لتمويل الحرب.. المليشيا تتوسع في زراعة وتجارة المخدرات
الأحداث – وكالات
توسعت مليشيا الدعم السريع في زراعة مخدر (البنقو) في إقليم دارفور ،وسط انتشار التوزيع والتسويق داخل المدن التي تسيطر عليها المليشيا .
وقالت مصادر شرطية كانت تعمل سابقًا بمكافحة المخدرات لـ(دارفور 24) ، إن تجار المخدرات انضموا إلى للدعم السريع، بعد اندلاع الحرب الجارية وأصبحوا يمارسون نشاطهم تحت حماية بندقيتهم، كما تحول شرطيون سابقون في المكافحة إلى تجار يزرعون ويروجون “البنقو”،وأصبح مروجو ومتعاطو المخدرات يمارسون نشاطهم بصورة مكشوفة في نيالا والضعين .
مصدر تمويل:
وأكدت مصادر نشاط التجارة في المخدرات يجري في مناطق سيطرة الدعم السريع بالخرطوم والجزيرة ،بينما يحاول المليشيا تسريب البنقو لمناطق سيطرة الجيش عبر ضعاف النفوس.
وأكدت المصادر المتطابقة أن المليشيا لجأت لزراعة البنقو في مساحات واسعة والاتجار فيه ،لتوسعة موارد تمويل الحرب .
وأكد أحد ضباط شرطة مكافحة المخدرات أن المساحات المزروعة من حشيش (البنقو) في مزارع منطقة الردوم جنوب دارفور زادت الى الضعف خلال العشرين شهر الماضية.
وقال الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه لـ(دارفور24) إن المساحات المزروعة زادت الى الضعف بعد دخول مزارعين جدد في زراعة وترويج الحشيش، بعد سحب قوات الشرطة التي كانت تعمل في المكافحة .
وأشار إلى أن شرطة جنوب دارفور كانت تقدر المساحة المزروعة بالحشيش في العام 2022 بمنطقة الردوم بنحو 20 ألف فدان، وتنحصر في منطقة وعرة على الشريط الحدودي مع دولتي جنوب السودان وافريقيا الوسطى.
عائدات الزراعة:
وأكد الضابط أن قادة المليشيا قاموا بتمويل مزارعين لزراعة البنقو في مناطق الردوم مقابل قسمة العائدات بالتساوي. وابان ان المزارعين اصبحوا يجدوا راحتهم في الزراعة وتمددت حقولهم داخل المناطق المأهولة بالسكان بعد سحب نقاط شرطة المكافحة في مناطق “كفي كنجي “و”كفن دبي” وجنوب الردوم.
ويواصل الضابط حديثه ويقول إن الحرب الدائرة حفزت المعدنيين عن الذهب في مناجم “سنقو” المجاورة، على ترك التنقيب والعمل في زراعة الحشيش خاصة أثناء فترة الخريف التي تتوقف فيها عمليات التعدين بسبب الأمطار.
تهديد:
وكشف ضابط مكافحة المخدرات عن تعرضه لتهديدات من أحد تجار المخدرات الذي انضم لقوات الدعم السريع حديثًا ويعمل حاليًا في الترويج بسوق موقف الجنينة بمدينة نيالا، بقوله: “زمان بتقبضونا وتحاكمونا، الآن لو راجل تعال سوق البنقو عشان تعرف حاجة”
وتطابقت إفادة الضابط السابق مع أحد قيادات المجتمع المحلي في منطقة الردوم ، وأكد دخول قادة عسكريين من قوات الدعم السريع في زراعة وتجارة المخدرات، الى جانب تسهيل عملية نقلها الى مناطق التسويق وقال ان المخدرات تحقق ارباحاً طائلة.
وكشفت المصادر ان قوات الدعم السريع تسهل عملية نقل المخدرات، وأصبحت تنقل أكثر عبر عربات الدفع الرباعي، بدلاً عن الدواب والدراجات الهوائة والمواتر التي كانت قبل الحرب.
أكبر عاصمة مخدرات:
وتحولت عاصمة ولاية شرق دارفور “الضعين” بحسب مصادر (دارفور 24) لأكبر مركز لتجار المخدرات حيث تصلها المخدرات بسهولة من مناطق الانتاج وتعبر منها لمناطق الاستهلاك .
وفي ديسمبر الماضي حذر رئيس المبادرة المجتمعية لمحاربة الظواهر السالبة بولاية شرق دارفور، عثمان مسبل، من خطر انتشار المخدرات في الأسواق المدينة التي تخضع لسيطرة المليشيا.
وأشار مسبل في خطاب جماهيري للمبادرة بالضعين إلى أن المخدرات وحبوب الترامادول تُباع علنًا في الأسواق.وتسائل رئيس المبادرة “أن كل ما يحدث في مناطق المليشيا، يتكرر في مناطق سيطرة الجيش؟.
التجارة العلنية:
ويقر أحد تجار المخدرات في جنوب دارفور لـ(دارفور 24) ان الوضع بالولاية لا يختلف عن وضع شرق دارفور ،واشار إلى ان البيع والشراء كان يتم قبل الحرب بسرية تامة وفي أماكن خارج نيالا ،و يتم التخزين في عدة أحياء خوفًا من المداهمة،لوجود رقابة ومخبرين في جميع أنحاء الولاية ،وأضاف التاجر أن التجارة اليوم تتم في العلن بالأسواق في جميع المحليات .
كم يبلغ سعر القندول؟:
وأشار الى ارتفاع أسعار المخدرات رغم الوفرة وتوسع دائرة الأمان للمروجين، وعزا ذلك الى زيادة الطلب بصورة كبيرة وسط المتعاطين من الشباب والمقاتلين وسهولة نقلها الى أسواق أخرى.وحول أسعار المخدرات يبلغ سعر القندول (الفلتة) من نوع هلال درجة أولى، 20 ألف جنيه عوضًا عن 7 جنيهات قبل الحرب، ويباع درجة ثانية بـ 12 ألف جنيه
وكانت وزارة الدخلية السودانية تُرسل سنويا قوة كبيرة إلى مناطق “الردوم” على الحدود مع (جنوب السودان وافريقيا الوسطى) بالتزامن مع موسم حصاد البنقو وتقوم بإبادة المزارع عن طريق الحرق.وتعتبر الردوم أهم منطقة لزراعة البنقو ، ويبدأ موسم الزراعة في يونيو من كل عام، ويبدأ حصادها بعد ثلاثة أشهر.
نقلا عن “دارفور 24”