رأي

ستظل فينا خائنا لا فارسا… وظلاما لا نورا

د.إسماعيل الحكيم

*أصبحت لغة العصر.. تخوّن الصادق..وتصدّق الخائن..وأصبح السودان رخيص في نظر الخونة من أبناءه وهو الذي صنعهم على حين غفلة حتى نقلت إلينا الوسائط والقائمون على أمرها أن المدعو فارس النور يعرِض 100 طن من الصمغ العربي المسروق من أهل النهود في الكاميرون..ففي زمن الفتن، تتعرّى الوجوه وتتمايز الصفوف ، وتسقط اقنعة من باعوا أوطانهم بثمن بخسٍ خيانةً وعاراً , يظهر علينا من يدّعي البطولة وهو كالهر يحكي مشية الأسد ، ومستشار المليشيا (فارس النور)، وما هو إلا خائن الظلام، يقف بوقاحة على منصات الخارج ليتفاخر بما نهبته المليشيا من عرق الفقراء والبسطاء من هذا الشعب العظيم

أي نورٍ هذا الذي يسطع على أشلاء القتلى ، وأصوات الثكالى، ودموع الأرامل؟.

*أي فارسٍ هذا الذي لا يحمل سيف العدل ولا ميزان الحق ، بل خنجر الغدر في خاصرة الوطن؟.

*لقد أعلنها صراحةً، دون خجل أو خوف من الله أو التاريخ ، أنه داعم ومساند للمليشيا التي ارتكبت جرائم يهتز لها وجدان البشرية، مليشيا قتلت الأبرياء، واغتصبت الحرائر، ونهبت البيوت، وشرّدت الأسر من مساكنها، ثم احتلتها بوقاحة المنتصر على الضعفاء.

*والخيانة لا تكتمل إلا حين تمتد اليد لسرقة أقوات الغلابة وعرق اليد وكسب الحلال فمن قلب مدينة النهود حيث انتهكت الأعراض وقتلت الأنفس البريئة ونهبت الثروات،وتم تهريب ما جناه البسطاء بكدّهم وسهرهم، ليُعرض في أسواق الكاميرون… وكأن الأمر طبيعي.

وكأن هؤلاء المزارعين لم يسهروا الليالي بين الأشواك وتحت لظى الشمس اللاهبة، وكأن الكادح بلا كرامة، ، والسائق هو صاحب الحق.

*أيها الخائن تذكر أن الله يرى، وأن التاريخ لا يرحم، وأن دموع الأطفال في المخيمات ستكتب شهادتك، وستلعنك الأمهات اللاتي يُقاسين الجوع والحر اللافح بعد أن هجّرتهم مع من ناصرت

تذكر أن الوطن قد يمرض لكنه لا يموت، وأن الشعب قد يصمت، لكنه لا ينسى.

وأن العدالة قد تتأخر ولكنها آتية، ولو بعد حين.

*فيا من سرق ونهب، ويا من خان وأذل، ويا من وقف على جراح الوطن ليغرس فيها سكينه الأخرى.

*أعلم أن الأوطان تُشاد بعرق الرجال، لا بخيانة المتسلّقين الجبناء.

*وأنك مهما رفعت راية للذل والقهر ، رفع الله راية القصاص وستظل في الذاكرة خائنًا لا فارسًا… وظلامًا لا نورًا. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى