كيف تفوقت صناعة السيارات الصينية على نظيرتها الأميركية والأوروبية؟

الأحداث – وكالات
أمرت شركة “شيري” الصينية لتصنيع السيارات مهندسيها ومورديها بالسفر على وجه السرعة إلى ساحات الاختبار في تشاويوان بمقاطعة شاندونغ.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، خطط المهندسيون لإصلاح شامل لنظامي التعليق والتوجيه في النسخة الصينية من سيارة شيري “أومودا 5” الرياضية المتعددة الاستخدامات “إس يو في” (SUV) لأوروبا، وهي سوق رئيسية تتوسع عالميا، وتكمن المشكلة في أن السيارة صُممت لشوارع الصين الانسيابية وسرعاتها المنخفضة، أما الآن فعليها أن تتحمل الطرق الأوروبية المتعرجة والوعرة.
وبعد 6 أسابيع فقط، بدأت شيري بشحن سيارة أومودا 5 ذات المواصفات الأوروبية إلى الوكلاء، مزودةً بنظام توجيه جديد، ونظام تحكم في الجر، وفرامل، وإطارات جديدة.
وقال يركاردو تونيلي كبير خبراء ديناميكيات المركبات في شيري، الذي قاد التعديل، “لا داعي للقيام بشيء بهذه السرعة مع شركة صناعة سيارات أوروبية. إنه أمر مستحيل”.
وقدر تونيلي، الذي عمل سابقًا في شركة صناعة سيارات إيطالية وشركة إطارات كورية، أن الشركات الغربية ستستغرق أكثر من عام لتطبيق تحسينات مماثلة في مؤسساتها البيروقراطية نسبيا.
يُجسّد تجديد سيارة شيري “أومودا” السرعة والمرونة الهائلتين لشركات صناعة السيارات الصينية، التي سيطرت على سوقها المحلي -الأكبر عالميا- من منافسين أجانب كانوا مهيمنين في السابق، والآن تتسابق شركات صناعة السيارات الصينية الصاعدة للتوسع عالميًا، وتُعدّ شيري المصدّر الرئيسي.
ويقول مسؤولون تنفيذيون في الصناعة إن شركة السيارات الكهربائية العملاقة “بي واي دي”، أكبر شركة صناعة سيارات في الصين، تُشكّل تهديدا تنافسيا أكبر على المدى الطويل.
تعود هيمنة الصين الناشئة في قطاع السيارات بشكل كبير إلى إنجاز تصنيعي فريد، وهو خفض وقت تطوير المركبات بأكثر من النصف، ليصل إلى 18 شهرًا فقط للطراز الجديد كليًا أو المُعاد تصميمه.
ووجدت شركة الاستشارات أليكس بارتنرز أن متوسط عمر الطراز الكهربائي أو الهجين القابل للشحن من العلامة التجارية الصينية المبيع محليًا هو 1.6 سنة، مقابل 5.4 سنوات للعلامات التجارية الأجنبية.
وهزت هذه السرعة شركات صناعة السيارات العريقة، التي دأبت على إعادة تصميم مركباتها مرة كل 5 سنوات تقريبًا، أو مرة كل عقد لشاحنات “بيك أب”.
وكشف تقرير موسع نشرته رويترز كيف تفوقت شركات صناعة السيارات الصينية على منافسيها العالميين، استنادا إلى مقابلات مع أكثر من 40 شخصًا، من بينهم مسؤولون تنفيذيون حاليون وسابقون وموظفون ومستثمرون في 5 شركات صينية و7 شركات عالمية لتصنيع السيارات، بالإضافة إلى أكثر من 12 خبيرًا في هذا المجال.