موسم الهجرة الى الشرق.. السودان الصحيح سينهض من جديد فقط وفق استدعاء إستراتيجية الرجل الاقتصادي المتفرد الشريف حسين الهندي

مريم الهندي
لاشك ان ما يدور في السودان منذ اندلاع الحرب ليس بخاف ولم يعد سرا على احد ولم تعد فكرة من اشعل الحرب او اطلق الرصاصة الاولى اوتلك الشعارات المستهلكة لذر الرماد علي العيون .. من (الجيش جيش الكيزان والبرهان و مخترق وهو ليس بمهني ..والقضيه والديمقراطية والمدنية وورروك..و .lab lab laaa…) لاشك ان كل تلك الشعارات اضحت فطيره ولم تعد افتراءاتها تنطلي على الشعب السوداني البسيط فحسب بل تخطت الحدود واضحى العالم اجمع يعرف الحقيقة ،والاجابات الصحيحة على كل الاسئلة الصعبة
وكنت قد تعهدت على نفسي منذ العام 2020 وبانتظام المواكبه على السرد التحليلي في شكل مقالات راتبه مكتوبة واحيانا مسموعة لوضع النقاط على الحروف وكشف اصل المسألة ودحض تلك الافتراءات والاكاذيب التي اوردت بلادنا موارد الهلاك وفضح مرتكبيها،
سيداتي وسادتي الاكارم طالما كانت ولازالت قناعاتي بأن هذه الحرب هي في الاساس، حرب الهيمنة على مواردنا الطبيعية فهي اقتصادية بامتياز وهنا لابد من التبحر في الملف الاقتصاد السوداني المصحوب بملف الاقتصاد الدولي.
وهنا لي وقفه
ساكتب عن هذا الامر باستفاضه لاحقا،
ولكني الان بصدد الحديث عن الطرف الحقيقي الذي كان له القدح المعلى في هذه الحرب اشعالا واستعارا وتاجيجا وماوراء السبب، لنبطل العجب. ونرى ماحدث لها من عرابيها بعد اخلاصها لهم خصما على كل الاديان السماوية المقدسة والقيم الانسانية النبيله والعرف العربي الاصيل لتحصد اليوم السراب جزاء بما كسبت يداها.
لقد تكبدتُ مشاق السفر لايران متحدية كل المخاوف والهواجس اللئيمه الغير مقنعة لاجد المخرج المرجو لبلدي فانا لن احب ارضا او سماء غير التي تغطي وتحمل شعبي وناسي الذين ذبحو بدم بارد دون ان ترمش جفن او ترتعش يد قاتليهم ومن حرض على ابادتهم احياء، واغتصب ارضهم و اموالهم واعراضهم وحاول طمس تاريخهم العتيق ساعيا لاحتلال حاضرهم،
لقد انطلقتُ للبحث والنظر في هذا البلد البعيد (ايران ) وحقيقته الاقتصادية في ظل الحصار الاقتصادي المضروب لاربعة عقود، لارى ماذا لديهم حقيقة وصدقا وجدتُ عالما موازيا لعالمنا كله ،وجدت نهضة اقتصاديه فذه في كل المجالات الزراعية والصناعية والطبية والتعليم والطاقة المتجدده النظيفة وجدتـُ تاريخا عتيقا وجدتـُ ارضا لاتشبه ارضنا واناس يشتركون معنا في كل مكارم الاخلاق بل احيانا يتفوقون علينا فيها
وجدتـُ احدث ماتوصلت اليه التكنلوجيا في كل المجالات مع استعداد فطري للتعاون في تلك المجالات الانسانية الغير محرمه يعني!!!
حقيقة لقد استفاد هذا البلد من فترة حصاره الاربعينية فكانت حضارة ولم تكن تيها في تطوير كل المجالات الصناعه والتجاره والهندسة الزراعيه والطب والهندسه والتكنلوجيا والاقتصاد.. مستفيدين من مقوماتـُ الطبيعية والصناعية وطوعوها لمصلحتة وطنهم لا صادر ولاوارد حتى حققو الاكتفاء الذاتي (self sufficiency) في تصنيع احتياجاتهم الاساسية ومؤخرا درجوا على تصديرها للدول المستعده للتعاون الدولي الايجابي في شكل علاقات بينية ايجابية متطوره تسهم في تطوير ورفعة الاقليم المحيط والبعيد وهذا وضح جليا في مؤتمر طهران الاقتصادي (اكسبو 25 المؤتمر الايراني الافريقي) والذي ايضا ضم جل دول التعاون الخليجي وقد نشأت فيه حزمة شراكات وتفاهمات اقتصاديه ضخمه، بالتاكيد ان تاكدتْ ستدفع بقوة للامام بالاقتصاد الايراني والدول الشريكه وعليه انهزمت فكرة الحصار وتراجعتْ وحل محلها التعاون الاقتصادي الامريكي الايراني الذي تحدث عنه مؤخرا الرئيس ترامب.او الادارة الامريكية
اذا عليه نستطيع ان نرى بوضوح تجليات سياسة المصالح الاقتصادية ( لامدنية ولاعسكرية ولاحرية ولا ديمقراطية) ده كلو طلس ×طلس بس. هي سياسة المصالح وحسب.
عليه تاكدتُ بنفسي من واقع النظر المباشر واختراق حجب المحرمات الغير مؤسسة ان التخويف من اجل الابعاد ، لن يحقق المصالح الاقتصاديه المشتركة،
كالتي اشعلت عندنا الحرب .. فالتجربه دوما هي خير دليل وبرهان (اصحا يابريش)
نعود ونفتح ملف تعاوننا الاقتصادي الدولي مع الامارات ونسبة صادراتنا مها سنجد ان الصادر الوحيد لها وهو الذهب الذي وصل الى80% هذا غير الشرِكات الخاصة بالإضافة لحجم الاستثمار الوطني بها، وان نسبة التسهيلات التجارية الكبيره التي توفرها الامارات لكل الشرِكات والشرَاكات في التجاره الدولية مما جعل منها مركزا تجاريا متقدم (جبل على) ولكن رغم ذلك…
لم تكن تلك الدويله تتمتع بالافق الواسع بحيث تحافظ على علاقاتها الدولية الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية وخلق مناخ متوازن لانفاذ مصالحها وخلق بيئة صالحة في كل ذلك وخصوصا مع السودان بما يضمن مصالح البلدين بل جنح بها الغرور وقصر النظر بعيدا نحو فكرة انتزاع حقوق المواطنه بالتدخل في الشؤون الداخلية للاخرين وذلك عبر بوابة التآمر والتخابر الدولي وانتزاع الحقوق وفق ذرائع اوهن من خيط العنكبوت فخلطت الاوراق وفقدت البوصلة تماما فكان الفشل والخسران حليفها الدائم في كل النواحي (الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الرسمية والشعبية) ففشلت في (المحافظة على مصالحها بالخارج) وفشلت تبريراتهم الغير دقيقه، بحسب تصريحاتهم الفطيره الغير مسؤوله وغير مقنعة ،والتي في الاساس كان يمكن تحقيقها وتطويرها عبر بوابة التعاون الدولي والاستراتيجي طويل المدى والدبلوماسية الشعبية!!،
(سبحان الله)!
هذا من جهة ومن جهة أخرى ارتضت لنفسها ان تكون مخلب قط لدول عظمى لم ولن تقدر يوما لهم تلك المساعي وتلك التضحيات الجثام التي قدمتها الامارات والتي وصل بها حد العزة بالاثم والفجور في الخصومة ان افقدتها خيرة ابنائها من ضباط وجنود وشباب وسمعة بين العربان مما شوه صورتها في مجلس دول التعاون الخليجي وبين شعبها وكل ذلك املا في نظرة رضا ولتعطى دورا في الخليج يفوق قدراتها فهؤلاء ينطبق عليهم مقولة الشريف حسين الهندي طيب الله ثراه (بأن هنالك أناسٌ تفوق طموحاتهم حدود مقدراتهم !!)
تراهم اناس لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب افسدو الحياة السياسية والاجتماعية لتقاصر وتقزم مقدراتهم امام طموحاتهم فالعلاقة عكسية من الاساس
مما لم يجعل للولايات المتحده الامريكية في زيارة رئيسها ترامب الاخيرة لبعض دولة الخليج له الخيار والمجال الا ان يضعها في ذيل قائمة الدول التي يود زيارتها بالخليج العربي نظام (ترضيه) حيث كانت في الترتيب الاخيرة بعد ارض الحرمين المملكة العربية السعودية ودولة قطر الخير،
وحرمها حتى من شرف اعلان رفع العقوبات الامريكية عن سوريا فاعلنها من الرياض بدلا عن ابوظبي مما ازعج محمد بن زايد ايما ازعاج فهو بالتاكيد العبد الصالح والقوى الامين لكل ماتطلبه امريكا واسرائيل وستطلبه ونشهد له بانه الاكثر اجتهادا واخلاصا وانبطاحا في ذلك وطالما كان يدهم التي يبطشون بها في الاقليم العربي والافريقي ،
ولكن للاسف لقد خيب ترامب توقعاته واعلنها داوية من بلاد الحرمين ارض الرسالات والانبياء والتاريخ متخطيا بن زايد وآله دون الاكتراث لحدتْ الاحتقان العنيفة التي اضحت تطاردهم كدويله في المنطقه العربيه والافريقية والدوليه قاطبه..
ففي الوقت الذي كان ينتظر بن زايد ان يُكافؤ على (انتهاكه لحقوق الانسان والحيوان والبيئة) ،وتخريبه للحياة المدنية وطمسه للهوية الوطنية للدول العريقه الاصيلة عربية كانت ام افريقية، ممنيا نفسه بشراكة استراتيجية مع امريكه ، تركته امريكة واعتمدت بلاد الحرمين بان الشراكة الاستراتيجية محفوظة للرياض وعاش الملك.
( الكبير يظل كبيرا مهما فعل ام لم يفعل).
لهذا ولغيره طالما كان ينصح الرجل الاقتصادي صاحب الطراز الاقتصادي المتفرد الشريف حسين الهندي طيب الله ثراه وزير المالية السابق بضرورة الاتجاه شرقا نحو دول يمكننا ان نحقق معها مصالح متوازنه،
دول تعرف معنى التعاون الدولي
يجب ان نبحث عن علاقات لاطعن فيها ولا لعن لسيادتنا الوطنية وهيبتنا السيادية.
دول تعترف بحق الشعوب في التملك والتنقل وحق الحياة الكريمه وهي كثيرة
ماعلينا الا الانتقال شرقا ماضاق بنا غربها.