التجاني السيسي: الزيارة يمكن أن تؤدي لإذابة الجليد في العلاقات السودانية الإثيوبية وتدفع بملف التفاوض
رئيس الجالية السودانية بإثيوبيا: نعول بشكل كبير على زيارة أبي أحمد للسودان
الشيوعي: آبي أحمد يحمل رؤية محددة سيعرضها على قائد الجيش السوداني
تحركات خارجية جديدة صوب السودان خلال هذه الأيام تصب في خانة البحث عن سبل حل أزمة البلاد بعد تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي وتمدد انتهاكاتها في عدد من الولايات آخرها ولاية سنار، من بين هذه التحركات زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للسودان، فهل تنجح هذه التحركات في حل الأزمة ومن قبلها إعادة الحيوية للعلاقات السودانية الإثيوبية، (الأحداث) وضعت هذه التساؤلات على منضدة خبراء وسياسيين وخرجت بالحصيلة التالية.
الأحداث – آية إبراهيم
استقبل رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الثلاثاء، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والوفد المرافق له، وأكد البرهان عمق العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأديس أبابا.
من جانبه أعرب أبي أحمد، عن سعادته بزيارة السودان، مبيناً أن بلاده تنظر بعين الاعتبار لعلاقتها مع السودان، مشيراً لعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
توتر مختلف
وتعتبر زيارة آبي أحمد للسودان هي الأولى منذ إندلاع الحرب وتتزامن مع توتر سياسي وعسكري بين الخرطوم وأديس أبابا على الحدود إستناداً للتقارير الاستخباراتية المتكررة التي تصل الجيش السوداني بشأن تدخل عسكري إثيوبي فضلأ عن الاتهامات لإثيوبيا بمساندة المليشيا وتنسيقية تقدم.
دلالات كثيرة
رئيس قوى الحراك الوطني د. التجاني السيسي قال إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للسودان لها دلالات كثيرة وأن بورتسودان أصبحت تكتسب أهمية كبيرة وذلك يتضح من خلال الزيارات المتسارعة لممثلي الدول لبورتسودان.
وأضاف السيسي في حديثه لـ(الأحداث) بقوله “صحيح للحكومة السودانية بعض المآخذ حول مواقف الاتحاد الإفريقي خاصة بعد تجميد عضويته إضافة لزيارة حميدتي العام الماضي لأديس أبابا إلا أن الزيارة يمكن أن تؤدي لإذابة الجليد في العلاقات السودانية الإثيوبية ويمكن أن تدفع بملف التفاوض للأمام خاصة وأنها سبقتها زيارة نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبدالكريم الخريجي ومارشح أن رئيس مجلس السيادة قد اشترط للبدء في مفاوضات جديدة الالتزام بما تم توقيعه في مايو العام الماضي.
أساس بِناء
وقبل ساعات من وصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للبلاد بحث رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مع نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبدالكريم الخريجي، استئناف التفاوض في منبر جدة.
وقال وكيل وزارة الخارجية السوداني، حسن الأمين، إن مباحثات البرهان والخريجي “تناولت الدعوة لاستئناف منبر جدة”.
وأشار إلى أن البرهان أكد للمسؤول السعودي حرص السودان على إنجاح منبر جدة باعتباره أساساً يُبنى عليه، مشدداً على ضرورة تنفيذ ما اُتفق عليه في مايو 2023م.
دور محوري
وتمنى رئيس قوى الحراك الوطني د.التجاني السيسي في حديثه لـ(الأحداث) أن تكون لزيارة آبي أحمد نتائج إيجابية وأن تؤدي إلى مراجعة موقف الاتحاد الأفريقي فيما يخص تجميد عضوية السودان ومراجعة موقف دول الإيقاد، ولفت إلى أن إثيوبيا تلعب دوراً محورياً في مجموعة الإيقاد بحكم وجود رئاسة الاتحاد الأفريقي بها، وقال “ينبغي علينا أن نتعامل معها وأن تكون هنالك مصالح مشتركة لما فيه خير البلدين”، ونوه إلى أن الزيارة يمكن أن يتم خلالها مناقشة واحدة من أهم الملفات الخاص باللاجئين العالقين في أثيوبيا الذين يواجهون تحديات كثيرة، وتمنى أن تقوم الحكومة الأثيوبية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم أو ضمان أمنهم وسلامتهم وانسياب المساعدات إليهم.
عمق علاقات
وعقد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان لقاءً ثنائياً مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، بقصر الضيافة تطرق فيه لأواصر العلاقات الثنائية بين السودان وأثيوبيا.
وقال البرهان إن زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي تأتي للدلالة على عمق العلاقات بين شعبي البلدين، مبيناً أنها إمتداد لصدق القيادة الإثيوبية وحسن نواياها تجاه السودان، مؤكداً متانة العلاقات بين البلدين وأهمية المحافظه عليها.
وقدم رئيس مجلس السيادة تنويراً لرئيس الوزراء الإثيوبي حول الوضع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها.
وأكد البرهان حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا وذلك لخدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين.
مسافة واحدة
ويؤكد رئيس الجالية السودانية بإثيوبيا خالد كرم أن السودان في أشد الحوجة لزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على الرغم من أنها جاءت متاخرة إلا أن التعويل عليها كبير.
وأشار كرم لـ(الأحداث) إلى أنه تحدث من قبل لوسائل إعلام إثيوبية على أن إثيوبيا لابد أن تلعب دورا في حل القضية السودانية، وقال إن آبي أحمد تدخل من قبل في حل القضايا السودانية وقد نجح ومعه السفير محمود دريد في تقريب وجهات النظر في وقت سابق بين (قحت) والمجلس العسكري الانتقالي وكان لهم الدور المعلى في حل المشكلة.
وأوضح أن التعويل على آبي أحمد زاد خاصة بعد حديثه الأخير بالبرلمان وتأكيده على أنه يقف على مسافة واحدة من طرفي الصراع وأنه يسعى لحل المشكلة، ولفت بأن رئيس الوزراء الإثيوبي قد نال جائزة نوبل للسلام في حل القضية الإثيوبية الإريترية وأنه يتمتع بحب الشعب السوداني وبعلاقات طيبة بين الطرفين لذلك فإن الزيارة ينتظر أن تجني ثمارها.
تأكيد وقوف
من جانبه عبر رئيس الوزراء الإثيوبي عن شكره لرئيس مجلس السيادة على حسن الضيافة والاستقبال، مبيناً أن زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني، وقال إن الأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت الشدة.
وأكد آبي أحمد أن الزيارة جاءت لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومةً وشعباً مع السودان، مبيناً أنها بمثابة رسالة تضامن مع شعب السودان في محنته، وأضاف قائلاُ “هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة”، وأشار لأهمية السلام بإعتباره أساس التنمية، مؤكداً أن مشكلات الدول يجب أن تحل داخلياً دون تدخل خارجي.
عامل مؤثر
ويقول القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار بخلاف أن أثيوبيا دولة جارة للسودان، وتأثيرات الحرب عليها مباشرة، فإن تمدد الحرب إلى الحدود الشرقية، في ظل مشاكل أثيوبيا الداخلية، ربما كان عاملاً مؤثراً في الزيارة المعنية بوقف الحرب في السودان، خاصةً وأن الرئيس الإثيوبي أعطى إشارات مهمة الإسبوع الماضي عن خصوصية العلاقات بين البلدين، ومن قبل استقبل حميدتي، مما يعني أنه يحمل رؤية محددة سيعرضها على قائد الجيش.
وأضاف كرار لـ(الأحداث) : بيد أن الأمل يبدو ضعيفاً في تحقيق إختراق نظراً لتعنت طرفي الحرب.
تاريخ جديد
والسبت إستضافت العاصمة المصرية القاهرة مؤتمر للقوى المدنية والسياسية في السودان، بحضور عدد من المسؤولين السودانيين وممثلين عن القوى الإقليمية والدولية.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر أن الحرب التي اجتاحت السودان لا تمثل فقط علامة فارقة ولكنها تاريخ جديد يُلزم كل سوداني وسودانية بالنظرِ والمراجعة الدقيقة لجميع المواقف.
وأكد المشاركون إدانة كل الانتهاكات التي أرتكبت في الحرب، وأنّ الحربَ مُؤشر حيوي للتفكير في إعادة التأسيس الشامل للدولة السودانية على أسس العدالة والحرية والسلام، وهو الأمر الذي يتطلب قناعة كل السودانيين به.