العدل والمساواة: استهداف قادة المليشيا سيساهم في انهيار المنظومة التي تترنح
الجبهة الثالثة تمازج: هنالك شواهد تدل على إنحدار المليشيا ولفظ أنفاسها الأخيرة
المقاومة الشعبية: المليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة والإمارات ترفع يدها عن دعمها وتتنازل عن مشروعها
الاتحادي الديمقراطي: الآن يمكن أن نوقع في دفتر نهاية عهد المليشيات وبداية قيام الدولة السودانية
تطورات متلاحقة وصفعات كبيرة على المستويين العسكري والسياسي ظلت تتلقاها مليشيا الدعم السريع خلال الآونة الأخيرة إذ لم يكن هلاك قائد المليشيا عبد الرحمن البيشي الحادثة الأولى التي هزت أركان مليشيا الدعم السريع على يد القوات المسلحة السودانية، فقد سبق ذلك عدد من الأحداث داخل صفوف التمرد مابين هلاك قادته والصراعات الداخلية التي يعانيها، وقد وضح ذلك بشكل علني ولم يكن مخفياً بالنسبة للمتابع لمسار المليشيا التي يبدو أنها باتت في أضعف حالاتها رغم محاولات قادتها عكس خلاف ذلك فهل تبعثرت أوراق مليشيا الدعم السريع وفقاً للمستجدات التي شهدتها خلال الآونة الأخيرة، (الأحداث) طرحت هذا التساؤل وغيره على قادة حركات مسلحة وسياسيين وخرجت بالحصيلة التالية.
الأحداث – آية إبراهيم
ضعف بائن
نعت مواقع تابعة لمليشيا الدعم السريع، السبت، عبد الرحمن البيشي أحد أبرز قادة التمرد الذي ظهر بشكل أكبر خلال اجتياح المليشيا لمدينة سنجة حاضرة ولاية سنار، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من مليشيا الدعم السريع حول مقتل البيشي لكن الفيديوهات المتداولة أظهرت حالة الحزن الكبيرة التي عمت صفوف التمرد وقصمت ظهره أوضحت ضعف بائن وحالة اهتزاز وضربات موجعة تتلقاها المليشيا المتمردة يوماً بعد الآخر، انكشفت كذلك من خلال الاشتباكات التي اندلعت بعد ساعات من هلاك البيشي بين أفراد المليشيا بغرب سنار وفقاً لما كشفه تجمع شباب سنار.
بداية نهاية
ويؤكد القيادي بالمقاومة الشعبية د.ناجي مصطفى تبعثر أوراق مليشيا الدعم السريع، ويدلل على ذلك باتصال رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد برئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ما أعتبر ذلك بداية النهاية لقوة شوكة التمرد في السودان.
وقال مصطفى لـ(الأحداث) إن المعادلة خسرت بثبات الشعب السوداني وصموده والتفافه حول القوات المسلحة وصبره على التدهور الاقتصادي والمعيشي والنزوح داخل الوطن وإفشال مخطط التغيير الديمغرافي، وأوضح أن هنالك خطة محكمة للجيش في إضعاف العتاد البشري للمليشيا، وكشف عن أن جملة الهلكى في صفوف المليشيا يقارب مليون هالك إضافة لهلاك قادة المليشيا وأنه لا توجد قيادة ميدانية وأن المليشيا مجرد عصابة في الطريق يسهل التعامل معها وإبادتها، وأكد أن المليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة ودولة الإمارات ترفع يدها عن دعم التمرد وتتنازل عن مشروعها وتغير خطتها الأولى بعد فشلها وقدرة الشعب السوداني على تركيع العالم وإخضاعه للقبول بالسلام والتوقف عن دعم التمرد وهو الإنتصار الأكبر.
إعلان إنسلاخ
وقبل ساعات من هلاك البيشي كشفت مصادر صحفية عن تفجر الخلافات داخل مليشيا الدعم السريع التي وصلت إلى إعلان القائد في صفوفها جلحة رحمة مهدي انسلاخه من مليشيا الدعم السريع بعد تصريحات أطلقها مستشار المليشيا عمران عبدالله، التي قال فيها إن “جلحة” مجرد جندي وليس قائد في الدعم السريع.
وقالت المصادر من داخل مليشيا الدعم السريع إن جلحه أصدر أوامراً لجنوده بالإنسحاب من ولاية الجزيرة خلال “72” ساعة، ومن لم ينفذ الأوامر ستتخذ معه الإجراءات اللازمة، كما طالب جلحة، المتمردين قجة ومدثر والساكن محمد بالإضافة إلى التوم وعلاء الدين محمد سليمان بتسليم 92 عربة قتالية تابعة له.
شواهد عدة
بدوره يرى أمين عام الجبهة الثالثة تمازج مقرر تنسيقية القوى الوطنية د. محمد إسماعيل زيرو أن هنالك عدة شواهد تضاف لهلاك كثير من قادة التمرد في محاور القتال تدل على انحدار المليشيا ولفظ أنفاسها االأخيرة.
وقال زيرو لـ(الأحداث) إن التغيير الأكبر في مجرى الحرب هو الاتصال الذي بادر به محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات التي كانت تقدم العون المباشر للمليشيا وهو ما يؤكد أن الإمارات أول من أحست أن المليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة بالتالي تريد أن ترفع يدها وتبيض وجهها أمام الشعب السوداني الذي لن ينسى فعلها المشين، ولفت إلى أن هنالك تطور على مستوى الأرض بتصريحات المتمرد جلحة أنه لا يتبع للدعم السريع بالتالي هنالك خلافات كبيرة جرت ما أدى إعلان انسحاب قواته من محور الجزيرة والكاملين وكل محاور القتال وهذا سيؤثر في مجرى العمليات، وقال إن واحدة من الأشياء الأساسية التي كسرت شوكة التمرد هي القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي لعبت دوراَ كبيراً، وبشر الشعب السوداني بأن المعركة تمضي نحو الانحسار.
استمرار الصدمة
يجئ هلاك القائد المليشي البيشي أحد أبرز قادة المليشيا في القطاع الأوسط وقائد معظم عملياته وسط أحداث متلاحقة شهدتها مليشيا الدعم السريع التي لم تخرج بعد من صدمة مقتل قائدها علي يعقوب الذي كان مصراً على دخول مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، ولاشك أن الحادثة كان لها تأثير كبير في مسار العمليات العسكرية خصوصاً وأن الرجل كان ممسكاً بملفات كبيرة داخل المليشيا.
تضييق خناق
ويعتبر القيادي بحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم فضل أن هلاك أبرز قادة المليشيا مؤشر على أن القوات المسلحة والقوى المساندة لها قد ضيقت الخناق على المليشيا خاصة في محور سنار والجزيرة وأن التقدم الذي يحرزه الجيش بشكل يومي دليل أنه يمسك بزمام المبادرة.
وأشار فضل لـ(الأحداث) إلى أن هنالك خلافات ضربت المليشيا وظهور أصوات ناقدة وناقمة على قيادة المليشيا حول المحسوبية والتمييز بين مكوناتها وهذا ألقى بظلاله على تماسكها، ولفت إلى أن هنالك تقارير تتحدث عن أن البيشي تم تحديد موقعه نتيجة عملية استخباراتية استفادت من خلافات قادة المليشيا التي أصبحت لا تملك أي كنترول على عناصرها.
وقال القيادي بحركة العدل والمساواة إن خلافات المليشيا كانت مكتومة لكنها خرجت للعلن بعد إقالة المستشار السياسي يوسف عزت الماهري، ولفت إلى أن استهداف قادة المليشيا مهم لأنه سيساهم في انهيار المنظومة التي قال إنها تترنح الآن.
خطوة مفاجئة
سياسياً وفي خطوة مفاجئة قبل أيام أعلنت مليشيا الدعم السريع إقالة مستشارها للشؤون السياسية يوسف إبراهيم عزت، الذي كان مقرباً لقائد المليشيا حميدتي دون تحديد أسباب ما أدى للحديث عن أن الخطوة تعد إنعكاساً لأزمة مكتومة داخل المليشيا بسبب تكريس حميدتي السلطات العسكرية والسياسية في يد نائبه وأخيه الأكبر عبدالرحيم دقلو.
وقال يوسف عزت، إنه هو من طلب إعفاءه من منصبه بعد هيكلة العمل المدني والسياسي للقوات، ونقل مسؤولية إدارته إلى عبد الرحيم دقلو، إلى جانب أسباب أخرى وعد بكشفها لاحقاً، وأوضح أنه لا يمكنه العمل تحت قيادة عبدالرحيم دقلو بحكم تجربته وقناعاته، ولأنه شخص مدني ويعمل من موقع لا يخضع فيه للأوامر العسكرية، وليس جزءاً من هياكل قوات الدعم السريع.
عدم هدف
القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل قال إن الجيش الوطني نجح في القضاء على القوة الصلبة للمليشيا وفناء قياداتهم من الصف الأول والثاني والثالث، ولفت إلى أن ما يوجد الآن عبارة عن عصابات ومرتزقة وكسابه ليس لهم هدف سوى السرقة والنهب والاغتصاب وتدمير البنية التحتية.
وأشار الفحل لـ(الأحداث) إلى أن حالة الصدام المشترك بين المليشيات مؤشر بأنه ليس بينهم قواسم مشتركة سوى التسابق نحو ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات فى حق الشعب السوداني واقتسام الغنائم، وأكد أن الجيش نجح فى تفكيك المليشيات والقضاء على قيادتها الميدانية ولم يبقى سوى بعض الأصوات المعزولة والقوى السياسية المساندة لهم التي تحاول أن تحافظ على وجودهم سياسياً لتحقيق أهدافهم في العودة إلى المشهد السياسي من جديد، وأضاف “الآن يمكن أن نوقع فى دفتر نهاية عهد المليشيات وبداية قيام الدولة السودانية على أسس صحيحة تحافظ على سيادة الدولة وسلامة المواطنين”.