والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة: حكومة الولاية امتصت أزمة الساعات الأولى للحرب والمخطط كان اختطاف البلاد

والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة

 

حكومة الولاية امتصت أزمة الساعات الأولى للحرب والمخطط كان اختطاف البلاد

 

لن نسمح بوجود أسواق لبيع المسروقات

 

المليشيا عندما تترك المكان تسلمه للصوص (يتموا الناقصة)

 

يحفظ مواطنو الخرطوم لوالي الولاية المكلف أحمد عثمان حمزة أنه لم يخرج ولم يغادر ولايته حتى والأخطار تتهدده من كل صوب.. رصاص في كل مكان ودانات تحصد الناس يومياً وتفلتات ودخول لمليشيا الدعم السريع هنا وتسلل لها هناك.. ظل الوالي حاضراً بين المواطنين يتفقدهم ويسعى لتوفير الخدمات لمناطقهم ويجلس معهم في التكايا ودور الإيواء ويتجول في مناطق خطرة غالباً ما تصلها دانات المليشيا.. بات مظهر تجواله في الولاية معتاداً ومرحباً به لأن المواطنين هنا خبروه وعرفوه خلال فترة الحرب..  تلفزيون السودان أجرى مقابلة مع الوالي رصدتها (الأحداث) فإلى إفاداته.

 

رصد – الأحداث

 

لم تغادر الخرطوم بعد اندلاع الحرب كيف عشت الساعات الأولى للحرب كوالٍ للخرطوم؟

 

عملنا على امتصاص الصدمة كما فعل الجيش وقررنا منذ الساعات الأولى إدارة أمر الولاية عبر غرف عمليات.

 

ثم توسعت إلى لجنة عليا للطوارئ وإدارة الأزمة ؟

 

لا هذه كونت مؤخراً لكن عموماً نحن تعاملنا مع الوضع كأزمة وحاولنا الحفاظ على الخدمات الأساسية المياه والكهرباء والصحة وأعتقد أننا نجحنا.

 

كيف رأيت ماحدث هل توقعتم اندلاع الحرب؟

 

هنا لابد أن نعود إلى فترة ماقبل الحرب.

 

لنعد إليها ؟

 

حسناً هذه القوات كانت جزءا من القوات المسلحة ومنتشرة بالضرورة في كافة المؤسسات وكانت معنية بحراسة هذه المؤسسات ومؤتمنة عليها.. كانت في كل مكان تقريباً حتى القصر الرئاسي لكن دخولها العمل السياسي أعتقد قاد إلى الصراع أو فاقمه وكلنا نذكر ماحدث في الاتفاق الإطاري وماحدث في ورشة الترتيبات الأمنية وتعنت المليشيا وحاضنتها السياسية وإصرارها على فرض رؤيتها.

 

هل نظرتم في احتمال اشتعال الحرب؟

 

نعم لكن ليس بهذه السرعة لم يتوقع أحد أن تشتعل بهذه السرعة كان لدينا أمل أن تعيد المليشيا والجهات السياسية التي تساندها قراءة المشهد وأن تعود لرشدها.

 

لم يفعلوا؟

 

نعم للأسف اعتقدوا أنهم يستطيعون السيطرة على البلاد واختطافها خلال ساعات وكما تعلم داهموا مقر رئيس مجلس السيادة والقائد العام وحاولوا اعتقاله أو قتله لكنهم ووجهوا برجال ضحوا من أجل بلادهم وشكلوا خط الدفاع الأول لإسقاط مخطط المليشيا نترحم عليهم كانوا أسوداً ومضوا إلى ربهم شهداء كذلك أقدم إشادتي بنسور الجو الذين لعبوا دوراً كبيراً وفاعلاً في الساعات الأولى للعدوان وشلوا حركة العدو.

 

كان المخطط قتل أو اعتقال القائد العام والسيطرة على البلاد؟

 

نعم وعندما فشل هذا المخطط أصيبوا بارتباك كبير قبل أن يتجهوا مباشرة للمواطن وتحولوا إلى النهب والسرقة واحتلال بيوت الناس ومن المؤسف أن هذه المليشيا مالت بصورة واضحة للتدمير والتخريب واستهدفت المرافق الخدمية بصورة جلية ومتعمدة.

 

بعد تحرير أم درمان القديمة كنت من أوائل الذين دخلوا المنطقة ماذا رأيت؟

 

دمار طبعاً.. شاهدنا أشياء غريبة مثل حرق المؤسسات كما أن المليشيا عندما تترك المكان تسلمه لمجموعات من اللصوص الذين (تموا الناقصة) في التخريب ووجدنا أسلاك الكهرباء على الأرض وانفجارات في خطوط المياه وإتلاف للمحطات والمحولات.. دمار كبير.

 

ماذا حدث في هذه المناطق الآن؟

 

الأمر يتطلب جهداً كبيراً وأموال وأنا أشكر مواطني أم درمان حقيقة كل حي انشأ لجنة شعبية لترتيب أمر منطقته كلما ذهبنا إلى منطقة وجدنا الشباب والنساء وحتى الأطفال يعملون من أجل إعادة الحياة لمناطقهم.

 

هناك مخلفات حرب ودانات لم تنفجر؟

 

نعم هناك مخاطر ألغام ودانات وجثث عملنا عليها وأزلنا الألغام والمخلفات والجثث ووصلنا فريق من المركز القومي لمكافحة الألغام أزال كثير من المخاطر وفتح الطريق أمام الشباب للانفتاح على إعادة الخدمات وساعدتنا زيارات رئيس مجلس السيادة والفريق أول ياسر العطا والفريق أول إبراهيم جابر الذي حمل لنا حلولاً لمحطة مياه بيت المال التزم بها وأوفى بالتزامه.

 

هل وصلت المحطة؟

 

نعم وصلت وتم تركيبها وستعود للعمل قريباً.

 

ماذا حدث في قطاع الكهرباء؟

 

الأمور جيدة الكهرباء قطاع حيوي وهم كانوا معنا منذ اللحظات الأولى لاشتعال المعارك وحافظوا على استمرار الإمداد الكهربائي وزار الولاية لأكثر من مرة وزير الكهرباء والنفط ووقف بنفسه على حجم الأضرار التي طالت القطاع وأصدر تعليمات فورية بإرسال أتيام لمعالجة الخلل والآن أعدنا الكهرباء لمحطة بيت المال عبر الخط المعروف بـ(بابور موية) كما أعدنا الكهرباء لأحياء المهندسين والسلاح الطبي.. أتيام الكهرباء تعمل ليل نهار حتى في مناطق الاشتباكات.

 

اتخذتم مؤخراً قراراً بفرض حالة الطوارئ ألا تعتقد أنه تأخر؟

 

كثيرون يرون أن القرار تأخر لكن في الحقيقة الحرب لديها قوانينها وأسس للتعامل خلال فترة الحرب مختلفة.

 

كيف؟

في فترة الحرب اللغة لغة سلاح وحالة الطوارئ تحتاج لآليات تنفيذ وآليات التنفيذ هذه كانت مستهدفة.

 

ما المقصود؟

 

الشرطة والنيابة والمحاكم والسجون هذه أدوات تنفيذ وكلها كانت أهداف بالتالي حالة الطوارئ مرتبطة بحد كبير بهذه الأجهزة وبعد الإنفراج في الحالة الأمنية والتمدد الذي حدث للرقعة الأمنية ظهرت إشكالات للحرب لا تقل سوء عن انتهاكات المليشيا استدعت الذهاب للطوارئ.

 

إشكالات مثل ماذا؟

 

ظهرت عمليات نهب وسرقة وظهر سوق تباع فيه المسروقات ليل نهار وظهرت مجموعات ترتدي الزي العسكري لا علاقة لها بالمؤسسة العسكرية تمتطي دراجات نارية وتحمل أسلحة وتروع الناس لذا رأينا ضرورة تغيير الخطط والآليات لذا طالبنا رئيس مجلس السيادة في زيارته الأخيرة بإعلان حالة الطوارئ.

 

كيف تنظر للاستنفار والمستنفرين؟

 

المستنفرون جزء من المعركة وهنا أحي كل من حمل السلاج دفاعاً عن وطنه.

 

ألا تعتقد أن الحرب طال أمدها؟

 

نعم وأعلم أن مواطني الخرطوم يعيشون تجربة الحرب لأكثر من عام ويعيشون آلامها لكن اطمئنكم إن خطة القوات المسلحة تسير وفق ماخطط لها لو وضعنا في الاعتبار ما يمتلكه العدو من أسلحة وإمدادات ودعم من دول عديدة كل هذا أطال أمد الحرب لكن بحمد الله وبالالتفاف الكبير حول القيادة نشهد تقدماً كبيراً في محاور الخرطوم وأحياناً لا يعلن الانتصار والتقدم إلى أن تدحر المليشيا بالكامل من المنطقة.. نطمئن الناس أن القوات المسلحة تمضي بصورة جيدة.

 

بعض البنوك عادت للعمل في أم درمان؟

 

نعم كان هذا مهماً لأن مواطنينا كانوا يعانون بشدة لإجراء أبسط المعاملات المصرفية كانوا يسافرون إلى شندي أو الدامر أو عطبرة لإجراء معاملاتهم المصرفية لذلك ناشدنا المصارف للعودة والعمل من أم درمان ونشكر لبنك النيل الذي بادر وكان أول بنك يعود للعمل في أم درمان وتبعه بنك الخرطوم.

 

لاشك أن عودة بنك الخرطوم كانت فارقة؟

 

نعم بنك الخرطوم لديه ميزة تفضيلية كونه صاحب ومشغل تطبيق بنكك هم استجابوا وافتتحوا الفرع الأول بشارع الوادي وسرعان ما احتاجوا لفرع آخر بسبب الزحام افتتحوا خلال فترة وجيزة فرع آخر بالثورة الحارة السابعة وهم الآن بصدد تشغيل ثمانية فروع أخرى لأن تطبيق بنكك يفرض عليهم تعدد المنافذ وجاء بعدهم بنك أم درمان الوطني وبعده بنك المزارع هذه البنوك حلت إشكالات كبيرة خاصة للقطاعات التي تتعامل بـ(الكاش).

 

لكن هذه البنوك عانت إشكالات بعد عودتها؟

 

هذا صحيح أهم هذه الإشكالات كان خروج مدينة أم درمان من تغطية الاتصالات والانترنت وساعدنا كحكومة ولاية البنوك ووفرنا لها أجهزة ستارلينك وأسرعنا مع شركات الاتصالات لاستعادة الخدمة التي عادت الحمد لله.

 

ثمة إشكالات أخرى متعلقة بالسقوفات؟

 

نعم هذه الإشكالات ظهرت في بعض البنوك لذا نحن الآن لدينا محاولات لافتتاح فرع لبنك السودان بام درمان حتى يسهل بعض الإجراءات لهذه البنوك كالسقوفات والضوابط الملزمة التي يعتمدها بنك السودان مع البنوك.. ولاية الخرطوم تعيش حالة استثنائية تحتاج إلى نوع من المرونة ويجب أن أشير هنا إلى أن بعض البنوك تستعد لتشغيل رئاساتها في منطقة البنوك في بداية سوق أم درمان شارع كرري وشارع الموردة عمارة محمد حسين والمنطقة المحيطة بها الآن البنوك بدأت تستعد للعمل هناك.

 

ماذا عن القطاع الصحي بعد أن توقفت معظم المستشفيات الكبيرة؟

 

الأخ الوزير ووزارة الصحة الاتحادية قدموا دعماً كبيراً لكوادرنا في الولاية معروف بعد استهداف المستشفيات الكبيرة أم درمان والولادة وكافة المناطق الصحية في أم درمان القديمة كان لابد من إيجاد بدائل بمنطقة كرري لذا تم استضافة مستشفيات مثل السعودي والولادة في مستشفي النو الذي أصبح المستشفى المرجعي الذي تحمل عبء الولاية ورئيس مجلس السيادة في زيارته الأخيرة التزم بدعم المستشفى واستلمنا تبرعه ودعم كذلك مستشفى بر الوالدين الذي شيده أحد الخيرين وهو يعمل الآن وأحي ندى القلعة والإنصرافي اللذان أطلقا مبادرة لصيانة مستشفى الولادة وهناك مبادرة رجال الأعمال التي ستعلن لاحقاً لصيانة المستشفيات الكبيرة.

 

أخيراً انتشرت التكايا ودور الإيواء في الخرطوم؟

 

بداية أشكر ولاة ولايات السودان لاستضافتهم مواطني الخرطوم وفتح المدارس لهم وتقديم الغذاء والمأوي وللأسف هناك معاناة حقيقية لمواطن الخرطوم وهي معاناة تشرح بجلاء كبر تعدي المليشيا على أناس أعزاء ومكرمين كانوا آمنين في بيوتهم لذلك كان من الضروري أن تضطلع ولاية الخرطوم ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية ومفوضية العون الإنساني ومحلية كرري بدورها وتسعى لتوفير مراكز إيواء معظمها مدارس دخلتها أسر كثيرة وكان من الضروري أن نقدم الخدمات وأن نقدم المساعدات الغذائية لهذه المراكز الآن بها أعداد كبيرة من المواطنين مايقارب المائة وأربعين مركز إيواء وعندنا إدارة مخصصة لهذا الأمر في المراكز.

 

والتكايا؟

 

التكايا موروث سوداني برز بقوة خلال هذه الحرب كان مرتبط ببعض البيوت والخلاوي لكنه برز الآن خلال الحرب كمظهر تكافلي وأشكر وأحي الخيرين الذين أسسوا لهذه التكايا في صمت.. هؤلاء أنفقوا من جيوبهم لتوفير الطعام للناس وحكى لي أحد الإخوة أن التكية تكلفه يومياً (70) ألف جنيه .. ناس بيقدموا لمدة عام بلا كلل ولا ملل ودورنا كان أن نسندهم رغم أن معظمهم كان يقول لنا (لوجبتو أهلاً لو ماجبتو التكية شغالة).

Exit mobile version