د. عبدالله المحجوب أحمد
الحمدلله الذي نصر السودان وأعاد الخرطوم إلى أهلها بعد معاناة طويلة تحت سطوة ميليشيا الجنجويد اليوم تعلو رايات الفرح في شوارع العاصمة حيث احتفل المواطنون بوصول الجيش الذي صمد وقاتل بشرف مدعوما بشعب وفئ التف حوله حتى تحقق النصر لم يكن هذا الانتصار مجرد معركة عسكرية بل كأن ملحمة وطنية كبرى أسقطت كل التآمر على البلاد وأثبتت أن السودان عصئ على الانكسار
الجيش السوداني بقيادة الرئيس الفريق اول عبد الفتاح البرهان وبدعم من القوات المشتركة وقوات العمل الخاص وجهاز الأمن والمخابرات وأبو طيرة ودرع السودان والمقاومة الشعبية أثبت أنه مدرسة في الشجاعة والانضباط مقدماً درساً للعالم في فنون القتال والعسكرية لقد حمل هولاء الأبطال على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن السودان وكانوا عند العهد فاستحقوا التقدير والإشادة
تمرد حميدتي سيظل وصمة في التاريخ، قصة طاغية بدأ جندياً ثم صنع حتى صار نائباً للرئيس قبل أن يخون وطنه ويدمر الخرطوم الجميع مطالب بمراجعة النفس فالنظام السابق يتحمل مسؤولية تمكينه كما أن قوى سياسية عديدة بما فيها ” قحت ” ساهمت في تضخيم هذا التمرد وآن الأوان لتحمل المسؤولية. السودان لن يحتمل مزيدا من الفوضى وعلى الجميع أن يدركوا أن الشعب لم يعد يخدع بالشعارات الفارغة
الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أمام فرصة اخيرة فإما ان يكونوا مع الشعب في بناء السودان واستقراره أو يفقدهم إلى الأبد . السودان بحاجة إلى رجال دولة حقيقيين لا إلى تجار مصالح ضيقة. التلاعب بمصير الوطن لم يعد مقبولا والمواطنون يدركون جيداً من يقف مع السودان ومن يتآمر عليه
الفريق اول البرهان وقيادات الجيش بعد هذا الانتصار والتضحيات الجسام تأتي المرحلة الأصعب فاحذروا اخطاء الماضي وأحيطوا أنفسكم ببطانة وطنية من أبناء السودان المخلصين لا بالفاشلين والانتهازيين ابتعدوا عن المحسوبية والمجاملات ووجهوا الموارد لما ينفع الشعب لا تهتموا بابتزاز القوى السياسية التي ترفع صوتها ولاتملك شيئا على الأرض ولا بغيرهم ممن يسمون أنفسهم “ناشطين” وهم في الحقيقة أدوات لهدم السودان لا تلتفتوا لضغوط المجتمع الدولي فدعاوى الديمقراطية والمدنية ليست سوى أدوات تستخدم لتركيع الدول وإبقائها تحت الوصاية. السودان دولة مستقلة وشعبه وحده من يحدد طريقه
لكن اليوم ليس وقت الحساب بل وقت الفرح بالنصر واستعادة البلاد. السودان ماض للأمام بقوة جيشه ووحدة شعبه ولن يكون مكان جديد للخيانة النصر يبنى بالصمود والعزيمة فلا تتركوا التاريخ يكتب عنكم بغير ما سطرتموه اليوم من بطولات