انكسار (تقدم)

علي عسكوري

*لم تكن جماعة (تقدم- قحت) واثقة من شىء في أي يوم, ف(تقدم) هي الإبنة مجهولة الأب التي تبناها وأشرف على رعايتها المجتمع الدولى, ومع كثرة المشرفين والحاضنين لها، لم تعد تقدم تعلم في أي إتجاه تسير، ولذلك وجد المشرفون عليها أنهم مضطرين للاجتماع كل مرة لتوضيح الطريق لها لأنها – حسب تنشئتها- عاجزة عن التفكير لنفسها لذلك سرعان ما تتوه وترتبك وتخلط الأوراق, وهكذا اصبحت الاجتماعات الدورية الراتبة ضرورية لتوجيهها.
*رغم ذلك هنالك أمر وحيد تثق تقدم في صحته وتعلمه تماما، وهو رفض الشعب السوداني في الداخل والخارج لها, هذا أمر تعلمه ويعلمه سدنتها.
*و بدلاً من أن تراجع تقدم خطل مواقفها التي تسيرعكس المواقف الوطنية المتمثلة في رفض الشعب للمليشيا ومطالبته بسحقها، سافر بعض الدراويش من قادتها إلى بريطانيا لمطالبتها بتبني تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن لفرض حظرعلى الطيران وإرسال قوات أممية ومنع الصادرات وغيرها من الاجراءات الأخرى لخنق البلاد ومن ثم إضعاف قدرتها على الدفاع عن نفسها وبذلك تتمكن المليشيا من الانتصارعسكريا ومن ثم عودة قحت للحكم تحت حراسة الجيوش الأجنبية.
*لا أدري لماذا قام هؤلاء الدراويش بهذه (اللفة الطويلة) وكان بأمكانهم أن يطالبوا العالم صراحة بحملهم إلى السلطة كوكلاء له بعد أن يجهز جيشا غازيا ليقهر به الشعب السوداني وجيشه, وطالما كان هدف تقدم واضحا لم يكن هنالك مبرر لهذه (اللفة الطويلة) ومحاولة الإختباء خلف مصطلحات أصبحت معانيها ومضامينها معروفة للجميع.
*واجه قادة تقدم رفضاً شعبياً واضحاً في لندن وكان الموقف بمثابة فضيحة مجلجلة أمام أنظار المشرفين والعالم, ولقلة حيائها ونضوب ماء وجهها لم يرعو قادتها ويعودوا إلى الجادة، بل استمرأوا الاستمرار في مشروعهم وواصلوا اجتماعاتهم في أوروبا استكمالا لخطتهم لوضع السودان تحت الوصاية وأوصلوا الأمر لمجلس الأمن متوقعين صدو قرار بإرسال قوات أممية تحقق لهم هدفهم بالعودة للسلطة تحت بند حماية المدنيين.

*كانت تلك هي أخر محاولاتهم للعودة للسلطة على ظهر طائرات ودبابات مجلس الأمن, الآن إنتهت المحاولة إلى بوار كبير واسقط في يدهم.
*هكذا كسرت جسارة ووطنية السودانيين في الداخل والخارج جماعة تقدم وساقتهم إلى مزبلة التاريخ حيث مصير العملاء وخونة الأوطان, انفض سامر داعميهم الاقليمين والكل ينادي أنج سعد فقد هلك سعيد.
*رغم كل ذلك علينا الحذر ثم الحذر فتقدم نبت شيطاني له مائة روح، سيمضون في ارتكاب كل الجرائم في المواطنين بمليشياتهم كما يحدث في الجزيرة حاليا ليبرروا للعالم موقفهم.
*كسرناهم الآن، ولكن علينا اليقظة ومتابعة شيطانهم الجديد الذي سينبت من رماد جثثهم, لا تضعوا السلاح أبداً حتى يجتث آخر جنجويدي من بلادنا لنقيم سرادق عزاء شهدائنا في (أردمتا) حسب وعد الفريق ياسرالعطا لنا عندما زرناه في أمدرمان في فبراير الماضي.

*إن انكسار تقدم حاليا لا يعنى نهايتها وموتها الأبدي، إنما سيتم ذلك بعد تنظيف بلادنا من كل المرجفين والذين في قلوبهم مرض وخاتف لونيين ومن يقف في منزلة بين المنزلتين وحتى أولئك الذين تصرفوا بعدم إكتراث للمعركة يجب أن يطالهم العقاب والتوبيخ، فمن لم يتفاعل ايجابيا مع صد الغزو ليس له الحق في تولي الوظيفة العامة, هذا أمر يجب أن لا نضيع فيه وقت ويجب تنظيف دولاب الدولة من المرجفين والخوفة واذيالهم.
*معركتنا لا تحتمل منطقة وسطى ولا الحياد ولا (لا للحرب) وكما قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن (إما معنا أو مع الإرهابيين).
*فاليتخذ كل موقعه ويجب أن يطال الحساب الجميع
هذه الأرض لنا.

Exit mobile version