تقرير – أمير عبدالماجد
وسط ضجيج الحديث عن تسوية قادمة ووفد سوداني يتجه إلى بروكسل وباريس بقيادة موفد من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ووسط ترقب لليوم التالي لخطاب ترامب وتصريحات منشورة لممثل امريكا في اللجنة الرباعية خرج البرهان بخطاب أمام ضباط من القوات المسلحة ليضع الكثير من النقاط الحائرة على الحروف فيما يتعلق بالمبادرة المطروحة من الرباعية واحتمالات ذهاب الحكومة للتسوية وغيرها، وقال البرهان ( لن نقبل بفرض حميدتي وحمدوك ونقول للذين في الخارج الحالمين بالحكم لن تحكموا السودان مرة أخرى)، وأضاف (لن نقبل بانصاف الحلول ولن نقبل بحل يورطنا مرة أخرى)، وتابع (الحلول المطروحة دعوة صريحة لتقسيم السودان ونقول لمسعد بولس ورقتك غير مقبولة واذا كنت تريد حلاً ارجع لخارطة الطريق التي قدمناها لك وحقيقة اصبحنا نخشى ان يكون مسعد بولس نفسه عقبة في طريق السلام)، وقال (لا أحد في السودان سيقبل أن يكون هؤلاء المتمردين موجودين في الحكم أو أن يكونوا جزء من الدولة السودانية أي موجودين في أي حلول مستقبلية)، وأضاف (الوساطة إذا مضت في ذات المنحي سنعتبرها غير محايدة بالذات مستشار الرئيس الامريكي مسعد بولس)، وتابع (الوساطة قدمت اسوأ ورقة ولن نقبلها لانها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل الأجهزة الأمنية مع الابقاء على المليشيا وأي مبادرة تبقي على المليشيا كلنا نرفضها اذ لابد من انسحابها وتجميعها في مناطق يمكن الاتفاق عليها مع الوسيط ويجب أن تنسحب من الجنينة ومن الفاشر وزالنجي وكل المناطق التي دخلتها)، وقال (ليس لدينا مانع من وقف اطلاق النار لكن يجب أن تنسحب المليشيا من كل المناطق التي دخلتها بعد اتفاق جدة)، وعاد لمقترحات الرباعية وقال( الرباعية قدمت لنا ثلاث مقترحات الأول منها يتعارض مع مباديء الدولة السودانية ويتعارض مع طموحاتنا كعسكريين ونحن قدمنا لها خارطة طريق قلنا لهم هذا هو حلنا)، وحول ما إذا كان الباب قد اغلق فيما يتعلق بالرباعية قال ( الفرصة لازالت امام الرباعية لو أرادت حل لكن بدون وجود الامارات لان الرباعية لن تكون مبرئة للذمة بوجود الامارات)، وأضاف (استطعنا امتصاص كثير من الصدمات واستعدنا زمام المبادرة وكسرنا قوة التمرد وقوتهم تناقصت من 200 الف مقاتل إلى اعداد قليلة فقدت قياداتها لان معظمهم قتلوا)، وتابع ( لانريد الحرب لكننا ايضا نريد السلام الذي يحفظ أمن بلدنا).
وعن مبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال (مبادرة الامير محمد بن سلمان صادقة وسنتعاطى معها بما يمكننا من انهاء الحرب بطريقة مثالية تريح السودانيين منها) ورغم المفاجأة والربكة التي أحدثها خطاب البرهان الا ان البعض وصفه بالخطاب الاكثر وضوحاً منذ اندلاع الحرب .. يقول بروفيسور فضل المولي النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية إن خطاب البرهان امام ضباط من القوات المسلحة هو الاكثر وضوحاً منذ اندلاع الحرب اذ كانت معظم خطاباته حمالة أوجه وفيها نوع من أنواع المناورة ويمكن تفسيرها علي اكثر من محمل لكن هذا الخطاب واضح ويؤكد أن الرجل حزم أمره وتوصل إلى قناعات بناء على موقفه العسكري والسياسي)، وأضاف (اجمالا هو لم يغير موقفه الداعي إلى تجميع المليشيا وتسليم أسلحتها لكنه أضاف إلى موقفه السابق شرط لربما أول مرة يعلن بصورة واضحة وهو استبعاد الامارات من الرباعية وربما استبعاد مسعد بولس ايضاً)، وعلى المنوال نفسه قال اليسع محمد نور الباحث في الشؤون السياسية ومدير مركز نور للدراسات الاستراتيجية إن البرهان انتقل من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية، وكشف بعض أوراق مفاوضاته مع مسعد بولس والرباعية، ووجه خطاباً مباشرا لمن يعد الان تصوره للحل في واشنطن بان أي مبادرة تكون الامارات طرفا فيها لن تكون مقبولة كما أن أي محاولة لاعادة حميدتي وحمدوك للمشهد لن تكون مقبولة ولو غيرتم مندوبكم مسعد بولس سنكون متفهمين، هذه رسالة أراد البرهان أن يضعها على طاولة ترامب ومن يسعون الان لاعداد تصور للحل واعتقد أن الأمور نفسها والاشتراطات نفسها هي التي سلمها البرهان لمسعد بولس أو أي وسيط تدخل وربما سلمها من خلال اتصالاته مع القيادة السعودية التي تتأهب الان للعب دور أساسي بعيدا عن اللجنة الرباعية)، وختم (ربما طرحت مبادرة امريكية سعودية جديدة أو كامتداد لمنبر جدة لكنها في تقديري بعيدة عن الرباعية وباشراف مباشر من ترامب وستكون في السعودية واعتقد أن دور الامارات سيكون محصورا في التفاوض غير المباشر مع المليشيا فيما ستدخل دول مثل قطر وربما تركيا وغيرها إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية كدول داعمة وضامنة).
