيا الدعم السريع في حربها ضد المواطن دمرت كل مصانع الأدوية في ولاية الخرطوم، وخربت كل المستشفيات بولاية غرب دارفور.
وتفيد متابعات (الأحداث) أن (6) مستشفيات رئيسية و(10) مستشفيات خاصة قد تم تدميرها وخروجها بالكامل في ولاية الجزيرة، بجانب تدمير وإخراج حوالي 150 مركزاً علاجياً وأخرى لتلقي الرعاية الصحية الأولية عقب اجتياح المليشيا لعدد من مدن الولاية واستباحة القرى وقتل وتهجير السكان القرويين.
قصف مستشفى
إلى ذلك قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن مليشيا الدعم السريع قصفت بشكل متعمد المستشفى السعودي للنساء والتوليد في مدينة الفاشر وألحقت به دمارا كبيرا، وأضاف مناوي في تغريدة أن القصف تسبب في مقتل طبيبة بعد أن تم تدمير المستشفى الجنوبي بصورة كاملة وإخراجه عن الخدمة. وأوضح مناوي أن تدمير المستشفيات أمر مخطط له من قبل الدولة الداعمة للمليشيا -في إشارة. للامارات- مبدياً أسفه أن يحدث ذلك من قبل دولة عضو في الأمم المتحدة.
اختفاء قسري:
من ناحيته يقول الطبيب محمد عوض ل(الأحداث) إن الأطباء والكوادر الصحية ظلوا هدفاً لمليشيا حميدتي منذ اليوم الأول للحرب، ويعتقد أن أرقام الضحايا من الأطباء والكوادر العاملة في المجال الطبي التي أعلن عنها وزير الصحة أكبر من ذلك، وقال إن وزير الصحة أغفل تناول الأطباء والكوادر المغيبة والتي تم اخفاءها قسرياً خاصة في الأشهر الأولى للحرب حيث اقتحمت المليشيا المستشفيات والمراكز بالخرطوم وقامت باقتياد العشرات من الطبيبات والأطباء وكوادر التمريض والتخدير إلى جهات غير معلومة ولايعرف احداً مصيرهم حتى الآن، وأشار إلى أن عناصر المليشيا أقاموا بالمستشفيات ووضعوا مرضى وأطباء كثر كدروع بشرية وأحالوا المستشفيات لمقار عسكرية جلبوا لها الأسلحة.
قصف النو:
والأسبوع الماضي قتل وأصيب العشرات في قصف مدفعي لمليشيا الدعم السريع على مستشفى النو في أم درمان باكثر من 15 دانة وفقاً لشهود عيان.
وفي وقت لاحق قال الجيش إنه تمكن من تدمير المدفع الذي قصفت به المليشيا المستشفى من جهة مدينة بحرى.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن قصف المليشيا أودى بحياة ثلاثة أشخاص بينهم متطوع وإصابة 27 آخرين.
الصحة العالمية تحذر:
وفي وقت سابق قالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفيات السودان على شفا الانهيار، وقالت المدير الإقليمي للمنظمة حنان حسن بلخى بحسب “الشرق الاوسط” إن الأزمة باتت مُخيفة وأن نحو 70 إلى 80 في المائة من المستشفيات في الولايات المتضررة من النزاع لا تعمل، إما بسبب الهجمات التي تطولها، أو نقص اللوازم الطبية ومستلزمات التشغيل، أو نقص العمالة الصحية، مشيرة إلى أن المستشفيات مكتظة بالمرضى والمصابين مع استمرار تدفق الأشخاص الذين يلتمسون الرعاية، وكثير منهم نازحون داخلياً.
الى ذلك قالت منظمة اليونسيف إنه بعد مرور عام على اندلاع الحرب في السودان، فإن استمرار الأعمال العدائية الضارية والمجاعة المحتملة يخلقان ظروفاً مشؤومة لخسارة مأساوية في أرواح الأطفال.
وأضافت اليونيسف في بيان أنه “مع استمرار تفاقم الأزمة التي تلت ذلك، أصبحت حياة جيل من الأطفال السودانيين وتعليمهم ومستقبلهم على المحك”.
وقالت المنظمة “من المتوقع أن يعاني حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 730 ألف طفل يُتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد الشديد بما يهدد حياتهم”.