تقارير

الاتحاد الأفريقي.. اجهاض ميثاق نيروبي وحكومة المليشيا الموازية

 

الأحداث – وكالات

تواصلت ردود الأفعال المرحبة بموقف الإتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي الرافض لتشكيل حكومة موازية من قبل مليشيا الدعم السريع وحلفائها، مما شكل اجهاضا مبكرا لميثاق نيروبي، وهو في الظلمات قبل أن يرى النور.

وقالت وزارة الخارجية في بيان” تلقت وزارة الخارجية بكل التقدير والترحيب البيان الصحفي الذي أصدره مجلس السلم والأمن الأفريقي، والذي تضمن الإدانة الصريحة والكاملة لإعلان مليشيا الدعم السريع وتابعيها إنشاء حكومة موازية، والتعبير عن القلق البالغ إزاء هذه الخطوة والتحذير من الخطر الجسيم الذي تنطوي عليه بتقسيم السودان.

 

ودعا مجلس السلم والأمن الأفريقي في بيانه كل الدول الأعضاء والمجتمع الدولي بأسره لعدم الإعتراف بأي حكومة أو كيان يسعى لتقسيم السودان، وحكم جزء من اراضيه او مؤسساته. كما طالب الدول الأفريقية والمجتمع الدولي بالامتناع عن دعم أو مساعدة أي مجموعة مسلحة أو سياسية تسعى لإنشاء حكومة او دولة موازية في السودان. وأكد المجلس أنه لا يعترف بالحكومة الموازية المزعومة. وجدد المجلس التزامه بالمحافظة على سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه الإقليمية.

 

وأضافت الخارجية :”يجسد هذا الموقف القوي الإلتزام التام بالمبادئ التي تأسس عليها العمل الأفريقي المشترك، كما عبر عنها الأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي ومن قبل ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية، وميثاق الأمم المتحدة وكل القواعد التي قام عليها النظام الدولي المعاصر. ومن أهم تلك المبادئ صيانة سيادة الدول ووحدتها وسلامة أراضيها الإقليمية ورفض التدخل في شؤونها.

 

وأكدت الخارجية ” يأتي هذا الموقف المبدئي الحاسم من المنظمة القارية الأم تأكيدا للرفض الدولي الكامل لمؤامرة مليشيا الإبادة الجماعية وراعيتها الإقليمية، ومن يأتمرون بأمرها في المنطقة على وحدة السودان وسيادته. فقد عبرت عن ذلك بيانات الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية والمؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمى، والدول الأشقاء والأعضاء المؤثرين في المجتمع الدولي.

 

وأشارت الخارجية إلى أن السودان يجدد تقديره لهذه المواقف الواضحة المتسقة مع القانون الدولي، والتي ستكون خير دعم للشعب السوداني ومؤسساته الوطنية للدفاع عن سيادته ووحدته وكرامته واستقلاله.

 

من جانبه قال ‏خالد الإعيسر، وزير الثقافة والإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية :” بيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي يعكس نهجا أكثر وضوحا إزاء الأوضاع في السودان، حيث أجمع الأعضاء في المجلس على إدانة محاولات ميليشيا الدعم السريع وحلفائها لتشكيل حكومة موازية، مؤكدين أن هذه التحركات تمثل انتهاكا خطيرا لشرعية الدولة ومؤسساته”.

‏وذكر وزير الإعلام بأن البيان الإفريقي شدد على سيادة السودان، ورفض أي محاولات انفصالية تهدد وحدته، داعيا إلى التصدي بحزم لهذه التحركات، وعزل أي ترتيبات من شأنها تقويض سيادة البلاد وسلامتها.

وثمن الموقف المسؤول، وتابع :”نحيي شجاعة الدول الأعضاء في اتخاذ هذا القرار الذي يعزز وحدة وشراكة الدول الإفريقية، انسجاما مع المواثيق والمبادئ المشتركة التي يقوم عليها الاتحاد الإفريقي”.

مالك عقار يرحب

 

من جانبها قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مالك عقار :”لقد تابعت قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال “الجبهة الثورية” باهتمام ردود ومواقف عدد من الحكومات والهيئات الإقليمية والدولية بشأن سياسات مسمومة وضعتها حكومات الإستبداد الساعية إلى تقسيم السودان وتهجير شعبه ونهب ثرواته وفرض أجندة الإرهاب عبر محاولة تشكيل حكومة هلامية موازية يجري صناعتها الآن في عاصمة الاستعمار الكينية، وإزاء ذلك فان الحركة الشعبية تُعرِب عن ترحيبها بالمواقف المعلنة من قِبل الإتحاد الأفريقي والإتحاد الأوروبي بعد تصحيح مسارهما والتحول إلى إعلان دعم السودان ورفض المساس بوحدته وسيادته وكرامة إنسانه، وتأكيد العمل علي خيار تعزيز التعاون مع الحكومة السودانية بغية تحقيق السلام والاستقرار”.

 

وتابعت الحركة :” المدخل الصحيح لحل مشكلة السودان يكمن في مخاطبة القضايا بموضوعية من جهة أنها تعكس مصائر الشعوب السودانية والافريقية علي حدٍ سواء، والتعامل مع تلك المواضيع يكون عبر القنوات الحكومية والمسؤولة مباشرةً عن إدارة شؤون البلاد وحماية مصالح شعبها والتواصل مع العالم، ويُعد ضرب الأمن والاستقرار في السودان كارثة خطيرة على المحيط الإقليمي الذي يشهد إضطرابات هي الأشد في التاريخ؛ لذلك ينبغي عدم إعاقة نمو آمال الشعب السوداني في التحرر والسلام والوحدة والمساهمة في النهضة الوطنية والافريقية، وهذا الشعور تُغذيه المواقف التي إتخذتها الهيئتان “الآفرو أوروبية” بغية فتح طريق جديد في الإتجاه الصحيح للعبور نحو المستقبل”

 

وجددت قيادة الحركة الشعبية” دعوتها لكافة الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية “الإقليمية والدولية” للوقوف إلى جانب السودان حكومة وشعبًا لإيقاف التدخلات الخارجية المُضِرة؛ مثّل رعاية كينيا لنشاط سياسي معادي للدولة وخارق للقوانين والأعراف المتفق عليها والمعمول بها عالميا، ويجب علينا جميعًا تحمل مسؤولية تقوية وتوطيد روابط وقواعد إحترام كرامة الشعوب الحرة وبناء حكومات سيدة توسع من مساحات السلام والوحدة والنهوض التنموي وتنسج علاقات دبلوماسية جيدة مع جميع الدول من حولها تعميدًا وتعضيدا لكل المواثيق والمعاهدات السائدة والحاكمة في العالم الحديث، وهذا فقط ما سيقودنا نحو سودان مستقر وعالم ومزدهر.

 

 

نص بيان مجلس الأمن الافريقي

 

وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي قد أصدر بيانا قويا أدان فيه، وبالإجماع، أي محاولات لإعلان حكومة موازية في السودان، مؤكدا رفضه القاطع لأي محاولات لتقسيم البلاد.

 

وجاء البيان بتوافق جميع الدول الأعضاء في المجلس، وعددهم 15 دولة، مما يعكس موقفًا أفريقيا موحدا بشأن الأزمة السودانية. وأكد المجلس ضرورة احترام وحدة السودان وسلامة أراضيه، مشددا على أهمية التوصل إلى حلول سياسية عبر الحوار دون اللجوء إلى خطوات قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام وعدم الاستقرار.

 

ويعد هذا الموقف تأكيدا على التزام الاتحاد الأفريقي بدعم السودان في تجاوز أزمته الحالية عبر السبل السلمية، في ظل الجهود الإقليمية والدولية الرامية للحفاظ على استقرار البلاد.

 

موقف التيار الوطني

 

وأعرب التيار الوطني بقيادة نور الدين صلاح في بيان بحسب “المحقق” عن تقديره وإشادته بالقرار الصادر عن مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعه رقم 1264، والذي رفض فيه سعي مليشيا الدعم السريع للاعلان عن حكومة في السودان.

 

وتابع :” هذا الموقف الأفريقي الشجاع ينسجم تمامًا مع المبادئ التي قام عليها الاتحاد الأفريقي، والتي يأتي على رأسها الحفاظ على وحدة وسيادة الدول الأعضاء، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. كما أنه يعكس إدراكا عميقا لخطورة هذه الخطوات الانفصالية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها”.

 

وأكد التيار الوطني على أهمية مواصلة الاتحاد الأفريقي لدعمه لجهود “الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان”، الهادفة إلى تحقيق السلام وبناء عملية سياسية شاملة تساهم في صناعة مسار انتقالي ديمقراطي في البلاد.

 

وجدد التيار الوطني التأكيد على موقفه الثابت والداعي إلى إنهاء الحرب لصالح دولة المؤسسات، وذلك عبر الدعوة إلى إنفاذ والالتزام بمخرجات منبر جدة وتطويره لمعالجة قضايا الترتيبات الأمنية المفضية إلى الوصول إلى جيش واحد وحل كل المليشيات عبر آليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وابتدار عملية سياسية شاملة ترتب لمسار انتقالي يفضي للحكم المدني وتناقش قضية التوافق الوطني التأسيسي في البلاد.

 

ودعا التيار الوطني جميع القوى السياسية والمجتمعية في السودان إلى تغليب مصلحة الوطن العليا، والعمل معًا من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار لشعبنا.

 

نقلا عن موقع “المحقق” الاخباري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى