عمليات هروب وتمرد.. خيارات “صفرية” للمليشيا في كردفان

الأحداث – وكالات
استيقظت مليشيا الدعم السريع المتمردة المتواجدة باقليم كردفان، صباح السبت، على حدثين مفزعين كشفا أن حديث قائد ثاني المليشيا المتمرد عبد الرحيم دقلو عن التقليل من متحرك الصياد لم يكن سوى خدعة لسوق المقاتلين لمواجهة الجيش في سهوب كردفان، وبدأ لكثيرين أن الأمر أشبه بمخاطرة، إن لم يكن محرقة، ما دفع جنود تابعين للمليشيا في منطقة الفولة للحديث علنا عن صعوبة مواجهة متحرك الصياد، وكان مصيرهم السجن والغرامة، حيث عقدت قادة المليشيا محكمة لهم وزجت بهم في السجن، لكن الإحساس كان قد تسرب لجميع المقاتلين هناك.
الحدث الأول:
جاء الحدث الأول عندما انطلقت مسيرة من الدبيبات وقصفت القائد المليشي سليمان صليب الديك وثمانية من جنوده وأودت بحياتهم في الحال. وأثارت هذه الحادثة الرعب والفزع والخوف وسط عناصر المليشيا هناك والتي أخلت بشكل شبه كامل مدينة أبو زبد وانسحبت إلى مدينة الفولة، بينما راجت أخبار حول وجود مؤامرة وراء مقتل المتمرد القائد صليب الديك, وطالت الاتهامات، القائد المليشي حسين برشم، حيث أشار الاتهام له بأنه يمكن أن يكون قد نقل إحداثيات موقع (صليب الديك) لمتحرك الصياد في إطار صراع داخلي حول زعامة إقليم كردفان.
الحادثة الثانية:
الحدث الثاني، كان بطلته مسيرة أيضا، حيث قصفت رتلا من السيارات في شارع بارا وحولته إلى كومة رماد، وهلك هنالك العشرات من عناصر المليشيا المتمردة في هذه الحادثة، وأوضحت مصادر أن قيادات بارزة بصفوف المليشيا المتمردة بعد هذه الحادثة، بدأت في عمليات هروب كبير من محور مدينة تحت ذرائع شتى، كان آخرهم النقيب خلا راشد محمد إبراهيم الذي طلب إذنا لنقل أسرته من منطقة الشيخ الواقعة في شمال كردفان إلى منطقة دار السلام بشرق دارفور.
حالات هروب أخرى:
حالات هروب أخرى، كان أبطالها المتمردين الفاضل الجبوري وود ملاح، حيث أكدت مصادر وشهود عيان إنهما قاما بحزم أمتعتهم وقررا مغادرة كامل إقليم كردفان وغادروا حسب شهود العيان إلى مدينة نيالا في إقليم دارفور، بينما غادر قيادات أخرى من الماهرية مدينة النهود مع وصول الجيش لمنطقة (أم لبانة).
الأوضاع في كردفان بحسب مراقبين تمضي لصالح متحرك الصياد، مع غموض في مصير عناصر المليشيا مع وصول الجيش إلى مدينة الدبيبات واقترابه من مدينة أبوزبد في محور جنوب كردفان ووصوله في غرب كردفان إلى منطقة (أم لبانة) في إتجاهه لمدينة النهود.
في ظل هذه الظروف تعيش عناصر الدعم السريع المتمردة في إقليم كردفان بين نارين، حيث ترفض قيادات المليشيا تسليحهم ومنحهم عربات قتالية رغم شكاويهم الكثيرة خشيت انضمامهم للجيش، من جهة ويحاصرهم متحرك الصياد من الجهة الأخرى.
محرقة متحرك الصياد:
وحسب مصادر من داخل كردفان، فإن العديد من عناصر المليشيا بالإقليم أدركوا أن قادتهم يريدون التخلص منهم بالدفع بهم لمحرقة متحرك الصياد، وأنهم بالفعل ينتظرون اقتراب الجيش للتسليم، وأكدت المصادر أن الاشتباكات بين عناصر المليشيا لم تتوقف مطلقا، كان أخرها يوم السبت، حيث شهدت مدينة الفولة اشتباكات محدودة في أعقاب الحكم بالغرامة على عناصر بالمليشيا تحدثت عن استحالة مواجهة متحرك الصياد.
واقعيا، فإن معارك كردفان ستنتهي بمجرد تحرير الجيش لمدينتي الفولة والنهود، وهو أمر بات أقرب من أي وقت مضى ويقترب مع شروق كل شمس، ويرى خبراء أن أمام عناصر المليشيا المتمردة من مواطني كردفان فرصة أخيرة للتسليم للجيش قبل مواجهة الخيارات الصفرية، فالانسحاب إلى دارفور ليس مكانا مناسبا لعناصر متهمة أساسا بالتواطؤ مع الجيش من قبل الماهرية في قيادة الدعم السريع، وهو السبب الرئيسي وراء عدم تسليحهم بالأسلحة الثقيلة. كما أن بقاءهم في الإقليم كمتخفين بعد سيطرة الجيش لن يطول كثيرا قبل أن يتم التقاطهم واحدا واحد.
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”