تقارير

لجأت لاغراق المواقع.. العقل الجمعي السوداني يسيطر على الميديا ويفضح الدور الإماراتي

 تقرير – الأحداث 

نجحت حملة السودانيين في إيصال صوت ملايين الضحايا للعالم وأبرزت الدور الدموي لحكام دولة الامارات بوصفهم الراعي الرسمي لمليشيا الدعم السريع والجهة التي توفر للمليشيا أدوات الموت والدعم المالي واللوجستي بل وحتى أفراد من القوة الأمنية الاماراتية شاركوا في الحرب و قتلوا في دارفور بعد وصولهم إليها للمساعدة في قتل المواطنين واستباحة الدم السوداني.

صور انتهاكات:

وكانت وسائل اعلام ووزارات اماراتية بوسائل التواصل الاجتماعي قد أغلقت باب التعليقات وبعضها اتجه إلى تقديم شكاوي إلى شركة (ميتا) المالكة لتطبيق (فيس بوك) ضد التعليقات السودانية التي فضحت الدور الدموي لحكام الامارات في السودان مع انتشار واسع وكثيف لصور الانتهاكات والفيديوهات التي خرجت من الفاشر بعد احتلال المليشيا لها وهي صور نشرت ببعض الصحف العالمية وكانت بمثابة الصدمة للرأي العالمي مع تحرك الجاليات السودانية بعدد من مدن الغرب وامريكا وتنظيمها لتظاهرات أمام مقار السفارات الاماراتية هناك ما لفت الانظار الى دور الامارات في حرب السودان.

يقول استاذ العلوم السياسية بجامعة السودان د. أسامة حنفي إن استعادة السودانيين غير المؤدلجين السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي كان لافتاً ومؤثراً بالنظر إلى  الانتشار الواسع للمجموعات المنظمة التابعة لشركات صناعة الرأي العام المتعاقدة مع حكومة ابوظبي والتي عملت بصورة كثيفة في السنة الأولى للحرب وجيشت الرأي العام ضد الجيش السوداني)، وأضاف (دون ايدلوجيا ولا تنظيم أعاد السودانيون تعريف الامور وسيطروا على الميديا واجبروا وسائل الاعلام الاماراتية والوزارات والشركات على اغلاق التعليقات بل ولجأت إلى تقديم شكاوي ضدهم واعتقلت بعض المدونين الموجودين على أراضي الدولة).

آلة الموت:

يقول سيف الباهي المتخصص في صناعة المحتوي بوسائل التواصل الاجتماعي إن مايحدث من الصعب السيطرة عليه اذ جعلت ظروف الحرب وسائل التواصل هذه المتنفس الوحيد لملايين السودانيين المتواجدين في الداخل والخارج ومع الوقت تحولوا من مجرد مستهلك إلى صانع محتوي بطريقة ما فهو يشارك قصته هنا وصور مما يراه امامه هناك ويدلي برأيه وهو ما أقلق من يعتقدون أن سواقة الراي العام السوداني أمر سهل، وأضاف (هم نجحوا في البداية لان الناس كانوا يبحثون عن أي خبر عن مايدور حولهم لكن بعد مرور عام واثنين أصبحت الأمور واضحة امامهم ومع تشاركهم للقصص الحقيقية التي عاشوها أو سمعوها من أقرباء لهم أصبح بامكانهم تمييز ما إذا كان المحتوى صحيحاً أو يمكن الثقة به)، وتابع (مع تطورات ماحدث والفظائع التي ارتكبت انتشرت القصص على لسان الضحايا وغالبا على لسان مرتكب الجريمة نفسه ما أسهم إلى حد كبير في صناعة راي جمعي غير منظم أصبح داعماً للبلد ومدافعاً عن مواطنها ومنتقداً الجهات التي تعتدي عليه وهي غالباً مليشيا الدعم السريع لينتقل الانتقاد بعدها إلى الجهات التي تدعم آلة الموت هذه وهي هنا دولة الامارات العربية التي تواجه الان العقل الجمعي السوداني معتقدة أن جهة ما تنظم حملات ضدها وهو أمر غير صحيح.. من يواجهها الان في الميديا هو الشعب السوداني الذي تقتله أدوات الموت التي وفرتها للمليشيا)، وقال (لجأت بعض الشركات التي تعاقدت معها الامارات لادارة مواقعها الرسمية لحيلة اغراق المواقع بالاخبار وهي حيلة معروفة تلجأ لها بعض الجهات عندما تتعرض لانتقادات متواصلة وتصبح في موقع دفاعي فتلجأ لتغيير الخبر كل دقيقة او اثنين حتى تختفي التعليقات ولا يجد المنتقد المتربص فرص كثيرة لتوجيه النقد لان الخبر يبقي على المنصة حوالي دقيقة أو دقيقتين وهو مايعرف بـ (الإغراق) تجنباً للحملات وهو أمر يشير إلى أن منصاتها أصبحت دفاعية بالكامل ولا تستطيع قيادة رأي عام أو صناعة محتوى وهو انتصار كبير للسودانيين اذ تحولت الان حتى منصات النشطاء الذين يؤيدون الامارات إلى  منصات للتبرير أي أنها أصبحت دفاعية)، ويشير هنا د. أسامة حنفي إلى أن لايفات النشطاء المؤيدين للامارات وبالضرورة للمليشيا كانت ضمن خططها الاعلامية وليست خبط عشواء هناك من ادار الامور في الظل لسنوات ظهر الان مع ارتفاع الصوت السوداني وسيطرته علي المنصات وأضاف (المسيرات والوقفات التي ينظمها السودانيون الان في العواصم الغربية لها تأثيرها ايضاً لانها تلفت نظر المجتمعات هناك للدور الدموي الذي تقوم به الامارات وتلفت نظر وسائل الاعلام هناك فتجلب مزيدا من الضوء الذي يفضح الايادي الآثمة التي قتلت السودانيين).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى