تقرير – أمير عبدالماجد
قبل أيام من انعقاد مؤتمر بدولة مصر يضم قوى مدنية وشركاء إقليميين مفترضين ويناقش إيقاف الحرب في السودان خرج قائد الجيش عبدالفتاح البرهان من مدينة أم درمان مؤكداً أنهم دعاة سلام و لا يرغبون في الحرب لكنه عاد وقال إنهم لن يفاوضوا بشكل مهين ولن يذهبوا للمفاوضات إلا بعزة ولن يقودهم أحد من (أضانهم ليفاوضوا)، مشيراً إلى أن الجيش لن يفاوض ويخضع لابتزاز يسلبه هيبته ولا يلبي طموحات الشعب في ظل وجود العدو في منازل المواطنين وفي ظل انتهاكه لحرمات السودانيين يومياً، وأضاف أن عدم التفاوض يشمل الدعم السريع ومن يؤيده في إشارة إلى تنسيقية تقدم التي أصبحت بعد الحرب جناحاً سياسيا للدعم السريع.
اشتداد عمليات
وقال البرهان للجنود والضباط في ام درمان (نرى الانتصار أمامنا كما نراكم الآن)، وألمح لما حدث في سنجة، مؤكداً أن الجيش قد يخسر معركة لكنه لن يخسر الحرب، وخاطب البرهان الوسطاء حاثاً إياهم على بذل جهدهم لجعل المليشيا تخرج من بيوت السودانيين، وختم بأن البلاد لن تسعنا نحن وهم مستقبلاً ما يشير إلى أن موقف الجيش وقيادته العليا يتجه نحو الميدان ولا يعول كثيراً على مؤتمر القاهرة الذي يضم تيارات عديدة من القوى المدنية ودول في الإقليم لبحث إيجاد حل للأزمة في السودان التي دخلت عامها الثاني، ففي الوقت الذي كثر فيه الحديث عن مفاوضات سياسية مرتقبة يتحدث عنها المبعوث الامريكي توم بيريللو وانعقاد مايسمى بمؤتمر القاهرة للقوى المدنية، تنشط الأعمال القتالية في السودان بشكل ملحوظ ومتزايد، ففي الخرطوم على سبيل المثال تجري عمليات عسكرية يومياً في كل المحاور تقريباً فبعد تحرير الجيش، الثلاثاء، لحي الدوحة الاستراتيجي بامبدة وهو الحي الذي كانت المليشيا تتخذ من مبانيه مقراً لإدارة عملياتها غرب وجنوب ام درمان تتقدم قوات العمل الخاص مسنودة بجهاز الأمن والمخابرات نحو عمق امبدة وصولاً إلى منطقة دار السلام التي تتركز حولها العمليات وفي بحري التي لاتتوقف المدفعية فيها عاد الطيران الحربي ليحلق بكثافة فوقها مع اشتداد العمليات العسكرية فيما تحتدم معارك أخرى في المدينة الرياضية الخرطوم وجنوب الحزام حيث يدون الجيش هناك بكثافة.
تحرك واسع
يقول العميد م السر اليعقوبي إن خطاب البرهان يتسق على الأقل في هذه المرحلة مع مايحدث، ففي الخرطوم نشهد بالفعل تحرك واسع في المحاور وإن كان بوتيرة بطيئة لكن التحرك في النهاية ينجح، أما في بقية المحاور في الفاو وسنار وغيرها فالمعارك مشتعلة ولا أعتقد انها ستتوقف لأن تصريحات القائد العام واضحة وبعضها كرره لاكثر من مرة بأن الجلوس مع المليشيا لا يتم تحت الضغط وأن المليشيا يجب أن تنفذ ما التزمت به اولاً وأنه على الوسطاء أن يكونوا جادين لحملها على تنفيذ التزاماتها وما أراه على الأرض أن الجيش يعمل على محاصرة الجنجويد ويخوض معركته فعلياً والقيادة العسكرية لا تتوقف عن بذل جهدها فالبرهان كان في سنار أي أن الرجل يتحرك فعلياً في مناطق القتال، وأضاف “هو لايتحدث فقط عن عدم الذهاب الى المفاوضات واستمرار القتال بل هو يقاتل فعلياً بوجوده في كل المناطق المشتعلة مع جنوده وضباطه ولا أعتقد أن تحركات تقدم أو تحركات بيرييلو ستنتج مفاوضات طالما كانت ضد إرادة الشعب السوداني ولا تستوعب مواقف القوات المسلحة التي تعبر عن شعبها وتقود المعركة الآن ففي كل الأحوال لايمكن القول إن المليشيا مثلاً أو من يناصرونها يعبرون عن الشعب السوداني الذي ذاق الويل على يدهم ويد قواتهم التي نشرت الجوع والخوف وهجرت الناس واغتصبت حرائرهم وقتلتهم ونهبت بيوتهم هذه أمور لا يمكن التساهل معها ومن يطالب الجيش أن يضعها خلف ظهره ويجلس للتفاوض لايعرف هذا الشعب”.
موقف صحيح
الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أحمد عمر خوجلي قال إن الجيش جرب التفاوض فيما يتعلق بالهدن التي رأينا كيف أن المليشيا استغلتها لتعزيز وجودها في بعض المناطق ودخول مناطق جديدة لذا لا أعتقد انه سيدخل مرة أخرى في مفاوضات عبثية هو اختار طريقه وقرر مقاتلة هذا الغزو الأجنبي وهو قرار معظم الشعب السوداني الذي دمرت هذه المليشيا دياره وشردته، لا يمكن القبول بالجلوس إلى مفاوضات تعيد المليشيا إلى السلطة وتسلم البلد إلى من خانوا شعبهم واختاروا مناصرة الباطل وأصبحوا جناحا سياسيا للمليشيا، لا أعتقد أن الشعب السوداني سيقبل بوجود آل دقلو ومليشيتهم أو تقدم ومن ينفذون الآن إرادة بعض دول الإقليم على حساب مواطنيهم وأهلهم، وتابع (برأيي موقف البرهان الآن موقف صحيح لو سألت معظم الشعب السوداني ستجد أن هذا هو موقفه من التفاوض مع الدعم السريع وتنسيقية تقدم، لن يقبل الناس بوجود من أذلوهم وقتلوا احبائهم وسرقوا ونهبوا بيوتهم مرة أخرى لا في المشهد السياسي ولا العسكري، ولا اعتقد أن مايسمى بمؤتمر القاهرة لديه أفق ما للنجاح لأن الجيش طالما كان قراره مواصلة العمليات العسكرية لا اعتقد أن بإمكان هؤلاء فعل شيء ولا حتى المجتمع الدولي الذي لايرى فيما يحدث إلا مصالحه ولن يتحرك بفعل إيجابي فيما يتعلق بالشأن السوداني، ستبقى مواقفه مجرد تصريحات ومحاولات للضغط هنا وهناك لم تسفر عن شيء لانه يتحاشي حتى الآن التعاطي مع الأمور بجدية ولا ينظر إلى الحرب في السودان إلا من خلال زاوية مصالحه”.