الأحداث – تقرير
في غضون الفترة الماضية وعقب اندلاع الحرب في السودان نشط مسؤولون سودانيون في زيارات إلى موسكو ناقشت التعاون في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية وأوجه التعاون وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، تلك الزيارات كسرت الجمود في علاقات البلدين التي تسببت فيها حكومة الفترة الانتقالية بقيادة حمدوك بسبب اتجاهها لتمتين علاقاتها مع الجانب الأمريكي وتجاهل الجانب الروسي في خططها نحو الانفتاح على العالم الخارجي، اتجاه حكومة حمدوك نحو الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية تسبب في فتور واضح في العلاقات السودانية الروسية.
تطورات علاقة
منذ فترة ابتدر مسؤولون سودانيون زيارات إلى موسكو لتنشيط العلاقات مع السلطات الروسية، الزيارات ابتدرها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار وزيارة لوزير المالية جبريل إبراهيم وأخيراً مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أمن مفضل أحمد إبراهيم، رغم أن زيارة الأخير إلى روسيا كانت في إطار مؤتمر يجمع قادة المخابرات الدوليين إلا أنه ناقش مع مسؤولين روس الأوضاع في السودان، وقدم شرحاً للحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع والانتهاكات المروعة التي ارتكبتها بحق المواطنين، سبقه لقاءات عقار وجبريل مع مسؤولين في الحكومة الروسية مضت في ذات الاتجاه، وناقشت التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية وضرورة مساندة السودان في المحافل الدولية، وامتدحوا مواقف روسيا الداعمة للسودان في مجلس الأمن والرافضة للتدخلات الخارجية في السودان واحترام سيادته.
في خضم تلك التطورات في علاقة الخرطوم وموسكو حطت، الأحد، طائرة الممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في مدينة بورتسودان للقاء عدد من المسؤولين في الحكومة السودانية في زيارة تمتد ليومين، جدول زيارة المسؤول الروسي الرفيع يحوي لقاءات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ونائب القائد العام للجيش الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ووزير الخارجية ووزير المعادن ومسؤولين في الحكومة.
تذليل عقبات
بوغدانوف ابتدر لقاءاته في بورتسودان بلقاء وزير المعادن.
وأكد وزير المعادن السوداني محمد بشير عبدالله، متانة العلاقات الثنائية بين السودان وروسيا، وقال خلال لقائه بمدينة بورتسودان (الأحد)، بوغدانوف إن السودان يتطلع لمزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية وتطوير مجالات الاستثمار وفتح آفاق جديدة لرجال الأعمال في البلدين، مشيراً إلى أن السودان يتعرض لعدوان كبير من دول جارة، وأضاف «كنا نعتقد أننا أصدقاء إلا أنها ساهمت مباشرة في تأجيج النزاع وهذا الأمر أصبح واضحاً للجميع حتى المجتمع الدولي أصبح يدرك هذا الأمر» .
وكشف وزير المعادن السوداني أن الاجتماع مع الوفد الروسي ناقش الراهن السياسي بالسودان بالإضافة إلى التعاون المشترك والعمل على تذليل كل العقبات التي تواجه التعاون المشترك ببن البلدين، مضيفاً أن اللجنة المشتركة بين البلدين تعمل بصورة مستمرة لتطوير العمل المشترك بالإضافة إلى أهمية اتباع سياسة عدم التدخل في شوؤن الدول الأخرى.
من جانبه أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أهمية التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية وكيفية دخول رجال الأعمال في مجالات الاستثمار المختلفة، وقال ميخائيل إن تعميق الصداقة والشراكة الاستراتيجية ببن البلدين أمر مهم، مشيراً إلى مشاريع واعدة في مجال التعدين.
تهديد سيادة
بالمقابل بحث عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والمبعوث الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا ، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف العلاقات الثنائية بين السودان وروسيا وسبل تعزيز التعاون سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً بحضور وزير الخارجية المكلف السفير حسين عوض علي.
وأثنى كباشي على مواقف روسيا الداعمة للشرعية السودانية، مؤكداً أن كل محاولات المتربصين بمصالح السودان وسيادته واستقراره مصيرها الفشل.
وأكد كباشي انفتاح السودان على كل مبادرات حقن الدماء ولكن في إطار الشرعية والرؤية السودانية التي تضمن وتحفظ حقوق الشعب السوداني كاملة.
وأوضح وزير الخارجية المكلف في تصريح صحفي أن المبعوث الروسي استنكر خلال اللقاء الدعاوى القائمة على المساواة بين شرعية الدولة السودانية والتمرد.
وقال إن اللقاء أمن على دعم روسيا للسودان في مواجهة كل ما من شأنه تهديد سيادته ومصالح شعبه.