أ.د. فتح الرحمن الجعلي
بداية أقر أنني لست صاحب قناعة كبيرة بإمكانات المرأة – عموما- في الشؤون التي تخالف طبيعتها ولو قليلا، وصاحب قناعة لا تتزعزع في أن المرأة ناجحة جدا في شؤونها – خيرها وشرها- وأن المرأة التي تنجح في غير شؤونها فيها نظر؛ فالحركة مابين (التنشئة في الحلية) و(الإبانة في الخصام) تحدد التميز الأنثوي من التميز الذكري!
ذلك لا يمنع أن أستفيد من الفكرة الصحيحة : “لكل قاعدة شواذ” وأقترح أن يقال معالي رئيس الوزراء اليوم قبل الغد ويستبدل بامرأة ممن ينطبق عليهن قول المتنبي:
حَصانٌ مثلُ ماءِ المُزْنِ فيهِ
كَتُومُ السّرّ صادِقَةُ المَقالِ
وما ذلك لعيب في شخص الرجل؛ فالرجل – شخصا – من الطراز الأول، وما زلت أراه من أنسب الرجال لهذه المرحلة، فما دامت هذه قدراته؛ فلا أظن في الساحة السياسية شخصية ( رجل) غير معطوبة ولا مطعون فيها ومجمع على قبولها؛ لنقدمها بديلا عنه.
البروفيسور كامل إدريس رجل من ( ماركة) رؤساء وزراء ( زمان) الذين عاشوا في عصور السياسة المتحلية ببعض القيم -حقا أو كذبا- وجاء في زمن السياسة التي لا تعرف القيم، وتنطلق من بريق الذهب، وتهتدي به، ووجوده الآن في عالم السياسة مثل الطالب المثالي في وسط ( عتاولة) الفصل، لن تنفعه صفاته التي قدمته في حقل الشطارة والمثالية؛ فإذا قال ضحكوا عليه، وإن فعل سخروا منه، وليتهم يقفون عند هذا الحد، فهم يصنعون له المقالب، ويضعون له المتاريس؛ ليظهر فاشلا، وغالبا ما ينجح مثل هذا الفعل السيء!
كامل ( مسكين)!
هذه المرحلة تحتاج لشخصية قوية وواقعية، حدود مثاليتها في شخصيتها الخاصة لا العامة، فإن أمسكت ملفا أجادته بحزم، وأول من تحزم نفسها التي بين جنبيها، وأرانا سنجدها في عالم النساء، ففيهن نماذج قادرة على الفعل ينتمين لمدرسة الدكتورة فاطمة عبد المحمود، والبروفيسور سمية أبو كشوة!
المرأة في مجتمعنا شخصية قوية إن أعطيت السلطات داخل البيت أو في الحياة العامة، ومنصب رئيس وزراء مما يناسبها من المناصب إلى حدٕ ما.
لعلنا نجرب هذه الوصفة فعالم الرجال قد خبرنا ما فيه، ومنينا فيه بالفشل المرة تلو الأخرى، و لاشك أن هناك عوامل أسهمت في ذلك ربما لا تواجه المرأة بالحدة ذاتها، أعني ما وفق الشاعر العراقي محمد المهدي الجواهري في التنبيه إليه حينما قال:
لا تنسَ أنكَ من أشلاء مجتمع
يَدينُ بالحقد ِ والثارات والدَّجَل ِ
حرب ٍ على كل موهوب ٍ وموهِبة
لديه ، مُسرَجة الأضواء والشُّعَل ِ
رئيسة الوزراء
