رأي

حرب الهند وباكستان حرب شملت السماء والسايبر والضمير

 

عبدالعزيز يعقوب

في مايو 2025، اشتعلت شرارة جديدة من الصراع بين الهند وباكستان، لكن الحرب هذه المرة لم تكن على غرار ما سبقها. فقد تجاوزت حدود كشمير، وسرعان ما تمددت إلى السماء، والمجال السيبراني، ومسرح الإعلام، لتكشف عن مرحلة جديدة من الحروب المركّبة، التي تشترك فيها الطائرات، والخوارزميات، والرسائل النفسية، في آنٍ واحد.

من شرارة بهلغام إلى نيران الحرب، بدأ كل شيء بهجوم مروع استهدف حافلة تقل سياحًا هنودًا في بلدة بهلغام، بكشمير، أودى بحياة 26 مدنيًا، واتُّهمت جماعة “جيش محمد” بالتنفيذ، بدعم غير مباشر من جهاز الاستخبارات الباكستاني (ISI). وفي مشهد يعيد إلى الأذهان أحداثًا شبيهة سابقة، تحركت الهند سريعًا عبر عملية عسكرية موسومة بـ”سِندور”، استهدفت مواقع قالت إنها لمعسكرات تدريب داخل الأراضي الباكستانية.

لكن باكستان لم تكتفِ برد تقليدي، بل فاجأت العالم. ولأول مرة بالطائرات الصينية في سماء المعركة، أظهرت القوات الجوية الباكستانية براعة لافتة، حيث استخدمت مقاتلات J-10C صينية الصنع، مجهّزة برادارات AESA وصواريخ PL-15 بعيدة المدى، مكنتها من الاشتباك مع الطائرات الهندية قبل دخول مجال الخطر المباشر. النتيجة كانت صاعقة، خمس طائرات هندية أسقطت — بينها 3 مقاتلات رافال فرنسية، ومقاتلة سو-30MKI روسية، وأخرى من نوع ميغ-29 — مقابل صفر خسائر باكستانية. لم يكن ذلك محض صدفة، بل ثمرة تنسيق استخباري وتقني شديد الدقة.

دور الاستخبارات الباكستانية الحروب غير المرئية، لعبت وكالة الاستخبارات الباكستانية (ISI) دورًا مركزيًا في إدارة الصراع، قبل وأثناء وبعد اندلاعه. بداية من الدعم الاستخباري واللوجستي لقواتها المسلحة، إلى تنفيذ عمليات ميدانية متقدمة لجمع معلومات عن التحركات الهندية، مكنت القوات الباكستانية من التخطيط للضربات الجوية بكفاءة عالية.

لكن العمل الاستخباري لم يتوقف عند الأرض، بل امتد إلى الفضاء السيبراني.

باكستان شنت حملة سيبرانية منظمة استهدفت البنية التحتية الهندية، فتعطلت شبكات اتصالات، واختُرقت منصات حيوية، مما أحدث شللاً مؤقتًا في استجابة الجيش الهندي.

الذكاء الاصطناعي… في خدمة التضليل

في موازاة الضربات العسكرية، أطلقت باكستان حملة إعلامية محكمة، استخدمت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو وصور مفبركة (deepfakes)، تبرز خسائر مبالغ فيها في صفوف الجيش الهندي، وتبث الشك داخل الجبهة الداخلية. وسائل التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى ساحة حرب، حيث انتشرت الروايات المتضاربة، وتلاشت الحقائق بين الضجيج والتزييف.

معركة الإرادة… وشبح السلاح النووي

باكستان، التي لطالما وُصفت بأنها الطرف الأضعف عدديًا وتقنيًا، أظهرت في هذه الحرب وجهًا جديدًا، يخلط بين الذكاء الاستخباري، والتطور التكنولوجي، والضربات الاستباقية. أما الهند، فرغم قوتها العسكرية الضخمة، وجدت نفسها في وضع دفاعي محرج، وسط ضغوط داخلية وخارجية تطالب بتفسير الفشل.

الهواجس الكبرى كانت، وما تزال، كامنة في الخلفية:ثلاث دول نووية تتقاسم حدودًا ملتهبة — الهند، باكستان، والصين — وأفغانستان المحاصرة بالحياد، وهي تتابع هذا الصراع النووي المهيب بأعين القلق.

سؤال المرحلة: أي حروب تنتظرنا؟

لم تعد الحروب في القرن الحادي والعشرين تعتمد فقط على الجيوش والحدود.، وهنا يبرز سوال أي حروب تنتظرنا؟؟ الحرب اليوم هي خليط من السلاح، والمعلومة، والانطباع العام. وقد كشفت مواجهة مايو 2025 أن “المنتصر” قد يكون من يمتلك القدرة على الجمع بين الطلقة والرواية، بين الرادار والشبكة، بين الحقيقة والصورة.

باكستان لعبت هذه الورقة بإتقان، لكن هل سيكون هذا النصر بداية لتوازن رعب جديد؟ أم أنه مجرد فصل آخر في مسلسل الصراع المزمن الذي ينتظر اشتعاله القادم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى