من الوثائق الامريكية المفرج عنها حول اغراق وادي حلفا

الأحداث – وكالات
* بعد هدوء شهور، هبت مظاهرات في مدن سودانية رئيسية بعد اعلان نظام الفريق عبود بان سكان حلفا، الذين ستغرق مناطقهم بعد بناء السد العالي، سوف يرحلون الى خشم القربة…
* بدات المظاهرات يوم 22-10، عندما زار وفد وزاري حلفا، واعلن ان اربعين الف شخص تقريبا يجب ان يرحلوا قبل يونيو عام 1963، وذلك حسب اتفاقية تقسيم ماء النيل مع مصر. لكن، جاء القرار مفاجأ لاهالي حلفا لان الفريق عبود كان اعلن انهم سيختارون المكان الذي سيرحلون اليه. وجرح في المظاهرات اربعين شخصا تقريبا، واعتقل ثلاثون شخصا تقريبا …
* انتقلت المظاهرات الى مدن اخرى، ومعها اعتقالات واصابات. وفي الخرطوم، تظاهر سكان حلفا، ومؤيدوهم، وذهبوا الى منزل الفريق عبود، ومنازل وزراء. وارتدت نسوة ملابس الحداد السوداء، وانشدن اناشيد حزن، وكأن احباء لهن ماتوا…
* في البداية، كان هدف المظاهرات هو اعطاء سكان حلفا حق اختيار المكان الذي سيرحلون اليه. ثم تحول الهدف الى معارضة اتفاقية تقسيم ماء النيل مع مصر. ثم الى ادانة نظام عبود لتوقيعه عليها …
* حسب معلومات مصادرنا، تحول قادة المظاهرات الى ادانة الاتفاقية لمعرفتهم بان كثيرا من المراقبين المحايدين يرون الاتفاقية غير عادلة بالنسبة للسودان. ويقولون ان الوفد السوداني لمفاوضات تقسيم ماء النيل في القاهرة((بقيادة اللواء طلعت فريد، وزير الاعلام والعمل)) تعرض لضغوط من المصريين، ووافق بسبب جهله، وبسبب الرشوة ((تعليق: لا توجد تفاصيل في هذه الوثيقة عن موضوع “الرشوة”، رغم انه يثار كثيرا عند الحديث عن اسباب توقيع المفاوضين السودانيين على الاتفاقية. وايضا، تثار مواضيع عن اغراءات اخرى للمفاوضين)).
* حسب معلوماتنا، تعاون قادة في حزبي الامة والوطني الاتحادي مع قادة المظاهرات. وصار واضحا ان هناك اتفاقا على ان الهدف النهائي هو اسقاط نظام عبود. غير ان الشيوعيين لم يشتركوا في هذه المظاهرات. ونعتقد ان طلبهم بالاشتراك رفض((تعليق: هل سبب ذلك ان الشيوعيين ايدوا اتفاقية تقسيم ماء النيل؟))
* حسب معلومات مصادرنا، زاد الشيوعيين منشوراتهم ضد نظام عبود. وحاولوا الانضمام الى مظاهرات سكان حلفا. لكن، قالت مصادرنا داخل كل من المجموعات الثلاثة ان هذه المجموعات قالت انها لا تريد الاشتراك مع الشيوعيين …
* نقطة اخرى: لا تعرف هذه المجموعات الثلاثة ماذا ستفعل نحو الزيارة المتوقعة للرئيس المصري جمال عبد الناصر، لحضور احتفالات الذكرى الثانية لثورة عبود. قال قادة فيها انهم سيضغطون لمنع الزيارة. وقال أخرون انهم سيتظاهرون ضد عبد الناصر، ويحملونه مسئولية الاتفاقية ((غير العادلة))
وسننتظر لنرى ماذا سيحدث …
* ويوم 31-10، اطلق نظام عبود سراح كثير من الذين كانوا اعتقلوا في المظاهرات. وقدم 45 لمحاكمات سرية. من بين هؤلاء: محمد توفيق، مدير سابق لمصلحة العمل، وكان فصل بسبب قيادته واحدة من المظاهرات. ومحمود ابراهيم احمد، ابن وزير المالية السابق. ومحامي مشهور، ومغنى مشهور((تعليق: لم تشر الوثيقة الى اسم المحامي، والمغنى هو محمد وردي، كما في القائمة ادناه))
** (راي السفارة):
* اولا: صار واضحا ان معارضي نظام عبود يستغلون موضوع حلفا لاسقاط النظام. وبعد هدوء سنة تقريبا، يبدو ان السودان سيشهد تحركات علنية هامة ضد النظام.
* ثانيا: قرار عبود بترحيل سكان حلفا الى خشم القربة، بعد ان كان وعدهم بان يختاروا المكان الذين يريدون ان يرحلوا اليه، هو نقض واضح لوعد من نظام عبود. ولهذا، يمكن اعتباره اساءة للشعب السوداني.
* ثالثا: لا يشارك سكان حلفا بقية السودانيين الشماليين في صفات عرقية وثقافية. انهم اعلى تعليما، ويكثر عددهم في المناصب الحكومية الهامة. ولهذا، يقدرون على خلق عدم استقرار، رغم قلة عددهم.
* رابعا: مهما حدث لهذه المظاهرات في المستقبل، صارت نقطة تحول لانها مواجهة رئيسية للنظام العسكري المنعزل عن اراء المدنيين، والذي يعامل المدنيين وكانهم عسكريين.
* ربما سيلجا عبود لمزيد من الكبت، لكن تبقى هذه المظاهرات تحديا، ونقطة تحول ..
*** قائمة المعتقلين في مظاهرات الخرطوم:
((محمد توفيق، مدير مصلحة العمل. صالح محمود اسماعيل، محاسب. عبد المنعم مختار، وزارة المالية. خليل محمد احمد، تلفونات القصر. احمد صادق خليل، وزارة التعليم. سيد شريف، رجل اعمال. محمد دهب كبارة، ضابط صحة. احمد خليل محمد، وكيل بريد اروما. محمد كباره، رجل اعمال. محمد عثمان وردي، مغنى مشهور. عبدو دهب، رجل اعمال. احمد عبدو علوب، رجل اعمال. انور توفيق، مترجم في السفارة البريطانية. محمود ابراهيم احمد، مكتب المعونة الاميركية بوزارة المالية. محمد ابراهيم طاهر، صحفي …
ومن طلاب الجامعات: عبد الله احمد موسى، عبد الله حسن عبد الرحمن، فاروق محمد كدودة ..وعدد من الطلاب



