نازحو الحرب بدارفور .. أوضاع قاسية ومعاناة متزايدة

الأحداث – وكالات
تسببت الحرب الدائرة في السودان منذ 15 أبريل من العام الماضي في كارثة إنسانية، وأدت إلى نزوح ملايين السودانيين من المدن التي دارت فيها اشتباكات، عملية النزوح التي لم يشهد السودان مثيل لها خلفت أوضاعاً قاسية، من بين تلك المآسي حركة نزوح المدنيين في دارفور جراء الحرب.

ظروف قاسية
يعاني مئات من النازحين القادمين من شرق دارفور ومن الفاشر ومليط بشمال دارفور إلى محلية المالحة، من ظروف قاسية بسبب شح المواد الغذائية وعدم وجود مراكز إيواء.

وامتلأت المدارس المخصصة لإيواء النازحين بمحلية المالحة بولاية شمال دارفور، بالفارين من الفاشر وأم كدادة والطويشة والخرطوم.

تكدس أسر
وقال عدد من النازحين بحسب “دارفور 24″ من داخل عدد من مراكز الإيواء داخل المالحة، إنهم يعانون من شح الغذاء والمياه داخل مراكز الإيواء.

وذكرت عدد من النساء من داخل مراكز الإيواء بأن معظم النازحين قدموا من الفاشر بعد اشتداد المعارك والصراع بين الجيش ومليشيا الدعم السريع داخل المدينة مما اضطرهن لمغادرتها.

وأشارن إلى أنهن قطعن المسافة الطويلة من الفاشر إلى المالحة التي تم إيواءهم داخل المراكز التي تفتقد لأبسط المقومات من مياه ومواد غذائية ومواد إيواء، حيث أنهم ومنذ حضورهن ظللن يفترشن العراء في مظلة لا تقيهم من الحر وتكدس العديد من الأسر بأطفالهم دون معين أو غذاء.

مواجهة مخاطر
وقالت إحدى المقيمات داخل المركز بتول محمد، بأنها أتت من الفاشر مع أطفالها الثمانية بعد فرارها، حيث واجهت العديد من المخاطر في الطريق وبعد سير لخمسة أيام وصلت المالحة وذهبت للمركز المخصص لاستقبال النازحين.

وأشارت إلى أنها ظلت قابعة بأطفالها داخل مظلة المركز في درجات الحرارة المرتفعة بعد أن امتلأت الفصول بالأسر، دون عمل أو معقل في ظل افتقار المركز لخدمات المياه والغذاء.

انتشار مليشيات
بدورها، قالت سارة عبدالله حسين وهي نازحة من الفاشر إنها وبعد قصف الحي الذي تقيم فيه نزحت لمركز إيواء داخل أحد المساجد الذي قُصف هو الآخر، مما اضطرها للخروج من المدينة عبر منطقة خزان جديد.

وتابعت: “رغم بعد المسافة وانتشار المليشيات في الطريق وعمليات السلب والنهب في الشارع المؤدي لمدينة مليط نزحت إلى المالحة حيث مكثت لفترة مؤقتة مع معارفي، لكن نسبة لظروف المعيشة الصعبة رحلت واستقريت في مركز الإيواء مع أطفالي، حيث لا نملك أي شيء، فقط تنتظر ما يجود بها الخيرين”.

نقص غذاء
ولم تستطع ليلى إبراهيم آدم في البدء التحدث حيث خنقتها العبرة وغلبها البكاء مما حدث لها أثناء رحلتها الشاقة من الخرطوم عبر الصحراء إلى المالحة والتي امتدت لعدة أيام، لتستقر حالياً في مركز الإيواء في مظلة متهالكة مع أطفالها.
وقالت إنها أضطرت أن تتسول بعد أن تعسر الحصول علي العمل داخل المالحة حيث لا تملك أي شيء، بما في ذلك مواد الإيواء والغذاء مع استمرار ارتفاع أسعار السلع.

واشتكت معظم النساء داخل مراكز الإيواء من عدم توفر مياه الشرب ونقص الغذاء وانعدام مواد الإيواء وعدم توفر فرص العمل وأمراض سوء التغذية للأطفال وكبار السن لنقص الغذاء وارتفاع أسعاره في السوق مطالبين المنظمات الإنسانية للتدخل السريع وتوفير الغذاء لهم.

Exit mobile version