مابين مصر وأمريكا والأمم المتحدة، (الأحداث) تستنطق سياسيين وخبراء بشأن التحركات الخارجية الجديدة لحل الأزمة السودانية

قيادي بالكتلة الديمقراطية: مصر قادرة على لعب دور وأمريكا ليست محل ثقة

 

 

الشيوعي: الجهات الخارجية تتخذ من وقف الحرب مطية لتصميم عملية سياسية وفق أجندتها

 

المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية:  هنالك مراجعة للملف الأمريكي بغرض وضع العلاقات الأمريكية السودانية على المسار السليم

 

حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: نرفض أي عملية سياسية خارج السودان

 

برزت خلال الأيام الماضية عدد من التحركات الخارجية الرامية إلى إنهاء الأزمة السودانية ما بين إعلان جمهورية مصر العربية استضافتها لمؤتمر للقوى السياسية والمدنية نهاية يونيو الجاري والتحركات الأممية من جانب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص للسودان رمطان لعمامرة من جانب والدعوة الأمريكية للعودة لمفاوضات جدة من جانب آخر.. ولمعرفة مدى نجاح هذه التحركات طرحت (الأحداث) عدد من التساؤلات على قيادات سياسية وخبراء وخرجت بالحصيلة التالية.

 

الأحداث – آية إبراهيم

 

قطع طريق

وفيما يلي التحرك الأمريكي فقد قطعت القيادة السودانية الطريق أمام الخطوة بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الأمريكي

أنتوني بلينكن مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش حثه فيه بضرورة إنهاء الصراع في السودان بشكل عاجل وإستئناف المفاوضات في منبر جدة، والحاجة إلى حماية المدنيين، وخفض الأعمال العدائية في الفاشر بولاية شمال دارفور.

وحول ذلك رد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بقوله (نحنا لا ماشين جدة ولاجدادة)

وأردف (من يريدنا عليه بالمجئ إلينا في بلادنا ليقتلنا ويأخذ رفاتنا) ودافع عقار عن رفض الحكومة العودة للتفاوض وذكر (نحن لانرفض السلام ولكن تحقيق السلام ينبغي أن يتم بناءً على مرتكزات وأرجع رفضهم لعدم مشاورتهم وتابع (نمشي لي شنو وعشان نعمل شنو وعملنا شنو في المرة الفاتت).

وأيد مساعد قائد الجيش الفريق أول ركن ياسر العطا، حديث عقار، بعدم ذهاب الحكومة السودانية إلى مدينة جدة لاستئناف التفاوض مع مليشيا الدعم السريع.

وأشار العطا إلى أن “مالك أعطى رأي الدولة، وقال مافي جدة ولا هدنة، ونحن نقول له: جيشك جاهز”.

 

مراجعة ملف

وكشف مدير العلاقات الأمريكية السودانية بالمركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية مكي المغربي عن أن هنالك مراجعة للملف الأمريكي بغرض وضع العلاقات الأمريكية السودانية على المسار الثنائي السليم وأنه لا مانع إطلاقاً من العودة إلى مباحثات ثنائية بأجندة تمثل المصالح المشتركة بين البلدين وليس مصالح دول أخرى، مع استمرار الدولة في تطوير العلاقات مع روسيا حسب مصلحة البلاد.

وحول مؤتمر القاهرة قال المغربي لـ (الأحداث)

ليس بالضرورة أن يكون الحل السحري للأزمة السودان ولكنه سيحدث التوازن المطلوب ويمهد لحل سوداني-  سوداني على أرض السودان، ويلفت إلى أن مصر نجحت من قبل في إحداث التوازن واحتضان القاهرة لمؤتمر دول الجوار وتعطيل المخطط الدولي، أيضاً احتضنت القاهرة أول جولات للاتحاد الأفريقي أسقط فيها الإقصاء السياسي الذي حكم السودان ثلاث سنوات.

 

دور أممي

وبحث البرهان مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص للسودان رمطان لعمامرة الدور الأممي في حل الأزمة السودانية.

وقال لعمامرة إن المهمة التي كُلف بها من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تتمثل في تشجيع السودانيين للوصول إلى حل سلمي للأزمة في السودان، وأكد أن الأمم المتحدة تقوم بالتشاور مع كل الأطراف من أجل تقريب وجهات النظر والوصول لحل سلمي.

 

مصالح جهات

ويرى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار أن معظم التحركات الخارجية تعبر عن مصالح جهات أجنبية تتدخل بكثافة في الشأن السوداني وتجد المداخل في قوى سودانية ترتبط بها.

وقال كرار  لـ(الأحداث) إن الحرب نفسها أصبحت وكأنها حرب بالوكالة قياساً على الدعم الخارجي لأطرافها.. عليه فالأمل في نجاح التحركات الخارجية لوقف الحرب محدود لأنها تتخذ من وقف الحرب مطية لتصميم عملية سياسية وفق أجندتها  وهذا الأمر يعيد إنتاج الأزمة السودانية، ولا يعبر عن إرادة الشعب وتطلعاته في تحقيق أهداف ثورته.

 

ترحيب مشروط

وأعلنت جمهورية مصر العربية عن استضافتها مؤتمر لكافة القوى السياسية المدنية السودانية، نهاية يونيو المقبل، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سُبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني – سوداني، يتأسّس على رؤية سودانية خالصة”.

ورداً على الخطوة المصرية أعلنت الخارجية السودانية ترحيبها المشروط بقبولها.

ورهنت نجاح المؤتمر بأن يكون هناك “تمثيل حقيقي للغالبية الصامتة من الشعب السوداني ممن سفكت دماءهم وانتهكت أعراضهم ونهبت ممتلكاتهم” وقالت إن من يمثلهم هي “المقاومة الشعبية”.

وطالب بيان الخارجية بتوضيح هوية الشركاء الدوليين الذين يحضرون المؤتمر وتحديد دورهم مع رفض حضور رعاة مليشيات الدعم السريع.

وأعرب البيان عن رفضه تمثيل أي منظمة إقليمية أو دولية “سكتت عن إدانة مليشيا الدعم السريع”.

ورفض مشاركة الاتحاد الأفريقي وإيغاد “مالم يسبق ذلك تنفيذ خطوات فعلية لرفع تجميد نشاط السودان بالمنظمة القارية مع التشديد بحصر دور المنظمات الدولية المشاركة في المؤتمر بدور المراقب”.

 

استقرار مهم

بدوره ثمن القيادي بحركة العدل والمساواة والكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير حسن إبراهيم فضل أي جهد إقليمي أو دولي لحل الأزمة السودانية بإعتبار أن السودان دولة محورية والاستقرار فيه أمر مهم للسلام الإقليمي والدولي، لكنه عاد وقال: الحل  يجب أن يكون سوداني خالص بحوار شامل شمول الموضوعات والأطراف بمعنى أن الأزمات المتتالية في الدولة الوطنية نتاج طبيعي لعمليات الإقصاء وعدم قبول الآخر.

وأشار فضل لـ(الأحداث) لأهمية الجهود المصرية خاصة وأن القاهرة مدركة لتفاصيل الأزمة السودانية وأنها أكثر قدرة على لعب دور في الحل، وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية على رغم أهمية دورها لكنها ليست وسيطاً محايداً أو محل ثقة.

 

دور طليعي

ويرى الباحث في العلوم الاستراتيجية والعلاقات الدولية د. حسن شايب دنقس أن تحرك الفواعل الإقليمية والدولية تجاه السودان في الوقت الراهن دلالة على أن الخطوة السياسية السودانية مع موسكو لها ما بعدها فمصر لها دور طليعي في مختلف التحديات التي واجهت السودان لذلك توقع تفاعل القوى السياسية مع المؤتمر الذي دعت له مصر.

وقال دنقس لـ(الأحداث) بالرغم من أن الحوار السوداني-  السوداني الداخلي مطلوب إلا أن المتغيرات الداخلية والخارجية تحتم للقاهرة أن تكون حاضرة من خلال المؤتمر إن توافقت كل القوى السياسية أو جُلها على ميثاق سياسي يجمع اليمين واليسار على وضع لبِنات لرؤية وطنية جامعة تعمل على خروج مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة من المشهد السياسي  والعسكري، ولفت إلى أن محاولات مصر لحل الأزمة السودانية مربوط بلعب دور أكبر وفاعل مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

 

تجديد موقف

وجدد الأمين السياسي لحركة المستقبل للإصلاح والتنمية هشام الشواني موقفهم الرافض بشأن أي حديث عن الشأن السياسي السوداني خارج السودان وأن يتم بالداخل، وقال لقد آن أوان أن يكون هذا الموقف واضحاً كخط أحمر لا تراجع عنه، نحن ننتقد القوى العميلة من حلفاء مليشيا الدعم السريع بسبب الدعم المالي الذي يربطهم بالغرب والإمارات.

وأضاف الشواني لـ(الأحداث): لكن مع وعينا بالفرق الجوهري بين مصر وبقية المحاور إلا أننا لا نوافق على أي عملية سياسية خارج السودان بما في ذلك اللقاءات التشاورية والتحضيرية والموقف المصري عليه أن يراجع استراتيجيته تجاه محاولة استمالة قوى بعينها خصوصاً وأن جزء كبير من تلك القوى لا وجود لها في الواقع.

 

Exit mobile version