رأي

من المسؤول عن الحرب وتبعاتها؟

د.إبراهيم الأمين 

الحرب ظالمة و مدمرة و الدليل كثرة ما يواجهنا من أزمات كثيره و متنوعه معظمها صنعناه بأيدينا أو بسكوتنا عن ما يرتكب من جرائم و انتهاكات محرمة دينياً و وطنياً، أفرزت الحرب اللئيمه و ما نتج عنها من قتل على الهوية و دمار ممنهج لم يسلم منه البشر و الشجر و الحجر و التاريخ.

أسباب هذه الكوارث الصراع على السلطه و العلاقات غير السويه و المتأرجحه بين أهم أطراف الصراع، المكون العسكري و المكون المدني.

هنا يجب أن ننتبه إلى أن كل الانتفاضات العظيمه التي حدثت في السودان وُظفت نتائج مخاطبتها لمصلحة أطراف النزاع بدلاً عن السلام الدائم و مصالح البلاد العليا، اضافه إلى انها لم تكن اتفاقيات دائمه و راسخه، بل هدنه حققت وقف مؤقت لحربٍ متجدده.

اتفاقية عام ٢٠٠٥:

و هي اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا بين الحركه الشعبيه و الحكومه، أنهت أطول حرب أهليه في افريقيا و لم تحقق السلام الدائم!

استمرار الصراع حول مستقبل الاقاليم لتي تم اخراجها من اتفاقية نيفاشا مهد لاستدامة الصراع، و الغريب ان هذه الاقاليم لم تكن جزءاً من جغرافيا جنوب السودان، و المناطق هي: منطقة أبيي، منطقة جنوب كردفان (جبال النوبه) و النيل الازرق… علماً بأن أبيي تعتبر منطقة نزاع بين شمال السودان و جنوبه.

إدخال المناطق الثلاثه في النزاع مع جنوب السودان رفعت مساحة الجنوب من ربع مساحة السودان إلى ما يساوي ثلث هذه المساحه … و إدراج هذ المناطق في الاتفاقيه أدى الى استمرار الحرب لسببٍ بسيط وهو أن هذه المناطق كانت محور خلافات كبيره بين اطراف النزاع للتباين في تركيبتها السكانيه و التوزيع الجغرافي و الموارد.

هنا يجب أن ننتبه إلى أن ادراج المناطق الثلاثه في الاتفاقيه دون ايجاد حلول مقبوله لها زاد من تعقيد الوضع السياسي و الامني في السودان … و هي مناطق غنية بثرواتها المتنوعه، لهذه الاسباب اصبحت مجالاً للنزاعات و الحروب  بين مكونات السودان المختلفه…

و زاد من تعقيد الازمه انفصال الجنوب و الخلافات حول المناطق المشتركه بينه و بين الشمال التي اصبحت محلاً للنزاع و تبادل الاتهامات، هنا يجب أن ننتبه إلى أن السلام المنشود والاستقرار لم يتحققا.

الاتفاقيه التي تم توقيعها عام ٢٠٢٠ بين الحكومه الانتقاليه و الحركات المسلحه لم تقدم حلولاً شامله، نعم كانت اتفاقيه تمثل خطوه مهمه نحو السلام في السودان و لكن الصراع السياسي والتأرجح في المواقف بين الاطراف الموقعه عليها قد عقّد من الأزمه بالصوره المؤلمة التي نعيشها الآن. للخروج من الأزمه يجب أن نعترف أن الوضع في البلاد أصبح أكثر تعقيداً و يحتاج إلى حلول جذريه بمشاركه واسعه و رؤيا صادقه و مشروع وطني يتم التوافق عليه و الالتزام بتنفيذه.

و هذا ما سنتعرض اليه في المقال القادم  انشاءالله…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى