وزير (تفصيل )

ناهد قرناص
جارنا البروف (حيدر الصافي ) (رحمة الله عليه ) في عطبرة كان مجال عمله في الانتاج الزراعي والحيواني يتيح له جلب الفراخ لاسرته في الاسبوع مرة او مرتان ..وقد كانت تلك في حد ذاتها رفاهية في ذلك الوقت اذ ان (الفراخ) كان سلعة (استفزازية) لمدينة العمال ..المهم ان ابنته الكبرى كانت تثير ضجة كلما كان الغداء فراخ .والسبب ان الفرخة (تكمل) قبل ان تشبع صغيرتنا ذات الخمسة اعوام .
عندما تكررت الضجة وتطاول الاحتجاج حول قسمة السلطة و(الفرخة) ..احضر البروف فرخة وطلب من زوجته الاستاذة (هدى كمبال ) طبخها ..واحضارها كاملة ..ومن ثم قام بالنداء على ابنته المحتجه ..ووضع امامها الفرخة كاملة وطلب منها الاكل ..بدأت الصغيرة بالاكل حتى شبعت واصابتها التخمة لدرجة صعوبة التنفس ..لم تستطع اكل اكثر من (الورك) ..حينها سألها ابوها (شبعتي يا امنة ؟ ) هزت رأسها بالموافقة ..تنهد بروف حيدر بارتياح وقال لها (الحمد لله يا امنة انك شبعتي في بيتي دا )…رحمة الله تغشاه في الخالدين .
الضجة الاسفيرية القائمة حاليا بعد اعلان اسماء الوزراء الثلاثة ذكرتني بالقصة اعلاه ..والتي ربما نستفيد منها لحسم امر الجدل الازلي القائم حول ولاة الامر وتبعات توليهم المناصب ..لكن من الطريف ايضا تناول الاعتراضات الاسفيرية بالنقاش والتساؤل حول ما هي الفائدة المرجوة من كل هذا (النكتي والبحتي ) في حياة الآخرين ..كأن المرء مبرا من كل خطا او عيب ؟؟ ..بروف المعز عمر بخيت الذي تلقى اكبر الهجمات ..كانت جلها تدور حول قصيدة كتبها قبل فترة ويبدو ان رأيه قد تبدل حاليا ..وهذا شئ عادي .. فما اكثر ما نبدل الاراء ونغير المواقف وهذه هي سنة الحياه ..المواقف تتغير طبقا لمتطلبات المرحلة وهذا شئ متعارف عليه في الساحة السياسية ..فاعداء الامس يمكن ببساطة ان يكونوا حلفاء اليوم اذا تطابقت الرؤى وكان ذلك المخرج للحل .
اما بروف احمد مضوي وبروف عصمت قرشي ..يبدو ان الفسباكة لم يجدوا لديهم مدخلا ..اذ ان الاثنين علماء وباحثين لا تربطهم علاقة قوية بالسوشيال ميديا ..فما كان من اصدقاء الفيس الا واعترضوا ان ثلاثتهم من خريجي (جامعة الخرطوم) ..حينئذ قفزت في ذهني تلك الطرفة عن (النسيبة) التي لا ترغب في تزويج ابنتها من خطيبها الذي كان قد احضر شيلته ..فقالت ان (التياب ضيقات).
المهم ..عطفا على ما سبق ..وتأسيا بموقف جارنا بروف (حيدر) رحمة الله عليه ..اود ان اوزع اوراق بيضاء واقلام لكل معترض ويحمل نظرية للخروج من عنق الزجاجة ..كل واحد بالله يكتب مواصفات الوزير المرجو ..(مؤهلاته ..اصله وفصله ..عمره ..شكله ..اي شئ متعلق به) ..ومن ثم نجمع هذه الطلبات …وندعو اهلنا ..واولادنا ..والبنات ..الازواج والزوجات ..ونخرج جميعا الى صحراء العتمور ..ونفترش الارض ونبتهل الى الله سبحانه وتعالى بان ينزل لنا وزراء (تفصيل) ..
اصدار جديد ..فرز اول ..
وزير لم يجاور احدهم في الحي الفلاني ..ولم يزامل احداهن في الجامعة الفلتكانية ..لم يكتب اي تعليق في الفيس بوك ..ولم يمارس التغريد في توتير ..وزير كدا على بياض ..وحسب المواصفات ..حينها ربما يتم التوافق على احدهم ..ونتركه ليمارس عمله الميمون باذن الله تعالى.
اطرف ما تمت كتابته في التعليق على الحملة الاسفيرية ما قراته في الحائط الاسفيري للاستاذ وجدي الكردي نقلا عن الباشمهندس عثمان ميرغني (ان الاسلام لو نزل بالسودان ..لاخرج السوادنه ..فيديو لسيدنا عمر بن الخطاب وهو ياكل صنم العجوة)..