رأي

مواقف متسقة!

إبراهيم عثمان

لم يكن مفاجئاً انضمام د. علي الحاج لحملة الميليشيا الهادفة لعرقلة عودة المواطنين إلى اللعاصمة. فهو يسير في ذلك ــ كعادته منذ سنوات ــ وراء “تقدم/صمود”،  ولو لم تفعل “تقدم/ صمود” ذلك لما اتسقت مواقفها، ولما كانت هي هي، ولو لم يتبعها علي الحاج لما كان هو هو!

وقد أخذ اتساق مواقف قادتها من قضيتي التشريد والعودة الشكل التالي:

١. لم ينأوا بأنفسهم عن *”دعم التشريد”* بالحجج الواهية، ولذلك يقتضي اتساق مواقفهم ألا ينأوا بأنفسهم عن دعم حملة “مناهضة  العودة” بالحجج الأوهى!

٢. دعموا *حماية الميليشيا* في البيوت على حساب المواطنين، فكان طبيعياً أن يدعموها في مطالبتها بحظر الطيران، بحجة الحرص على *حماية المدنيين*!

٣. *تهربوا من الحديث* عن استخدام المنازل كثكنات ومخازن سلاح، ولذلك ألزمهم الاتساق أن *يتحدثوا كثيراً عن تجريم مقاومة ذلك* بالفعل أو بالقول!

٤. وضعوا شروطاً للإخلاء *ترهنه بنهاية الحرب*، وتبقي الميليشيا وسلاحها في المنازل إلى ذلك الحين، وكان من المتوقع أن يغطوا ذلك بمحاضرة الناس عن *حرصهم عليهم!*

٥. لم يشاركوا المواطنين *غضبهم بالاحتلال*، فكان الامتداد الطبيعي لهذا الموقف هو ألا يشاركوهم *فرحتهم بالتحرير*!

٦. *قللوا من خطورة احتلال البيوت*، خدمةً للميليشيا. ولذلك لم يكن مستغرباً أن *يضخموا أهميتها* ليفسروا بها الاحتفال بالتحرير بعيداً عن المغزى السياسي للاحتفال!

٧. حاولوا تصوير الفرحة *كفرحة محايدة*، معزولة عن الموقف من *المحرِّرين والمحتلين*، فكان لزاماً عليهم ان يمضوا خطوة إلى الأمام  *ليحرضوا* الناس على المحرِّرين و *ليقربوهم* من المحتلين!

ومع ذلك يقتضي الإنصاف أن نقر بأنهم لا يرفضون العودة وتطبيع الوضع “بالمطلق”، بل فقط يرهنونها بعودتهم مع الميليشيا، وتطبيع وضعها ووضعهم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى