رأي

وترجل صاحب البلاء الأكبر 

 

صديق محمد عثمان 

– لم يكد عوض بابكر يتجاوز البلاء الأعظم برحيل الشيخ الترابي حتى فجع في رفيقة عمره ووالدة ابنائه ولكنه كان يدهشنا بثباته وصبره وجلده ويقينه بربه

– منذ عامين والبلاء العام يجثم على صدر الجميع وعوض يتنقل ما بين عطبرة وبورتسوان والقاهرة ثم يعود، يجزع الاخوان من حوله من هول المصاب وهو الصابر المحتسب الذي يفاتحك في كل شأن إلا شأن ابتلائه الخاص بالداء اللعين !!

 

– تتصل عليه للاطمئنان فيفيض عليك من طمأنينته ويحرص على إلا يكون هو موضوع الحديث والمكالمة التي ينفق كل لحظة فيها في الشأن العام الذي وقف حياته عليه ، ومن عجب انه لا ينسى أن يمحص مساهماتك ويزكيها ويوجهها بالوصايا الحكيمة ( يا اخي فلان داك هبشته هبشة حارة .. الزول ده ما كعب ما تعين عليهو الشيطان .. لو قدرت اديهو مكالمة)!

 

– من القلايل الذين حفظوا تفاصيل المواقف والحادثات طازجة ندية كما هي لدرجة انه كان يحفظ تعابير الوجوه وتلعثمات الالسن وجحظات العيون حينما تزيغ الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر ، فقد كان هناك يكتسب من الرجل الذي كان يواجه نوائب الدهر بسلاح ايمان لا ينضى وعزيمة مؤمن لا تخور لانها تستمد من صاحب العزايم وبصيرة لا تخيب لانها توقد من قبس صاحب العرش ، من هذه الصحبة اكتسب عوض بابكر نوح الكثير من الحكمة والحصافة مهما تقلبت به الابتلاءات.

– إذا اردت مقاربة سنواته الأخيرة فحاول ان تزن معاناة البلاء العام الذي نزل على الجميع ثم ضاعف ذلك بقياس رجل يحمل أيتاما زغبا يتنقل بهم ثم يضطر إلى مفارقتهم ليرفع عنهم مكابدته المرض .

– اللهم ان اخانا عوض جاءك صابرا محتسبا فاجعل ما كابده كفارة له وزكاة ورصيدا له .. اللهم اغفر له وارحمه وتوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى