رأي

يا سيد برهان(دعه يعمل دعه يمر)

د.عبد اللطيف البوني

*بعد أن نشرت منشورين عن تعيين كامل إدريس قلت في آخرها يجب ألا نتسرع في الحكم على الرجل.. فخولنا النشوف بداياته (الخريف من رشتو.. العرس من بشتو… والصبي من تبتو) والزمت نفسي بما طالبت الآخرين وانصرفت إلى موضوع آخر ونشرته هنا.

* لكن بعد ذلك فشلت في مغادرة محطة كامل إدريس لأنه بالفعل ملا الدنيا وشغل الناس إذ سيطر على الميديا سيطرة كاملة لم تفلح رؤية شيخ الحكيم ولا معارك غرب كردفان في زحزحته عنها, لقد احصت الميديا عليه أنفاسه منذ ظهوره على سلم الطائرة في مطار جدة إلى ساعة الناس هذه, لم يتركوا حتى لون بدلته ولا لمعان جزمته و(المشية ذاتها وقدلته) *أما سجدته فقد أفتى فيها على المذاهب الأربعة حتى الذي لايعرف كوع الفقه من بوع التفسير.. أما (الزهور والوردي الشتلوها جو الطيارة) دخلت كل موبايلات السودانيين.

*الكتابات الموضوعية التي تناولت الموضوع بالتحليل فهي الأخرى قد انهمرت أنهمارا ولكنها ضاعت في زحمة الميديا العابثة.

*الشعب السوداني الفضل (باقي الكتلة) ليس له يد في تعيين كامل إدريس فقد عينه الفريق البرهان وربما بترشيح من جهات خارجية متعددة فالاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة والايغاد رحبت به ترحيبا حارا في سابقة تكاد تكون الأولى من نوعها.

* فاذن من حيث الترشيح والتعيين يكاد كامل إدريس أن يكون (غريب الوجه واليد واللسان) عن عامة الشعب السوداني ولكن زخم الميديا الذي أشرنا إليه أعلاه وطنه في أذهان كل الشعب تقريبا, فجعل اسمه على كل لسان قادحا كان ذلك اللسان أو مادحا, متشائما أو متفائلا, المهم انه موجود.

*الشاهد في كل الذي تقدم أن السيد كامل قد جاء الآن للمنصب بزفة كبيرة.. زفة مجلجلة… زفة ليها ضل وإن شئت قل زفة عاصفة… وهذه أفضل مليون مرة من التجاهل لأن التجاهل قاتل.. المثل الدراجي يقول (الكلام أكان داير تكملو هملو).. لقد أصبح الآن منصب رئيس الوزراء في دائرة الضؤ تماما.. وهذا بدوره سيلقي على كامل إدريس عبئا ثقيلا

*دعوني الآن اهرول هرولة كما هرول الرجل على سلم الطائرة نحو الخلاصة وأقول إن عامة الناس في السودان يترقبون حقبة جديدة يبتدرها السيد كامل وأذهب إلى أكثر من ذلك وأقول إنهم يتمنون نجاحه في استعدال الحال المائل ولو بنسبة ضئيلة.. فليس في الإمكان أسوأ مما كان… طبعا هناك من يتمنون فشله وذهاب ريحه انطلاقا من موقف سياسي فهذا معلوم. *خلونا مع الأغلبية المغلوب على أمرها فهده ترنوا إلى الخلاص حتى ولو جاء من الجن الأحمر.

*فياسيد برهان بما إنك عينت الرجل فقد جاءك بزخم لم تخطط له وترقب لا مثيل له, فالدور الباقي عليك في مستقبله وبالتالي مستقبل البلاد… لن اشتط واستعمل كلمة مصير بدل كلمة مستقبل فالتخفيف أفضل..فهلا ساعدته بإن تبرز له ما تملك من محافير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى