احتدم القتال في الأسابيع الأخيرة على عدة جبهات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، واستعاد الجيش السيطرة على جسرين رئيسيين فوق نهر النيل بين الخرطوم وأم درمان وكذلك الخرطوم شمال في نهاية سبتمبر ، ليربط بين الأجزاء الثلاثة من العاصمة المثلثة منذ بداية القتال، في 15 أبريل 2023. ومع تقدم الجيش السوداني في عدة محاور حيث ينفذ غارات جوية فإنه لم يسلم من التعرض لضغوط قوية.
تزايد الانتهاكات:
بينما تتزايد الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع ، ويستمر القتال محتدماً، خاصة في الخرطوم وفي محليتي شرق وشمال الجزيرة بوسط البلاد وفي دارفور، أطلق السودان هجوماً دبلوماسياً لدفع المجتمع الدولي إلى وضع حد للحرب.
وتأمل الحكومة السودانية أن تصبح الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس ترامب أكثر انخراطا في الأزمة السودانية إلى جانب الجيش. فوفقا لمسؤول أمريكي سابق، تحدث على قناة الجزيرة القطرية، يمكن للولايات المتحدة تكليف حلفائها في الإقليم مثل مصر أو إثيوبيا أو المملكة العربية السعودية بإستئناف محادثات السلام.
وقد تقدمت الخرطوم بشكوى الأسبوع الماضي أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأفريقي ضد تشاد، وفي إطار مساعيها الهادفة إلى إضعاف مليشيا الدعم السريع ، كما ألغت بروتوكولات التفاهم مع الإمارات بشأن الاستثمارات في البحر الأحمر.
حملة دبلوماسية
ومع ذلك تقود الخرطوم منذ عدة أيام حملة دبلوماسية في عدة عواصم عبر ممثلياتها في الخارج، نظم فيها سفراء السودان مؤتمرات صحفية يحثون فيها المجتمع الدولي بقوة على ممارسة الضغط على دول المنطقة التي تسلح القوات التابعة للدعم السريع أو التي تسهل لهم حرك الأسلحة والمرتزقة.
ودعت سفارات السودان بالخارج إلى إدراج قوات الدعم السريع المتمردة على قائمة المنظمات الإرهابية. في الوقت نفسه، دعا وزير الخارجية المعين حديثاً، علي يوسف، الولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتها مع الدولة السودانية، متوقعا انتهاء الحرب بعد ثلاث شهور لصالح القوات المسلحة.
ويتزامن هذا التحرك مع نشاط كبير من المشاركات الخارجية في الجمعية العامة لمنظمة العمل الدولية واجتماعات الانتربول في جلاسكو وحاليا مشاركة رئيس مجلس السيادة في القمة الاستثنائية العربية الاسلامية. ينتظر ثمارها الشعب بفارغ الصبر بعدما عاني كثيرا من ويلات وانتهاكات مليشيا آل دقلو الإرهابية.