رأي

حرب المسيرات.. الوقوع في فخ ضخ المعلومات والتشكيك في الجيش والمسؤولين

 

لواء ركن بحري د. إسماعيل أبو شوك

معلوم للجميع كيف بدأت الحرب، وكيف سارت، وماهي نتائجها حتى الآن، وكيف ان المليشيا المتمردة ليس لها سقف في الانتهاكات، من سرقات واغتيالات وقتل وتشريد وتعذيب وتجويع، واغتصاب، واسر واختطاف، واحتلال للمنازل والاعيان الحكومية، وتدمير ممنهج لكل شيء. فليس هناك جديد. وحرب الكرامة مستمرة الى حين تطهير البلاد من آخر مليشي ومتعاون.

ومعلوم ان الانتصارات التي تحققت، لم تتحقق الا بعون الله وفضله، ثم بتخطيط وتنفيذ وثبات القوات النظامية (جيش جهاز شرطة واحتياط)، ومساندة الشعب السوداني بكل فصائله قوات مشتركة، ومقاومة شعبية، ومستنفرين، ومجاهدين، ودعوات، وَأموال من كل الشعب السوداني.. هذا الالتفاف الذي حير العالم وأخاف الخونة والمتعاونيين. وستستمر الانتصارات إذا حافظنا على ذلك.

إذن ما الجديد.

الجديد هو المحاولات المستميتة للاعداء والخونة والمتعاونيين الداعمين للتمرد وازياله لفك هذا الارتباط والالتفاف بين القوات النظامية ومسانديها، وبقية الشعب الصابر المصندد المحتسب، واستدراجه للتبرع بالمعلومات التي أصبحت شحيحة جدا للعدو، ولا يستطيع الحصول عليها، بما يقوم به الجيش ومسانديه من إجراءات لتضييق الخناق عليه وسد الثغرات.

لنضرب أمثلة لذلك.

التصوير والتعليق

ضربت مسيرات العدو سد مروي.. وسرعان ما انبرى عدد من المواطنين لتصوير الحدث ونشره في القروبات المملوءه بالمتعاونيين والخونة. ثم التعليق أسفل الصور،، ثم ارسال الصوتيات شرحا لما تم. فمثلا ارسل أحدهم ان الإصابة لم تكن كبيرة،، وأن التيار الكهربي سيعود لنهر النيل، امدرمان خلال ساعات، وأن الضربة لم تؤثر في الخطوط المغذية لهاتين المنطقتين.. ولا أريد أن اتهم المعلقين والمتبرعين بالمعلومات و المصورين للحدث،، ولكن لو افترضنا انك متعاون أو متمرد، أو خائن وتسللت لهذه القروبات، حتما ستستفيد من هذه المعلومات وتقوم بتصحيح كيفية الضربة التالية والهدف التالي.

ولذلك نشاهد اليوم الضربة في عطبرة….. ولكن لم يتعظ الناس من سيل المعلومات التي اغرقوا بها القروبات، بل عاودوا مرة أخرى للتبرع، بأن الضربة غير مؤثرة وانها في المكان الفلاني وبالقرب من المكان الفلاني، وأن التيار الكهربائي سيعود بعد ساعات للمناطق التي قطع منها.. إذن مرة أخرى سيعاود العدو، وبناء على هذا التصحيح هدفه التالي.

بل تمادي البعض بالهجوم على الجيش وعلى ولات الولايات يطالبون باقالتهم، ولم يطالبوا الذين يتبرعون بالمعلومات بالكف عن ذاك الاذى، ولم يطالبوا الولات بإصدار لوائح قانونية تمنع التصوير والحديث عن أماكن الاستهداف ولم تجرم المتبرعين بالمعلومات سواء كان تبرعهم بحسن نيه أو سوء نية،، أو سذاجة، أو مجرد مشاركة في قروب لاثبات سبقهم بالصورة أو المعلومة.

أيها الأخوة والأخوات، الابناء والبنات، الشيب والشباب، الأفاضل، اعلموا يقينا ان 90 ٪ من المعلومات تستقيها وكلات المخابرات من الميديا..، وانتم تتبرعون بكشف حالكم في الميديا. كل شيء حايم في القروبات ووسائل التواصل الاجتماعي. وقد كثر التنبيه من خطورة هذا المسلك والتصرف،، ولكن لاحياة لمن تنادي.

يا شرفاء حرب الكرامة، يا أيها الشعب النبيل، اما آن نغير سلوكنا.

أوقفوا الحديث عن الأماكن التي يستهدفها التمرد،

اوقفوا تصوير هذه الاماكن.

اوقفوا صور متحركاتنا الان.

تحدثوا في القضايا المهمة الان وهي

صور استهداف المدنيين وقتل الأبرياء.

صور المتعاونيين والداعمين للتمرد.

شكوى السودان للامارات، وتكثيف صور معاونة الإمارات ودول الجوار للتمرد.

تعضيد التكاتف والالتفاف الشعبي حول قواته النظامية . تعضيد لحمة الشعب السوداني، واهتمامه بحرب الكرامة حتى آخر متمرد ومتعاون.

واحذروا والمندسين وسطكم،، الذين يسألون أسئلة تستفزكم وتخرجكم من يقظتكم وثباتكم ووحدتكم.

وإذا وصلتكم صورة عن مكان استهدفه العدو الان،، لا تنشروها،، احتفظوا بها،، لأن من ارسلها يستغلكم لتساعدوه على النشر.

واعلم أن الأمن مسؤولية الجميع،، فكن انت القائد.

الله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى