الأحداث – عبدالباسط إدريس
من قاعدة وادي سيدنا الجوية أطل رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، بملامح غاضبة وبلهجة حاسمة، وبعث البرهان برسائل جديدة، وكشف عن رفضه توقيع اتفاق آحادي لوقف النار بالفاشر، مؤكداً أن النصر سيكون حليف الشعب وجيشه.
لهجة حاسمة:
أكد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أنهم لن يخضعوا لأي ابتزاز بتفاوض يسلب هيبة وإرادة القوات المسلحة و لا يلبي طموح الشعب.
وشدد البرهان في خطاب بأمدرمان على أنهم لن يتفاوضوا مع عدو يستمر في انتهاكاته ولا مع من يؤيده وواجبهم إعداد العدة للقتال، وأضاف “ونرى الانتصار أمامنا كما نراكم الآن”.
وقال “قد نخسر معركة ولكننا لم نخسر الحرب ولو خسرنا أشخاص فالسودانيون كثر ونحي عبركم صمود الشعب السوداني الحر”.
وأكد البرهان أن كل الشعب السوداني يقف مع القوات المسلحة عدا فئة ضالة تساند الباطل والمليشيا، وأردف “لن نخذل السودانيين ونحن منتصرون وهذا العدو ومن معهم إلى زوال وسنلاحقهم واحد واحد”، وزاد “نحي قواتنا في ام درمان واخواننا في الفاشر وبابنوسة وسنار وكل المحاور قوات مسلحة ومشتركة ومستنفرين”.
وقال البرهان إنهم دعاة سلام ولايرغبون في الحرب ولكن لن يفاوضوا بشكل مهين ولن يذهبوا لها إلا بعزة.
وأضاف “رسالتنا للوسطاء عليكم حث المرتزقة على الخروج من منازل المواطنين وهذه البلاد لن تسعنا مستقبلا أما نحن أو هم”، وتابع “التزامنا أمام الشعب السوداني أن نسلمه الوطن خالياً من التمرد أو نفنى جميعاً كقوات مسلحة”.
ردود وضغوط:
تزامن حديث البرهان مع تطورات عسكرية ميدانية مهمة، حيث تمكن الجيش من تحرير منطقة حي الدوحة بام درمان واستعاد الجيش السيطرة على منطقة الدندر وقام بتحرير منطقة كركوج بسنار ودمرت القوات الجوية فزعاً للمليشيا تحرك من منطقتي الحاج عبدالله وود الحداد كان فى طريقه إلى سنجة لفك الحصار عن عناصر المليشيا، على الصعيد الانساني أدى اجتياح المليشيا لمنطقة سنجة لاجبار حوالى 50 ألف شخص للفرار فى موجة نزوح جديدة يواجه فيها الهاربون وفقاً لتقارير إعلامية الجوع وهطول الأمطار.
من جانب آخر يكشف حديث البرهان عن ضغوط كثيفة يتعرض لها للرضوخ لمطالب مستمرة من الخارج، وهو كقائد عسكرى بدأ من حديثه أنه يدرك المخاطر المرتبطة بتلك الضغوط أو أن التعاطي معها سيقود لنتائج أكثر كارثية عن ماهي عليه الآن ولذلك قال بوضوح إنه لن يذهب لأي مفاوضات تقلل من هيبة القوات المسلحة، مجدداً رفضه لاي ابتزاز، وكشف في هذا الإطار عن رفضه التوقيع على وقف لإطلاق النار في مدينة الفاشر دون أن توقف المليشيا هجماتها وتخرج من المناطق المتواجدة بها، منهياً أي بارقة أمل خارجي في الابقاء على مليشيا حميدتي في المشهد السياسي والعسكري حيث قال بوضوح هذه البلاد لا تسعنا سوياً اما نحن أو هم، مؤكداً قدرة الجيش على سحق المليشيا وفاء لعهده مع الشعب بتسليمه البلاد خالية من هذه المليشيا، داعياً الوسطاء للتحدث إليهم ونصحهم بوقف هجماتهم ودعوتهم للخروج من منازل المواطنين بدلاً عن ارسال الدعوات للتفاوض.
وعلى المستوى السياسي، يبدو أن البرهان يتعرض أيضاً لضغوط خارجية رافضة لخطوته نحو تشكيل حكومة انتقالية مدنية جديدة وتعيين رئيس وزراء، وأنه مايزال يرفض ضغوطا بالحوار مع مجموعة سياسية محددة لتكون أساس للسلطة المدنية وقد سمى البرهان هذه المجموعة “بالفئة الضالة” التي تقف مع المليشيا مخالفة توجه الشعب السوداني الذى يقف ويساند قواته المسلحة.
الوقت للحسم :
يقول المحلل العسكري العميد ركن مامون عثمان ل(الأحداث) إن حديث البرهان من ناحية عسكرية مفهوم تماماً حيث لا يمكن لقائد الجيش وفي مثل هذا الوضع أن يتحدث بغير هذه اللغة ويقف مثل هذا الموقف، مؤكداً أن المؤامرات الخارجية ضد السودان في قمة حشدها وتطوراتها مما يتطلب التعامل معها بعوامل تقود في النهاية لحسم المعركة لصالح البلاد والجيش، ويلفت مامون إلى أن واحدة من هذه العوامل أن يفتح الجيش معسكرات التجنيد والتدريب ويعبئ الموارد البشرية والمادية لصالح النصر وأن يكون الحسم العسكري الذي هو أكبر أمنيات ومطالب الشعب هو سيد المرحلة دون الالتفات لأي شيء يشغل الجيش وقيادته عن هذا الواجب.