القُرادة والجملْ وابراهيم سرج البغلْ

محجوب فضل بدرى

-لو جُمعت الأحاجى والأمثال الشعبية السودانية لحصلت المكتبة على كتابٍ دسم يضاهى كتاب كَلِيلَة ودِمْنَة الذى يتضمّن مجموعة من القصص أبطالها من الحيوانات وقد ترجمَهُ عبد الله بن المقفع إلى اللغة العربية في العصر العباسى وصاغه بأسلوبه الأدبى بتصرف عن الكتاب الأصلي الذى أجمع العديد من الباحثين على أن الكتاب يعود لأصول هندية.
-وفى الأدب الشعبى الكثير من الأحاجى والحكايات التى تروىٰ على لسان الحيوانات وفيها من الحكمة والابداع مافيها .
-ومنها حكاية القرادة والجمل، اذ شكت القرادة لأختها من التعب فقالت: [أنا] والجمل جينا شايلين العيش من القضارف!!
-ومثل ما كانت القرادة لاصقة فى مكان ما من الجمل وهى تمتص من دمه وهو شايل الحمل وحده وماشى فزعمت القرادة انها شريكته فى الجهد النُّصْ بالنُّصْ، كذلك زعم [بغال] انه قائد ميدانى شريك فى جرائم مليشيا آل دقلو الارهابية،النُّص بالنُّص، مع انه لم يحمل سلاحاً ولم يُطلق رصاصةً ولا خاض حرباً ،ولا أظن انه يعرف الدرس الأول من دروس البندقية لكن المليشيا التى زعمت انها تسيطر على العاصمة بالكامل الا من بعض الجيوب لم تتجرأ على تعيين سلطة تنفيذية فيها. ولأن الطبيعة لا تقبل الفراغ فقد ملأ بغال منصب والى ولاية الخرطوم بزعمه، وقَدَل كَالْوَرَل فى غياب التمساح وأصدر أوامره بعدم التعامل بالعملة الجديدة وظهر فى مدخل الاذاعة بأم درمان والتقطت له صورة تحت لافتتها، ودخل القسم الأوسط بأم درمان وسخر من أمر القبض الصادر بحقه، وظهر أمام منزل الفريق أول ياسر العطا متحدياً، ومنح نفسه رتبة الفريق !!
المافى شنو!! فقد كان قبلها يحمل رتبة العقيد،ومسألة الغيرة على الرتب العسكرية هى بعض ما جاء على لسان المتهمين فى قضية انقلاب بكراوى !!ولهم الحق فى ذلك.
-لكن مليشيا آل دقلو الارهابية أنكرت هذه (المجاهدات!!) على بغال،فالبغل الوضيع لا يُوضع مكان [المهر] أو الماهرية،لذا فقد كان من المتوقع أن لا يحظى بغال بأى منصب من مناصب الحكومة المزازية!!خاصةً بعد هروبه المخزى من الخرطوم ومن ثم من السودان وظهوره بمظهرٍ بئيس وهو يتسكع فى طرقات انجمينا التى لم يجد فيها الاستجمام ولا الاستحمام،فثارت ثائرته وأرغى وأزبد وهدد وتوعد ثم قرَّ قراره على الانضمام الى حرب الكرامة بجانب الجيش وما علم بأننا لا نستعين فى أمرنا هذا بمنافقٍ.
-وباب التوبة فاتح لكن لابد من المحاسبة والمحاكمة فقد فات الأوان على العودة الباردة !!
-عشم بغال فى العودة مثل عشم الكلب فى موية الابريق،أو عشم ابليس فى الجنة، أو عشم أبو الدرداق فى عرس القمرة.
-تقول القصة الشعبية كان ابوالدردوق مستلقياً ذات ليلة مقمرة فأعجبته القَمْرَه فطلبها للزواج فوعدته على شرط أن ينظف الأرض من الفضلات فوافق، وبدأ العمل بهمةٍ ونشاط دائبين، ومن يومها لم يتوقف عن هذا العمل ولم يقطع العشم ولم تنظف الأرض من الفضلات!!
-وبغال لم ييأس من أن يكون والى الخرطوم، وعلى السيد الفريق اول ركن البرهان أن يجد بَصَارة للسيد أحمد عثمان حمزة والى الخرطوم الهمام، فالحكومة بَصارتها كتيرة. وعلى علماء الحيوان أن يعتذروا لنا عن تفسيرهم العلمى لعمل أبو الدرداق أو خنفساء الروث التى يزعمون انها تضع بيوضها فى الروث وتدردقه وتضع كرة الروث فى مكان آمن لتفقس فيها البيوض وتجد غذاءها من حولها، مافى كلام زى ده!! فموضوع ابو الدرداق محسوم شعبياً، كما ان ذات القصة براوية أخرى موجودة فى كتاب كليلة ودمنة،يعنى نَكَذِّب حكماءالهند وأدباء العصر العباسى وحبوباتنا السودانيات و[بغال] !!
-ولن تهنأ المليشيا المتمردة ولا الحكومة المزازية بالعيش فى أى بقعة من أرض السودان كما وعد القائد العام رئيس مجلس السيادة من وادى بشارة وكرر وعده فى أكثر من مرة بأن يد الشعب والجيش ستطال أى بقعة توجد فيها مليشيا آل دقلو لتطهرها من رجسهم ودنسهم، ولا يمكن لمثل بغال أن يكون له شرف المشاركة!! فقط عليه انتظار الانتصار الذى يدقّ أبواب المليشيا المجرمة بيد مضرجة بدماء الشهداء الأبرار.
وما النصر الا صبر ساعة
وما النصر الا من عند الله.

Exit mobile version