( الأحداث) تستنطق سياسيين وخبراء
الأمة: الوساطة لن يكتب لها النجاح فالقضية تخص أهل السودان
قيادي بالكتلة الديمقراطية: لا بد من تنفيذ اتفاق جدة قبل الحديث عن أي وساطة
التحالف السوداني: يجب الضغط على المليشيات لضمان نجاح الوساطة الأفريقية بشكل جيد
محلل سياسي: السودان يعول على منبر جدة وكفة الجيش أرجح
من جديد يبرز على الساحة السودانية الحديث عن ضرورة لقاء يجمع بين رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد فشل الدعوة التي قدمتها الهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا (إيغاد) للبرهان وقائد المليشيا في وقت سابق من أجل حل أزمة البلاد مايطرح عدد من التساؤلات أبرزها مدى نجاح الوساطة الأفريقية في الجمع بين البرهان وقائد المليشيا بعد تشكيل لجنة بهذا الخصوص، ( الأحداث) طرحت تلك التساؤلات على خبراء وسياسيين في المساحة التالية.
الأحداث – آية إبراهيم
إعتمد مجلس السلم والأمن الأفريقي لجنة وساطة برئاسة يوري موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا، للتوسط بين رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وشدد بيان المجلس بشأن الأوضاع في السودان على أن وقف إطلاق النار المقبول لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الفاعلين الرئيسيين، كما دعا مجلس السلم والأمن الأفريقي البرهان وقائد المليشيا إلى الإجتماع تحت رعاية الإتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) دون تأخير.
قضية خاصة
ويقول رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة فتحي حسن عثمان إن القضية هي قضية مليشيا تمردت علي القوات المسلحة السودانية ومحاولتها الاستيلاء على السلطة بالقوة وعبر إنقلاب عسكري تم الإعداد له بصورة دقيقة.
وأكد حسن لـ ( الأحداث) أن القضية هي قضية أهل السودان مع بقايا مليشيا الدعم السريع فإذا كان الرئيس موسيفيني جاداً في وساطته وله كلمة عند قائد المليشيا فليدعوه إلى تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في منبر جدة، هذه الوساطة لا موقع لها من الإعراب الآن فيما يختص بتعقيدات الحرب في السودان، هناك منبر جدة الذي يحظي بدعم كافة القوى السياسية والإجتماعية في السودان ومن خلفهم القوات المسلحة السودانية والمقاومة الشعبية وجيوش الحركات المسلحة كلهم يؤيدون هذا المنبر، فوساطة موسيفيني لن تصلح ولن يكتب لها النجاح حتى لو نجح في جمع الرجلين في مائدة واحدة، فالقضية تخص أهل السودان.
معارضة خارجية
وكانت “إيغاد” دعت إلى اجتماع طارئ في ديسمبر من العام الماضي بجيبوتي أعلنت بعده تمكنها من الحصول على إلتزام قادة الجيش والدعم السريع باللقاء خلال 15 يوماً من الدعوة والاتفاق على وقف الأعمال العدائية.
غير أن وزارة الخارجية السودانية عارضت حينها بيان “إيغاد”، وقالت إن البرهان اشترط للقاء حميدتي إقرار وقف دائم لإطلاق النار وخروج قوات الدعم السريع من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها، وهو ما لم تشر إليه سكرتارية “إيغاد” في بيانها.
تطويل حرب
بدوره يرى المتحدث الرسمي بإسم التحالف السوداني محمد السماني أن الإتحاد الأفريقي كان عليه قبل هذه الخطوة أن يكون لديه موقف قوى ضد الدول الأفريقية التي ساعدت على تطويل أمد الحرب والجرائم التي أرتكبت بحق الشعب السوداني.
وأشار السماني لـ ( الأحداث) إلى أن الإتحاد الأفريقي صمت كثيرا على الإنتهاكات والجرائم التي وقعت بحق الشعب السوداني والتي تعد جرائم حرب، ولفت إلى أن الإتحاد لم يكن لديه موقف واضح تجاه الدول التي تدعم المليشيات مع العلم أن لوائح الإتحاد تُحتم عليه أن يكون واحدا من المؤسسات التي ترعى عمليات السلام وفض النزاعات في القارة الأفريقية.
وقال “على لجنة السلم و الأمن الأفريقي أن تمارس الضغوط على المليشيات بالخروج من منازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والخدمية، ومن ثم الإنتقال إلى دعوة اللقاء حتى نضمن نجاح الوساطة الأفريقية بشكل جيد.
عدم نجاح
ويستبعد القيادي بالحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” حسن إبراهيم فضل نجاح الخطوة الأفريقية، وقال “لا أعتقد أن يتم تحقيق شيء
في إطار هذه الحرب.
وأضاف فضل لـ (الأحداث) : “المليشيا عاثت فساداً بالتالي أولاً لابد من تنفيذ إتفاق جدة قبل الحديث عن أي وساطة”.
إشتراط وساطة
وفي يونيو الماضي، اقترحت «إيغاد» عقد اجتماع مباشر بين البرهان وقائد المليشيا، وشكَّلت لجنة رباعية برئاسة كينيا، لكنَّ الجيش السوداني اعترض على رئاسة اللجنة، واتهم كينيا بالانحياز لمليشيا الدعم السريع واشترط إبعادها للموافقة على الوساطة. لكنَّ تطورات الأحداث في السودان دفعت البرهان إلى القيام بجولة في دول عدة زار خلالها كينيا، وأنهى القطيعة مع الرئيس ويليام روتو.
ترجيح كفة
ويرى المحلل السياسي د. راشد التيجاني عدم نجاح الوساطة في الجمع بين البرهان وحميدتي، ولفت إلى أن المسار في هذه الخطوة لن يكون مختلفاً عن الخطوة السابقة بشأن محاولات الجمع بين الرجلين.
وقال التيجاني لـ (الأحداث) إن الشكوك لا تزال تدور حول وجود حميدتي، كما أن علاقة السودان بايغاد ليست جيدة، إذ أن في السابق كانت جزء منها لكن الآن إختلف الوضع ، وأوضح أن السودان يعول بشكل كبير على منبر جدة بإعتبار أنه الأنسب، وقال الوضع الآن أبعد مايكون لنجاح اللقاء كما أن كفة الجيش هي المرجحة بعد تحقيقه إنتصارات متتالية والحديث عن نهاية الدعم السريع بات مسألة وقت.
تحقيق مكاسب
في الأثناء يشير القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول إلى أن الوساطة مجرد حيلة للقيام بدور آخر لتحقيق المزيد من المكاسب الخاصة أو لدعم وتقديم التسهيلات لاستمرار الحرب تحت غطاء الوساطة، ولصالح حليف القوى الغربية، وضد الدولة السودانية.
أهمية لقاء
وعادةً يكتسب لقاء البرهان وقائد المليشيا أهمية كبيرة ما أن يتم طرح الحديث حول ذلك بإعتبار أن الرجلين لم يلتقيا منذ تمرد المليشيا على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي.
ويأتي الحديث حول الخطوة الأفريقية في وقتِ يحقق فيه الجيش إنتصارات واسعة على المليشيا بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وصلت لمقتل قائدها علي يعقوب إضافة إلى تحقيق إنتصارات بمحاور الخرطوم فيما تمضي المليشيا في إنتهاكاتها الواسعة بمناطق سيطرتها خصوصاً ولاية الجزيرة بعد إرتكابها مجزرة جديدة بقرية عسير ريفي الحوش قتل فيها أكثر من 17 شخصاً يوم الجمعة، بعد مجزرة ود النورة.