د.سلوى حسن صديق
هاتفنا صديق قبل أيام قليلة جزلاً منتشياً أنه قد عاد للحاج يوسف رئة العاصمة.
لم نشأ أن نفسد عليه فرحته و غيره من قوافل العودة الطوعية عبر الواجهة الأشهر منظومة الصناعات الدفاعية، والتي لم تتوقف أو تسد باباً فتحه الله للضعفاء والمحتاجين.
وأنا أتاملهم وأتأمله كدت أهتف مع أبي القاسم الشابي سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء.
أتعجب من شجاعة السودانيين ومسارعتهم للعودة رغم سحابة الحزن التي تظلل السودان والعاصمة علي الوجه الأخص جراء الحمى اللعينة وانتشارها مع استهانة أولي الأمر بالأمر.
تذكرت عبارة كتاب التاريخ الصف السادس أيام دراستنا لماذا فتح محمد علي باشا السودان والإجابة الأشهر من أجل الذهب والرجال . ياترى هل فتحه أم إستعمره ! ؟
ما علينا .
حقا السودانيين (تشمل الرجال والنساء) تتملكهم ويملكون شجاعة نادرة غير هيابين من الموت بكل أشكاله .
دائما حاضرة في ردودهم عبارة (الحااي الله والكاتل الله) يصرفون (الفعل) يحيي على طريقتهم وما تمليه عليهم شجاعتهم. متوكلين حد اليقين متعففين حد الزهد.
هذا شعب يستحق الحياة ويستحق أن يحتفي ولاة أمره بتمسكه بالأرض وحبه لها والذي لم تقهره عاديات الحرب وآثارها المرة.
أعجب من ضمائر من يتآمرون علي السودانيين من بني جلدتهم كيف يحتملون أنات المرضى وحزن الرحيل بسسب المرض اللعين ؟
كيف ينام أحدهم وهو يشارك في جريمة حجب الأدوية أو احتكار فعل ما يمنع وصول الحياة لمواطن ؟
ياترى أي كسب يعدل هذا الجرم ؟ وأي كسب أعظم من إنقاذ مريض أو إستعدال وضع فرضته حرب الأوغاد ؟
يتساءل الجميع أين المنظمات التي تملأ الدنيا في أوقات الرخاء وتضخم الأرقام أو تختلقها أين اختفت والناس حولها أحوج ما يكونون للفعل، لم يشاركوا ولو بمضخة أو محلول (درب) أين ذابت وذابوا كأنما علي رؤوسهم الطير وكما عهدناهم يقلون عند الفزع ويكثرون عند الطمع.. ليتها تسكت ويسكتون معها للأبد وماذا يرجو منها الناس وهي الآن بعيدة حتى عن مظان العمل بل حتی عن المجاملة بالسؤال واللافتات الكذوبة.
أين مسمى لجنة المهنة المرتبطة بالمرض والتي نصبت نفسها شاهداً وقاضياً علي المهنة ؟
لم نسمع لها حسا و لا ركزا ، لا مبادرة ولا حلول ولا علاقات خارجية ولا حتى فاتحة (عزاء ) علي ضحية.
الحمد لله علي وعي الشعب السوداني، فقد عرف الصديق من العدو والخائن من الشريف عرف من يسعي ليقتله ومن يتآمر ليستمر موته .
نسال الله أن يتلطف بالسودانيين أينما كانوا وإن يرفع عنهم البلاء فمثلهم من يستحق الحياة صبرا واحتساباً وستستمر قوافل العودة رغم الداء والأعداء وهي مناسبة لتحية المهندسة أميمة عبد الله مهندسة العودة الطوعية بمنظومة الصناعات الدفاعية ..مزيدا مزيدا ومثلما انحسر طوفان البشر حين غزوا السودان ستنحسر الأوبئة ولو تكاثرت نواقلها مثلهم الوفا ، وستعود البسمة للشفاه أملا في الله وانتظاراً لرحمته.
